قال الباحث الفلكي علي الحجري إن فصل الخريف سيحل ضيفا على مملكة البحرين مدة 89 يومًا و20 ساعة و31 دقيقة في يوم الثلاثاء الموافق 22 سبتمبر 2020 في تمام الساعة (04:31) عصرا، إذ بدأت الشمس بعد أن تجاوزت فترة الانقلاب الصيفي في 21 من شهر يونيو الماضي في حركتها الظاهرية متجهة إلى الجنوب تدريجيا وقت الزوال، بحيث يتناقص ميل أشعتها وتتعامد الشمس على خط الاستواء في هذا الاعتدال، ليكون أقصى ارتفاع لها عند حلول فصل الخريف (63 درجة و54 دقيقة) فقط ظهرا، لتستمر حركتها الظاهرية جنوبا إلى أن تصل إلى أدنى ارتفاع لها 40 درجة و23 دقيقة و49 ثانية وقت الزوال في تمام الساعة (11:35) ظهرا يوم الانقلاب الشتوي القادم بتاريخ 21 ديسمبر القادم 2020.وأشار الفلكي الحجري بذلك إلى حلول الاعتدال الخريفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية بينما يكون فصل الربيع في النصف الجنوبي، ولن تبقى سوى أيام لانتهاء فصل الصيف بالمملكة الذي استمر معنا مدة 93 يوما و15 ساعة و47 دقيقة وهو أحد أحر فصول السنة.وأشار الحجري إلى استعجال الناس في رغبتهم بانخفاض درجات حرارة الجو في البحرين من بعد ظهور نجم سهيل في أفق البحرين في 24 من شهر أغسطس الماضي، إلا أن طبيعة البحرين الصحراوية وتشبع الأرض من حرارة الشمس من شبه تعامد أشعتها على البحرين من حلول فصل الصيف الماضي في 21 من شهر يونيو واستمرار الحرارة الشديدة للشهرين التاليين يوليو وأغسطس، فإنها تؤدي إلى فقدان الحرارة بشكل بطيء جدا «وهذه طبيعة الحرارة»، فتعمل على إبقاء الحرارة نهارا مع تلطيف الجو ليلا مع بداية ومنتصف شهر سبتمبر الجاري ليصل الفارق ما بين درجة الحرارة العظمى والدنيا من 6 إلى 10 درجات.وبين الحجري أن ارتفاع الشمس وقت الزوال لشهر سبتمبر من كل عام ومع حلول الاعتدال الخريفي الناتج من ميلان محور الأرض، يكون ما بين 71 درجة و53 دقيقة في مطلع الشهر إلى 60 درجة و48 دقيقة في آخره، لينعكس ذلك على درجات الحرارة طوال شهر سبتمبر وتتواصل بالانخفاض تدريجيا بمعدل يقارب (0.1 درجة مئوية لكل يوم) لتنخفض درجات الحرارة الصغرى من 30 درجة في مطلع الشهر إلى 27 درجة في آخر الشهر ليلا تقريبا، وتنخفض درجات الحرارة العظمى بنفس المعدل وتكون ما بين 38 درجة و 35 درجة تقريبا مع ارتفاع الرطوبة، ويكون الإحساس بدرجات البرودة نسبيا ليلا في أواخر شهر أكتوبر القادم مع استمرار الحرارة نهارا، ويبرد الجو نهارا مع نهاية شهر نوفمبر القادم من كل عام.وأوضح الحجري أن طول فترة النهار في البحرين في يوم الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر القادم يساوي 12 ساعة و8 دقائق بينما سيكون طول فترة الليل إلى 11 ساعة و52 دقيقة وذلك بعد أن تظهر فيهما الشمس من الاتجاهات الحقيقية لتشرق الشمس في نفس يوم الاعتدال بمشيئة الله تعالى في تمام الساعة (05:27) صباحا من جهة الشرق تماما وببعد زاوي على يمين جهة الشمال وتساوي 89 درجة و5 دقائق إلى أن تغيب الشمس في تمام الساعة (05:32) مساءً في جهة الغرب تماما وببعد زاوي على يسار جهة الشمال وتساوي 270 درجة و15 دقيقة وهو ما يعد من التجارب العملية الفلكية المهمة بالنسبة إلى من يرغبون في التعرف على نقطة الشرق والغرب بدقة.وبين الحجري أن هناك فكرة خاطئة ومتداولة بين الناس وهي تشير إلى تساوي فترة الليل والنهار في جميع بقاع العالم في يوم الاعتدال الخريفي وهذا لا يحدث وهو خطأ، وذلك بسبب اختلاف خطوط العرض لكل منطقة من مناطق الأرض من جهة وميلان الأرض من جهة أخرى، وأنه سوف يتساوى طول الليل والنهار في البحرين بتاريخ 27 و28 سبتمبر القادم وليس يوم الاعتدال.وذكر الحجري أن فصل الخريف في التراث الفلكي يبدأ عندما يكون الطالع هو الجبهة في 6 من شهر سبتمبر من كل عام، وهو الطالع الوحيد الذي تكون أيامه 14 يوما، ويوصف باعتدال ليله، مع بقاء حرارة النهار، ثم يتلوه طالع الزبرة وهو الذي يتزامن مع بدء الخريف ويوصف ببرودة الليل، وبعد 13 يوما منه يكون الطالع الصرفة والذي يعرف بانصراف الحر، ليتلوه طالع العواء الذي يبدأ معه موسم المطر وهو ما يعرف بالوسم، ثم السماك الذي تبدأ معه البرودة وشدة الأمطار، ثم يأتي نوء الغفر الذي تشتد فيه البرودة عما سبقه، ثم نوء الزبانا الذي يكون آخر الخريف وشدة البرودة وبداية الشتاء.
مشاركة :