بيروت – يرتفع مساء الثلاثاء صوت المغنية اللبنانية عبير نعمة بمشاركة جوقة الجامعة الأنطونية، في أغنيات دينية ووجدانية ووطنية تحت عنوان “بيروت ترنم للأمل”، من قلب كنيسة مقابلة لموقع انفجار مرفأ بيروت المروّع وتحت سقفها المهدد بالسقوط ووسط جدرانها القديمة التي تزعزعت. وتقام هذه الأمسية في كنيسة مار مارون في حي الجميزة بوسط بيروت عند الساعة السادسة وسبع دقائق مساء، في التوقيت نفسه الذي حصل فيه انفجار المرفأ الشهر الماضي. وستتردد موسيقى الأمسية والترانيم في كل الشوارع المدمَّرة عبر مكبرات الصوت من خلال سبع نقاط في وسط العاصمة، مما يتيح لسكان بيروت وزوارها الاستماع على مدى خمسين دقيقة إلى برنامج يضم أغنيات وطنية وترانيم دينية. وقالت ميشلين أبي سمرا، رئيسة مهرجان “بيروت ترنم”، إن هذه الأمسية التي تنقل مباشرة عبر محطة ‘أم.تي.في’ اللبنانية وصفحة المهرجان وشبكات التواصل الاجتماعي، هي مثابة تحية لكل الأبرياء الذين سقطوا في انفجار مرفأ بيروت وعزاء لأهلهم وللناس الذين خسروا بيوتهم”. وأضافت “ترددنا كثيرا قبل أن نقدم على هذه الخطوة المتواضعة احتراما منا للمفقودين تحت الأنقاض ولدم الضحايا الأبرياء وأهل بيروت ووجع كل واحد منا، لكننا أحببنا أن نصلي معا من أجلهم جميعا وأن تكون الصلاة والموسيقى نقطة رجاء وأمل في بلد يطغى عليه السواد والدمار”. وقالت أبي سمرا “لقد بدأت ورشة ترميم المنازل من حولنا لكننا نحتاج إلى ترميم القلوب الموجوعة. فاللبنانيون في الداخل وفي كل أنحاء العالم يشعرون بالألم نفسه. وبفضل الصلاة وصوت عبير نعمة سنقدم رسالة أمل”. أما عبير نعمة فقالت عن شعورها بالغناء لبيروت المدمرة ”إنه أمر صعب للغاية. أشعر بالاختناق. صعب علي أن أغني لكنه الأمر الوحيد الذي أجيده. وفي الوقت نفسه أجد أنها خطوة ضرورية جدا. إنها ليست أمسية احتفالية بل أمسية صلاة مع الناس على نية الضحايا ولشفاء الجرحى وعلى نية المفقودين والأشخاص الذين خسروا كل ما يملكون”. وأضافت ”بالموسيقى سنرفع صوتنا مع أهالي بيروت ومع بيروت ومع كل لبنان. نحن نعيش مأساة كبيرة لعل الموسيقى تعطي أملا… فالوجع يوحد أما السياسة فتفرق”. وقالت أبي سمرا، في هذا الصدد، “من قلب كنيسة مارون المدمرة أردنا إيصال صوت بيروت الحقيقي، صوت بيروت الثقافة والتلاقي والمحبة والسلام”. ويقام مهرجان “بيروت ترنم“ سنويا في 12 كنيسة في وسط العاصمة اللبنانية كلها ألحق بها الانفجار أضرارا كبيرة، بحسب أبي سمرا “لكن الجهد موجود لإعادة هذه الأماكن كما كانت في السابق”.
مشاركة :