استبعد المستشار النفطي الدولي الدكتور محمد سرور الصبان، في حديثه لـ"سبق"، حدوث حرب في أسعار النفط بين السعودية وروسيا، كما تروج له بعض وسائل الإعلام الدولي لبث الشائعات، حتى يستفاد من فرق الأسعار من قِبل المضاربين، مشيرًا إلى أن التحالف القوي بين الدولتين، والتزام روسيا الكامل بتخفيضاتها الإنتاجية، والأضرار الكبيرة التي تعود على جميع الأطراف. وقال "الصبان" لـ"سبق": "عندما وصلت أسعار النفط عالميًا إلى 42 دولارًا في بداية 2020، ثم انخفضت إلى أقل من 16 دولارًا، حينها شكلت ضغطًا على ميزانيات الدول"، مشيرًا إلى أن السبب الرئيس الذي أدى للانخفاض هو ارتفاع الدولار وارتفاع البطالة في الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الخوف من جائحة ثانية لفيروس كورونا"، مضيفًا أن "كل ذلك تقلبات يستغلها المضاربون، وكما يعلم الاقتصاديون بأن سوق النفط ليست فقط بائعًا ومشتريًا، بل هناك مضاربون يحاولون أن يستغلوا فوارق الأسعار وينشروا الشائعات". وفند المستشار النفطي الدولي الدكتور محمد سرور الصبان ادعاءات بعض وسائل الإعلام العربية والغربية المغرضة، والتي تبث رسائل إعلامية مضللة وغير صحيحة عن الاقتصاد النفطي، وحذر منها وحث الإعلاميين السعوديين بالبحث عن المعلومات الصحيحة من مصادرها المعتمدة، مشيدًا بقوة ومكامن الاقتصاد السعودي النفطي عالميًا، واستعرض كل التحديات المستقبلية التي تواجه الاقتصاد النفطي وجهود منظمة أوبك وأوبك بلس، ودور المملكة البناء في استقرار سوق النفط عالميًا. جاء ذلك خلال اللقاء الافتراضي الذي نظمه فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمكة المكرمة بعنوان "الإعلام السعودي والاقتصاد النفطي"، بحضور عددٍ من الإعلاميين والإعلاميات والمهتمين بالجانب الاقتصادي النفطي، وأدار اللقاء الإعلامي حاتم العميري. ودعا المستشار النفطي الدولي الدكتور محمد الصبان، وزارة التعليم، ممثلة بوزير التعليم ،الدكتور حمد آل الشيخ، إلى ضرورة إدراج مقرر دراسي في المرحلة الابتدائية التعليمية، ثم التدرج للمرحلة المتوسطة، ثم المرحلة الثانوية، يُعنى محتواها بثقافة النفط الطاقة، وأن تتدرج المعلومات الخاصة بالطاقة والنفط ومفاهيم المصطلحات التي تستخدم في الاقتصاد النفطي والطاقة، مع مراحل التعليم العام الثلاثة الأساسية، إلى أن نصل إلى المرحلة الجامعية. وأضاف أن ذلك يأتي من أجل تنمية ثقافة المجتمع وجيل المستقبل باقتصاديات النفط والطاقة، وخلق جيل يتواكب مع رؤية2030، والتي اعتبرها المرحلة المهمة في تنوع مصادر الدخل والبحث في مجالات الطاقة المتجددة، وتطوير مصادر الطاقة. وركز الدكتور الصبان خلال اللقاء على ثلاثة محاور رئيسة، تمثلت بأهمية دور الإعلام السعودي في الاقتصاد النفطي، والإعلام السعودي النفطي واقع وتطلعات، وتعزيز الثقافة النفطية بالمجتمع. وتوقع الدكتور الصبان استمرار صعود أسعار النفط وإن كان الصعود سيكون بطيئًا متجهًا نحو 50 دولارًا قبل نهاية 2020. وحمل الدكتور الصبان الجهات والمؤسسات الإعلامية سبب غياب الإعلامي والصحفي النفطي عن الساحة الإعلامية، مؤكدًا أن الوقت مهم الآن لتدريب وتنمية قدرات الإعلامي النفطي المتخصص، والذي سيمثل الوطن داخليًا وخارجيًا في المؤتمرات واللقاءات الإعلامية المتعلقة باقتصاد النفط، مشيرًا إلى أهمية عقد الدورات التدريبية وورش العمل واللقاءات الخاصة بالإعلام النفطي، وأن تكون هنالك شراكة بين الوزارات المعنية والجهات والهيئات في هذا الجانب. وشدد "الصبان" على أهمية التفريق بين مفهوم الخبير الجيولوجي، والخبير المتخصص في الاقتصاد النفطي، وقال: "كل منهما متخصص في مجاله"، ولم يخف تخوفه من نضوب النفط اقتصاديًا وليس نضوبًا كميًا. وأشار إلى أن رؤية المملكة 2030 سوف تعمل على تنوع مصادر الدخل من خلال الطاقة الأخرى ومصادرها وغيرها من الموارد غير المعتمدة على النفط، موضحًا أن المملكة تحتل المركز الثاني عالميًا في أعلى مخزون للنفط، والرابع عالميًا في مخزون الغاز الطبيعي، موضحًا أن المملكة تحتوي أيضًا على النفط الحجري والغاز الصخري. وكان اللقاء بدأ بكلمة مدير فرع هيئة الصحفيين السعوديين بمكة المكرمة فهد الاحيوي، أوضح فيها أن اللقاء يأتي ضمن فعاليات فرع الهيئة بمكة المكرمة لتحقيق أهداف هيئة الصحفيين السعوديين بصفة عامة. وقال إن الفرع سيواصل تنفيذ اللقاءات والدورات والبرامج النوعية والحيوية مع كل الفروع الأخرى للوصول إلى الغايات المنشودة، منوهًا بالمردود الإيجابي من اللقاء، ومعربًا عن شكره للدكتور محمد سرور الصبان على إثراء اللقاء بالطرح البناء.
مشاركة :