قال المستشار الأسري المعروف “ثامر الصالح” أن سقف التوقعات العالي هو من أهم ما يُهدّد الحياة الزوجية، ويجب ألا يتوقع أحدهم من الحياة أكثر من اللازم، وأن يتخلّى عن الصورة الذهنية والتصورات الخيالية التي تُفقد السعادة الزوجية وهجها واستقرارها. جاء ذلك في برنامج “بيوت مطمئنة” احدى مبادرات أوقاف الشيخ محمد الراجحي الخيرية في نسختها الثانية. وأوصى “الصالح” بأن يتوقف سقف التوقعات المرتفع، كمثلًا توقع الزوج أنه سيلتقي بإحدى حوريات الجنة أو تتوقع الزوجة أنها ستلتقي بأحد الملائكة، وأضاف: ” للحياة الزوجية السعيدة 4 أوصاف عظيمة فلو سعى لها كل الزوجين حثيثًا وتعبّدًا لله تطبيقًا لها لكفاهم ولحصلوا على ما تمنونه من رغد العيش واستقراره. أولها: أنها لباس وظلال؛ وقبلها المودة والرحمة”. وعن طرق تعبير الزوجان عن حُبهما المشترك، قال: ” أن للحب له 5 لغات، ولكلِ أحد قضية وطريقة أساسية يستخدمها للتعبير عن حبه، وتتغيّر حسب الموقف والعمر والاحتياج، لكنها تتعلّق بالكلام الإيجابي والمعنوي كهدايا وغيره، وتقديم الخدمات وتكريس الوقت، وكذلك التلامس الجسدي كالتقبيل والاحتضان والمصافحة وغيرها”. وأتبع “المستشار الأسري”: الذي يُحب أكثر هو الذي نشأ في بيئة مترابطة ودافئة ومتمثّلة للحب، من خلال استطاعته التعبير عن احتياجه له، وتوفيره الأرضية المُثلى لنموه، ولا نستطيع القول أن هناك جنس أكثر حُبًا من الآخر، بل لا يوجد جنس يُعطي حبًا أكثر من الآخر، فكلاهما في نظري سواسية. وختم “الصالح” بقوله: كِلا الزوجين أمانة في عُنق الآخر، فلو استبصرنا هذا المعنى العظيم لعلمنا أن الزوجة في ذمة الرجل ماليًا وعاطفيًا وجنسيًا ونفسيًا وجسديًا، بل وعلى المستوى الاجتماعي كالسمعة وغيره. وكذلك الزوج في ذمة زوجته بكل الجوانب المتعددة. ويجب معرفة أنها أمانة ويتعبّد الله في تطبيق ما وصف هذه العلاقة لكفانا ذلك. جدير بالذكر أن برنامج “بيوت مطمئنة” يأتي استمرارًا للمبادرات المجتمعية التي دأبت عليها أوقاف “الشيخ محمد الراجحي”، وذلك لإيجاد حلول واقعية للتحديات التي تواجه أرباب الأسر في ظل أوقات الفراغ الكثيرة لدى أبنائها، وكذلك انطلاقًا من رؤية السعودية تجاه الأسرة التي تعد اللبنة الأساسية لنجاح المجتمعات وتفوقها. ويناقش البرنامج الذي يُبث من الأحد إلى الخميس من 11-12 ليلًا، ويُدير تقديمه، مدير مركز بيت الخبرة للبحوث والدراسات الاجتماعية الدكتور خالد الحليبي؛ العديد من موضوعات الإرشاد الأسري من خلال دعم المراكز الإرشادية، وتأهيل المستشارين الاجتماعيين، ودعم وإنتاج البرامج المجتمعية التي من بينها “بيوت مطمئنة”.
مشاركة :