اختتم مهرجان أفلام السعودية نسخته السادسة، بتنظيم من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الدمام، بالشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، ودعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة.وأعرب مجموعة من المخرجين وصناع الأفلام السعوديين المشاركين عن سعادتهم بهذا الحدث، مؤكدين أنه رغم أن المهرجان افتقد الحضور الحقيقي، واكتفى بالعرض الافتراضي، فإن ذلك لم يقلل من قيمته الفنية.الملتقى الأساسيذكر المخرج خالد زيدان، أن المهرجان في هذه النسخة الافتراضية يعزز تجربة جديدة وفريدة للمشارك والمشاهد، وهي لا تعتبر أفضل من التجربة الحضورية بالتأكيد، ولكنها تتميز بالتواصل مع المشاهد بشكل شبه مباشر وأكثر مصداقية، كما تتيح فرصة أكبر لحضور المهرجان ومشاهدة الأعمال في شتى المناطق.وأشار إلى أن المهرجانات السينمائية هي غالبا المنطلق الأساسي والداعم الاجتماعي الأكبر لصناع الأفلام، كما أنها تعزز ثقافة هذا المجال لعامة الناس، وتطور من تجارب صانع الفيلم وتدعمها.وعن فيلمه المشارك «حواس» قال: هو فيلم وثائقي قصير يتحدث عن قصص وتجارب ثلاثة مكفوفين شغوفين بمجالات مختلفة ومتميزين فيها، كيف يستطيعون ممارسة هذه المواهب والمهارات رغم فقدهم حاسة البصر؟ وكيف تخطوا الصعوبات والعقبات ليبقى الحلم والشغف هو النور في أعماق أرواحهم؟ فعندما لا يتسلل الضوء، نفقد البصر وتبقى البصيرة.وأضاف: هذه ليست تجربتي الأولى في مهرجان أفلام السعودية، فقد شاركت العام الماضي بفيلم روائي قصير، وترشح للمنافسة في مسار الطلبة، أما هذا العام فكانت تجربتي الأولى في إخراج فيلم وثائقي، حيث يعتبر المهرجان ملتقى لجميع صناع الأفلام المستقلين والمنتجين، ومنصة لبناء العلاقات والتواصل فيما بينهم، ومشاركة الأفكار وتبادل الآراء، كما يعتبر المهرجان المكان الأنسب لإثراء صانع الأفلام بالبرامج والأنشطة المصاحبة، والأهم أنه الملتقى الأساسي الذي يجمع صانع الفيلم والمشاهد.ويرى زيدان أن أغلب صناع الأفلام السعوديين تعلموا واكتسبوا التجارب ذاتيا باجتهادات منهم، لذلك يحتاجون إلى وجود المعاهد التدريبية محليا، وتأسيس الجانب التعليمي في هذا المجال، وتوفير بيئة مناسبة ومحفزة لصناعة الأفلام.فرصة محليةوشارك المخرج حسام السيد في المهرجان بالفيلم الافتتاحي «ومتى أنام؟»، وقال: هي تجربة فريدة من نوعها خصوصا في عدد صناع الأفلام الجدد المفاجئ، ووجودي بينهم يعني الكثير، لأن لكل مخرج رؤيته الخاصة، والمفارقات بين المخرجين جميلة في تنوعها، وعلى مدى السنوات الخمس الماضية تابعت المهرجان كمتفرج، ووجودي كمشارك الآن بمثابة خطوة للأمام في مسيرتي، حيث إن أفلام المهرجانات عبارة عن تذكرة تعريف بصناع الأفلام، ومهرجان أفلام السعودية هو أفضل فرصة محلية لإبراز المواهب والأفلام المحلية التي ستوفر لهم فرصا أكبر في إنتاج أعمال أكبر وأهم لهم في المستقبل.وعن البث الافتراضي للمهرجان، أوضح أن له بعض السلبيات، أهمها أن الفيلم عندما يبث يفقد بريق الصورة وجودتها، حيث إنه معد للسينما من حيث الجودة، وبثها على الإنترنت يحرم المشاهد من تجربة ريادة السينما بجوها المهيأ لمشاهدة الأفلام، ولكن المغاير في التجربة هو التعليقات في لحظة البث، والتي تنقص من متعة المشاهد وتركيزه في الفيلم، ولكني كمخرج أعتبرها تجربة شيقة ومليئة بالمفاجآت.وأشار إلى أن صانع الأفلام يجب عليه التخصص، فمصطلح صانع أفلام عائم، فهناك صانع الأفلام الكاتب، والمخرج، والمصور، والمحرر، وما إلى ذلك، وصانع الأفلام السعودي شغوف جدا، وإذا تم تحويل هذا الشغف إلى تخصص في دور واحد في صناعة الأفلام، سيظهر لنا المخرج أو المصور أو المحرر المحترف، وهذا هو الأهم.