تنفيذ المشاريع العملاقة كمشاريع الطرق السريعة في المناطق الجبلية الوعرة وإنجازها بوقت قياسي ودون تعثر أو تأخير يكاد يكون من المستحيل، وإن كانت سرعة الإنجاز حلماً يراود المقاولين قبل المواطنين، إلا أن طريق «العز» الرابط بين مركزي كحلا وخشم عنقار في الحد الجنوبي كسر قاعدة المستحيل، وأثبت للجميع أنه لا مستحيل مع الإصرار والقوة بتوفر الدعم ووجود المتابعة وتشديد الرقابة. ومشروع طريق عقبة خشم عنقار الذي أطلق عليه أمير عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز مسمى طريق «العز» ويبعد عن الحد الجنوبي فقط 5 كم، يُعد من المشروعات الحيوية الضخمة التي صار يضرب بها المثل في سرعة الإنجاز والتغلب على الصعاب والمعوقات التي واجهت تنفيذه بنجاح رغم وقوعه في منطقة جبلية وعرة بتضاريسها واختراقه للشعاب والأودية، ومحاذاته للحد الجنوبي الذي يشهد اضطرابات أمنية، إلا أن تلك الصعوبات والمعوقات لم تؤثر على سير تنفيذ هذا المشروع الحيوي الهام الذي تم تحديد مدة تنفيذه بـ10 أشهر فقط للانتهاء منه وتسليمه في نفس الوقت المحدد مكتملاً دون أي تأخير، وبالفعل أنجز المقاول المشروع في الوقت المحدد، وأوفى بوعده أمام أمير عسير الذي شهد توقيع العقد وتابع مراحل تنفيذه حتى اكتمل ودشنه قبل ثمانية أشهر، بحضور المسؤولين والأعيان و177 مقاولاً، وأكّد لهم أهمية الإنجاز والالتزام بالمواعيد ومحاسبة المقصرين والمتخاذلين، والأخذ بيد المتعثرين بسبب الظروف الخارجة عن إرادتهم حتى يستعيدوا قوتهم. وبالحديث عن تعثر مشاريع الطرق؛ فإني أذكر وأشير إلى طريق حائل - رفحاء المزدوج الذي بدأ العمل في تنفيذه قبل أكثر من عشر سنوات، إلا أن ولادته تعسّرت في السنوات الأولى من بدء التنفيذ، ولا زالت ولادته متعسّرة حتى اليوم بسبب مراحل التوقف التي عاشها الطريق الذي يبلغ طوله حوالي 280 كيلوا متراً، وتنفذه شركتا مقاولات وهما من أكبر شركات المقاولات المتعاقدة لتنفيذ الطرق بالمملكة، وربما يكون عاملا غياب الرقابة، وعدم المتابعة الدقيقة من المسؤولين سبباً في تأخر إنجاز هذا الطريق الهام الذي يربط منطقة الحدود الشمالية بمنطقتي حائل والمدينة المنورة، وكان من المفترض تسليمه قبل أكثر من خمس سنوات، لكنه تأخر كثيراً، وأصبح ضمن قائمة المشاريع المتعثرة رغم أهميته وحيويته. وأختم بهذه الكلمات لأمير عسير في حفل تدشين طريق خشم عنقار، يقول «المملكة يوم توحّدت على يد المؤسس رحمة الله عليه عنده خشم عنقار اللي على حدود المملكة في الحدود الجنوبية نفس أهمية حزم الجلاميد في أقصى شمال المملكة، اللي ما يعرف إن هذا الخشم ولا يعرف معنى الحزم ما يعرف المملكة العربية السعودية». هذه الكلمات هي إشارة من سموه إلى أن جميع مناطق المملكة لها نفس المكانة ونفس الأهمية عند القيادة الرشيدة، وتحظى بكل اهتمام ورعاية دون أي تمييز أو تفريق بين منطقة وأخرى، سواءً بسبب الموقع أو التضاريس، وأنه لا عذر لأي مقاول في التقصير والتخاذل بوجود الدعم، فقط الالتزام والإنجاز في نفس الوقت، وبأعلى معايير الجودة والسلامة. لذلك نتساءل دوماً: لماذا تتعثر المشاريع.. أو يتأخر تنفيذها لدينا؟ وماهي الأسباب؟.
مشاركة :