حققت الإمارات خلال العقود الماضية، طفرة تعليمية مكنتها تقريباً من القضاء على الأمية محلياً، والمساهمة في معالجة الوضع التعليمي في كثير من الدول العربية، وصولاً إلى المنافسة العالمية علمياً، ومعرفياً، وصناعة الخبراء الإماراتيين في مجالات الفضاء، والطاقة المتجددة، والكثير من التخصصات العلمية النادرة.إلى ذلك، أطلقت الإمارات مبادرات ومشاريع خاصة بتدعيم جهود مكافحة الأمية عربياً، حيث أسهمت مبادراتها في اليمن، وفلسطين، ومخيمات اللاجئين، في تحسين الوضع التعليمي، ومكافحة الأمية.وتشارك الإمارات العالم احتفاله باليوم الدولي لمحو الأمية في 8 سبتمبر/ أيلول، وقد نجحت في بناء مجتمع مثقف وواع ينعم جميع أفراده بحق التعليم وفق أرقى المعايير العالمية.ففي اليمن، دشنت الإمارات في يناير/ كانون الثاني الماضي، المرحلة الثانية لمشروع إنشاء ثلاثة مراكز لمحو الأمية وتعليم الكبار، وثلاثة مراكز لتحفيظ القرآن الكريم، في مديريات الحيس، والتحيتا، والخوخة. وبلغت قيمة المساعدات التي قدمتها الإمارات في قطاع التعليم، بعد الأزمة السورية والمتضررين منها، من 2012 إلى يناير 2019، نحو 190.1 مليون درهم.وفلسطينياً، الإمارات من أهم الدول المساندة لجهود وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، «الأونروا»، لإعانتها على تنفيذ برامجها التعليمية للطلاب، والطالبات، وضمان حصولهم على حقوقهم من التعليم.ووفقاً «للأونروا» استحوذ التعليم على أكثر من 80 % من قيمة الدعم الإماراتي للوكالة من 2014 إلى 2019، وبلغت نحو 164 مليون دولار.ومنذ إعلان اتحادها في الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 1972، أخذت القيادة الإماراتية على عاتقها مسؤولية نشر العلم ومكافحة الأمية ضمن هدفها الاستراتيجي «التعليم حق للجميع»، ففتحت المدارس في أنحاء الدولة ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار وجمعيات النهضة النسائية وجمعيات التنمية الاجتماعية، للقضاء على الأمية لتسير بخطى واثقة وإنجازات مشهودة.وتأتي الإمارات في صدارة عدد من المؤشرات التنافسية في التعليم، حيث احتلت المركز الأول عالمياً في معدل إتمام المرحلة الابتدائية، ومعدل البقاء حتى الصف الأخير من المرحلة الثانوية.وتضمن دولة الإمارات حق التعليم لكل مواطنيها، حيث تتكفل بالإنفاق عليهم في كل المدارس والمؤسسات التعليمية الحكومية، وتنص قوانينها على إلزامية التعليم حتى المرحلة الثانوية، كما تلزم القائمين على رعاية الطفل بمتابعة انتظامه واستمراريته في التعليم، وفق المواعيد التي تحددها وزارة التربية والتعليم.وتحمل الإمارات شعلة العلم ومكافحة الأمية، ومن بين المبادرات الرائدة التي تقودها «تحدي محو الأمية» الذي أعلنه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عام 2017، لتعليم 30 مليون طفل وشاب عربي حتى عام 2030، و«مبادرة أمة تقرأ» التي تعمل على توزيع 5 ملايين كتاب في 15 بلداً، و«تحدي القراءة العربي»، لتشجيع القراءة في العالم العربي بالتزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب سنوياً.أكدت جمعية دار البر، في (اليوم العالمي لمحو الأمية)، دورها الفاعل ومشاريعها الخيرية التنموية الإنسانية المتنوعة في قطاع التعليم ومحاربة الأمية خارج الدولة، عبر دعم العملية التعليمية في العالم، وتوفير الدعم تحديداً لشرائح الطلبة غير القادرين على سداد الرسوم الدراسية ومتطلبات التعلم.وأكدت «دار البر» أن منظومة مشاريعها التعليمية خلال الأعوام الماضية جاءت ترجمة للرسالة الإنسانية الحضارية التنموية لدولة الإمارات، وترسيخا لقيمها القائمة على التسامح ونشر الاستدامة والسعادة والمحبة في عالمنا المعاصر، وتفعيلاً لتوجيهات قيادتنا الرشيدة بمد أيادي الخير والإحسان للمحتاجين من شعوب الأرض. وقال عبدالقادر الريس عضو مجلس الإدارة - المدير العام لجمعية دار البر : إن الجمعية تكفلت بتنفيذ وإنجاز 3684 مشروعاً تعليمياً تربوياً على مدار 16 عاما، بدءاً من 2004 حتى العام الحالي 2020، بتكاليف إجمالية وصلت إلى 97 مليونا و 102 ألف و 803 دراهم، تغطي مجالات تعليمية مختلفة ومتنوعة، في عدد كبير من دول العالم، في قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا و أمريكا الجنوبية.وأكدت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والانسانية، أنها تواصل درب المؤسس بتنفيذ مشروعات لمحو الأمية؛ حيث لا تزال بعض الشرائح الاجتماعية في عدد من الدول النامية ترزح تحت طائلة الأمية.وأشارت بالتزامن مع اليوم الدولي لمحو الأمية أن أبرز أسباب الأمية: الفقر وضعف الموارد واستغلال الأبناء والأطفال في العمل؛ من أجل توفير الغذاء لأسرهم، مؤكدة أن مسؤولية محو الأمية لا تكمن في المنظمات المتخصصة وفي الدول المتقدمة وإنما مسؤولية المجتمع الدولي بأسره.وقال حمد سالم بن كردوس العامري مدير عام المؤسسة: إن المؤسسة منذ تأسيسها على يد المغفورله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تساهم إلى حد كبير في دعم مسيرة التعليم في الدول الأكثر فقراً والأقل نمواً، وعملت على إقامة المشاريع الكبيرة من مدارس وجامعات وعملت على تجهيزها.(وام)
مشاركة :