إمكانية الوصولوأشارت مخرجة فيلم «عشت مره» مروة المقيط إلى أن مشاركتها هي الأولى في أي مهرجان سينمائي، وأن الفيلم يعبر عن الإيحاء الحيوي واستلهام حلول مستدامة للبشرية من الطبيعة، وقالت: هو فيلم أداء حركي، قمنا بتصميم حركات الرقص مع جواهر الرفاعي ولميس الصديقي، ويحتوي على 14 مؤدية أفخر بهن على قوتهن وإمكانياتهن في التعبير أمام الكاميرا، وكأنهن كائنات ينشأن من منطقة معينة في محاولات لاكتشاف البيئة المحيطة.وعن التحديات التي واجهتها، ذكرت أنه لم تكن هناك معضلات حسية، ولكن أغلبها نفسية وتحد مع النفس، والجميع كان متعاونا ومتحمسا لخوض تجربة جديدة، وتساؤلات ما إذا كانت الفكرة قابلة للتحقيق على أرض الواقع، ووجهت شكرها لرئيس المجلس الفني السعودي صاحبة السمو الملكي الأميرة جواهر بنت ماجد على الدعم والتوجيه.وعبرت المقيط عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، كونه محليا ويمثل الوطن، وعن فخرها بما قدمه فريق المهرجان بالرغم من الصعوبات فإنهم استطاعوا بجهود عظيمة تقديمه وكأننا جميعا موجودون، وقالت: سعيدة أن بدايتي في صناعة الأفلام تكون من بلدي السعودية، وأن أبدأ من المحلية ويتم تقديري محليا هو أهم من العالمية بأي شكل من الأشكال.وأشارت إلى أن أكثر ما ميز المهرجان هذا العام هو البث الافتراضي الذي أتاح وصول الأفلام للجميع حول العالم، مؤكدة أن صناعة الأفلام بحاجة لتكريس كامل للتعليم، وانفتاح مجتمع صانعي الأفلام أكثر على بعضهم البعض، وأن يكون هناك شق أكاديمي معتمد، ليكون لصانعي الأفلام ركيزة ومنصة للانطلاق أكاديميا، بالإضافة للبحث والقراءة وورش العمل والندوات المستدامة، ومع تضافر الجهود سيتم تقديم الأفضل لمجتمع الأفلام –بإذن الله-.عرس فنيوقال المخرج خالد فهد: مهرجان أفلام السعودية هو العرس الفني الأقرب لقلوبنا كصناع الأفلام، ووجودنا فقط يجعلنا ممتنين وفخورين دائما لنكون جزءا ولو بنسبة قليلة من هذا الحراك الفني الجميل.وأضاف: تجربة البث الافتراضي فريدة وغير مسبوقة، وخصوصا قراءة تعليق الجمهور بشكل مباشر، كما أنه يحقق انتشارا أكبر، وعدد متابعين من مناطق مختلفة في المملكة وخارجها، كما أن تصويت الجمهور يؤثر بنسبة كبيرة، لأن الجمهور هو الحكم في نهاية الأمر، وصانع الأفلام سينتقل من مرحلة دعم المؤسسات والجهات الحكومية إلى دعم مستثمرين يبحثون عن إيرادات، ووجود جمهور في حياة صانع الفيلم أمر يصنع له الاستدامة.وأشار إلى أن صانع الفيلم لا يستطيع أن يخلق صناعة من العدم، فهو بحاجة لبيئة إنتاجية قادرة على إنتاج عدد كبير من المواد الإعلامية، مؤكدا أن المهرجانات تسهم في التعريف بصانع العمل من حيث جودة طرحه وإمكانية تفوقه في تقديم فيلم جيد، والسعي لإبراز المنتح السعودي والترويج له محليا، وفتح مجال المشاركة بين المستثمرين وصناع الأفلام والمشاركة مع شركات أجنبية، وتقديم الأفلام السعودية عربيا وعالميا.وعن فيلم «سيجارة الصباح» المشارك في المهرجان، قال: يتحدث الفيلم عن تجربة التمثيل، والعالم الذي يعيشه الممثل في سعيه لتحقيق حلمه لخلق المتعة والابتسامة للجمهور، وأضاف: لست من مشجعي صناعة الأفلام خارج المملكة، لكن إذا حصلت فرصة مع وجود شركة إنتاج لتغطية تكاليف العمل فهذا أمر رائع، من كتابة السيناريو إلى تجربة التنفيذ كانت تحديا شخصيا في التعامل مع ممثلين وطاقم أمريكي لم يسبق أن تعاملت معهم من قبل، وبعد انتهاء العمل أصبح التحدي الجديد هو الجمهور السعودي الذي يشاهد منتجا أجنبيا مختلفا عن ثقافته، لكن القصة قابلة لأن تكون في أي مكان بالعالم، وهذا ما لمسته عند بعض الجمهور في تقبلهم السريع لفكرة ومضمون الفيلم.
مشاركة :