العطوي.. القبطان الذي روض محيطات الغضب

  • 9/7/2020
  • 17:12
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في محيط الأمواج الهادرة، ومن قمرة قيادة تلونت باللونين الأخضر والأحمر، بدأ الإبحار بثبات رغم أحاديث المحبطين، وانتقادات من لا يرى إمكانية تواجد ابن البلد كقبطان يشق طريقه وسط أخطار المحيطات، ليؤكد عبر رسائله المستمرة أنه وأمثاله من الشبان بحاجة إلى الثقة فقط في الطريق لكتابة «رواية الأساطير»، تلك التي بدأ خليل الزياني بخط أحرفها الأولى والأبهى في تاريخ الرياضة السعودية.الطموحات الكبيرة كانت تلاحق ابن العيون، ذلك الذي ترعرع في أروقة ناديها، حتى وصل إلى فريقها الأول لكرة القدم كلاعب في خط المنتصف، فقادته إلى إنهاء مسيرته الكروية مبكرا، متجها نحو الغرام الذي قاده لامتهان التدريب، ليخوض أولى تجاربه الفنية وهو لم يتجاوز الـ 30 من عمره كمساعد لناشئي العيون ومن ثم كمدرب لهم، ليلفت الأنظار له، ويعمل كمساعد لمدرب فريق شباب الفتح في الدوري الممتاز، قبل أن يعود من جديد لتدريب العيون في تجربة مثلت بداية الانطلاقة عقب قيادته للتواجد في دوري الدرجة الثانية.خالد العطوي، الرجل القيادي والتربوي الناجح، حول نجاحاته إلى الجانب الفني صاعدا السلم خطوة بخطوة، حيث التحق بنادي النجوم كمدرب للفئات السنية، قبل أن يتولى تدريب الفريق الأول فيه صانعا الثورة التي قادت أبناء قرية الشقيق من دوري الدرجة الثالثة إلى دوري الدرجة الأولى في غضون 3 مواسم، ليلفت أنظار رئيس اللجنة الفنية السابق بالاتحاد السعودي لكرة القدم البلجيكي يان فان وينال ثقته نحو قيادة المنتخب السعودي للشباب في العام 2015م.ولم يخب العطوي الآمال التي عقدت عليه، فقد قاد الأخضر الشاب من نجاح إلى آخر، حيث كانت البداية بإحراز لقب البطولة الخليجية للشباب في العام 2016م بالدوحة، قبل أن يقود شباب الأخضر للفوز بلقب دورة دبي الدولية للشباب في العام 2018م في الطريق لتحقيق إنجازه الأبرز باستعادة لقب البطولة القارية للشباب عقب غياب استمر لما يقارب الـ 26 عاما، معلنا عن تأهل الأخضر الشاب لمونديال 2019 ببولندا، حيث قاده فيها مقدما مستويات مشرفة جدا، قبل أن يقرر خوض رحلة جديدة وتجربة هامة رفقة «فارس الدهناء».قيادة «النواخذة» وسط تطلعات كبيرة من عشاقه، وتاريخ كبير يشهد بأن الاتفاق صاحب أولى البطولات الخارجية للرياضة السعودية، كلها شكلت عوامل ضغط على العطوي في تجربته الأولى بدوري المحترفين السعودي، لكنه أثبت ثقته الكبيرة بنفسه وبقدراته العالية على مقارعة أصحاب الملايين من المدربين القادمين من خارج الأراضي السعودية، ليتجاوز كل تلك الصعوبات، ويبدأ في شق طريقه بثبات رغم النقص الذي عانى منه على مستوى المحترفين الأجانب، وكذلك الإصابات التي ألمت بلاعبيه الوطنيين، ليسكت كل الألسن التي كانت تنتقده بسبب في بعض الأحيان ودون سبب في أحيان كثيرة، كاسبا ثقة الإدارة الاتفاقية التي طالما ساندته، لتعلن بالأمس عن مكافأتها له بتوقيعها لعقد يستمر من خلاله على رأس الهرم الفني للنواخذة لعامين مقبلين.جرافيكإنجازاته مع منتخب الشبابكأس الخليج 2016الدورة الدولية 2018كأس آسيا 2018المشاركة في كأس العالم 2019

مشاركة :