مدريد، 27 يوليو/تموز (إفي): ينحصر السباق بين الصين (بكين) وكازاخستان (ألماتي) على استضافة دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية عام 2022 ، في مشهد لم يتكرر منذ 1980، بعد انسحاب مدن أخرى مرشحة أوروبية لأسباب مالية أو سياسية أو فشل في جلب الحشد الشعبي لملفاتها. وقبل فتح مهلة التقدم للترشيحات لاستضافة الأوليمبياد الشتوي، سحبت كل من مدن برشلونة وميونخ وستوكهولم مبادراتها لطلب شرف تنظيم البطولة. وفي برشلونة، انتهى أمر الترشح بعد محادثة بين عمدتها السابق، خابيير ترياس، مع رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، توماس باخ، توصل خلالها الأول إلى أن مدينة ليس لديها تقاليد لاستضافة الرياضات الشتوية مثل هذا الحدث ستكون فرصها ضئيلة للفوز. وفي حالة ميونخ، تم اجراء استفتاء شعبي أطاح بملف استضافتها للبطولة، بينما رفضت الحكومة البلدية في ستوكهولم ضمان التمويل المالي لهذ الحدث حال وقع عليها الاختيار لتنظيم الأوليمبياد. وكانت هناك خمس مدن ترشحت رسميا لاستضافة الأوليمبياد في مارس/آذار 2014 أمام اللجنة الأوليمبية الدولية: أوسلو (النرويج) وكراكوفيا (بولندا) وألماتي (كازاخستان) ولفيف (أوكرانيا) وبكين (الصين). ولكن في مايو/آيار صوت سكان كراكوفيا في استفتاء ضد المشروع، وبعدها سحبت السلطات الأوكرانية في يونيو/حزيران ملف ترشح لفيف إزاء الظروف السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد. وفي يوليو/تموز 2014 كان يتعين على اللجنة الأوليمبية الدولية إجراء تنقيح للمدن المرشحة، لكنها تراجعت عن استبعاد أي منها وأصبحت المنافسة قائمة بين ثلاث مدن فقط: أوسلو وألماتي وبكين. ولم تتوقع اللجنة الأوليمبية الدولية أن تنسحب أوسلو هي الأخرى، وهو ما حدث في أكتوبر/تشرين أول الماضي، ما أثار استياء المسئولين الأوليمبيين، حيث فشلت المدينة في إقناع حكومة النرويج المركزية بالتوقيع على الضمانات المالية اللازمة لمواصلة مشوارها في المنافسات على استضافة أوليمبياد 2022. وتسبب هذا الأمر في انحصار السباق بين مدينتين فقط، وهو الحد الأدنى من المنافسة، وشاء القدر أن تكونا من قارة واحدة، آسيا. ومن بين الأمور التي أثرت بالسلب على إقدام الحكومات المتخوفة على مواصلة مشوار الترشح، بدون شك، الـ50 مليار دولار التي أنفقتها روسيا لاستضافة دورة ألعاب سوتشي 2014. الحقيقة أن روسيا تعين عليها البدء من الصفر في كل شيء لاستضافة هذه الدورة، لكن هذا الرقم القياسي في النفقات الذي سجل في التاريخ جعل مدن أخرى ترفض استضافة البطولة. وخلال اختيار المدينة المستضيفة لأوليمبياد 2020 الصيفي، في سبتمبر/أيلول 2013، وصل عدد المرشحين النهائيين إلى ثلاثة فقط، وهو أقل عدد تشهده مثل تلك المنافسات منذ عقود، وكانت وقتها مدريد واسطنبول والفائزة طوكيو. وقبلها كانت سيول الكورية الجنوبية وناجويا اليابانية تنافسان على استضافة أوليمبياد 1988. وفي دورة الألعاب الشتوية، لتذكر متى تنافست مدينتان على شرف الاستضافة ينبغي العودة لدورة 1980 التي تنافست على استضافتها مدينة لاك بلاسيد الأمريكية وفانكوفر الكندية، والتي انسحبت قبل التصويت، وأيضا في عام 1948 عندما تفوقت مدينة اس تي.موريتز السويسرية على لاك بلاسيد. (إفي)
مشاركة :