أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، والرئيس الإريتري آسياس أفورقي جولة مباحثات، أمس، تناولت الوضع الأمني والحدودي بين البلدين في العاصمة أسمرا، التي وصلها في زيارة قصيرة، فضلاً عن بحث ملف السلام السوداني وما يتعلق بسد النهضة الإثيوبي.ووصل البرهان أسمرا، أمس، في زيارة رسمية تستغرق ساعات، وبرفقته وفد أمني وعسكري رفيع، يتكون من مدير جهاز الأمن والمخابرات العامة، الفريق أول ركن جمال عبد المجيد، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية اللواء ركن ياسر محمد عثمان.وبحسب متابعات «الشرق الأوسط»، فقد تناول لقاء البرهان أفورقي العلاقات الثنائية والإقليمية، وذلك في أعقاب توتر في مدينة «كسلا» القريبة من الحدود المشتركة بين الدولتين، والتي شهدت أحداث عنف قبلي، على خلفية تعيين الوالي المدني، وأشارت أصابع الاتهام لأيادٍ خارجية لعبت دوراً في تأجيج الصراع.وزار الرئيس آسياس أفورقي السودان في يونيو (حزيران) الماضي لمدة يومين، رداً للزيارة التي قام بها البرهان إلى إريتريا في يونيو 2019. وتبادل المسؤولان الزيارات في أعقاب قطيعة سودانية إريترية وإغلاق الحدود المشتركة في عهد حكم الرئيس المعزول عمر البشير.وشهدت العلاقات بين البلدين توتراً شديداً في فبراير (شباط) 2018؛ حيث أغلقت حكومة المعزول البشير الحدود المشتركة بين البلدين، وأرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المناطق الحدودية، وزعمت أن حكومة أسمرا حشدت قوات كبيرة قرب حدودها مع السودان، وآوت المعارضة، وشجعت تهريب السلع من السودان.ويكشف تكوين الوفد الذي رافق البرهان وتوقيت الزيارة، أنها ذات طابع أمني، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتوترات في شرق السودان، وذلك على خلفية الصراعات التي شهدتها ولاية كسلا أخيراً، وهي ولاية محادّة لإريتريا، وتشهد تداخلاً سكانياً بين البلدين. وينتظر أن يكون البرهان قد بحث مع أفورقي آليات إنهاء التوتر في شرق السودان، ولا سيما أن أسمرا تواجه معارضة قوية تستفيد من عدم الاستقرار في شرق السودان، وتشير التحليلات إلى أن عناصر من نظام الإسلاميين المعزول تعمل هناك بتناغم مع التنظيمات الإسلامية المتطرفة الإثيوبية، على تغذية التوتر في المنطقة الحدودية.وتسعى السلطة الانتقالية السودانية إلى بسط الأمن والسلام في السودان، وتعتبره هدفاً مركزياً، وبعد أن حققت اختراقاً بتوقيع اتفاقية سلام مع حركات مسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، تسعى إلى بسط الأمن والاستقرار في منطقة شرق السودان، التي شهدت نزاعات عرقية في أكثر من منطقة، آخرها ما شهدته مدينة كسلا الأسابيع الماضية.
مشاركة :