أشاد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية الانتخابات، بالقيادة الرشيدة للدولة، بقيادة صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، التي أكملت مسيرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء وطن عربي عصري، يجمع بين تراث الدولة وجذورها، ويطمح إلى أن يكون وطناً عصرياً بين كل الأمم، مترحّماً على شهداء القوات المسلحة التي تقوم اليوم بواجبها الوطني في مهمة صعبة، معرباً عن فخره واعتزازه بأبناء الدولة وبناتها من القوات المسلحة. كما رفع إلى سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، أسمى آيات الشكر على اهتمامها ونهضتها بملف المرأة الذي يمثل نجاحاً كبيراً، من حيث تعامل الإمارات مع هذا الملف بنجاح وذكاء وطموح، مؤكداً أن دولة الإمارات تحصد اليوم، ما زرعته من إمكانات هائلة تتجسد في المرأة الإماراتية بشتى المجالات، وهي المبدعة والحريصة في عملها، والمساهمة مساهمة كبيرة في بناء وطنها، مشدداً على أن الإمارات، بدعم القيادة الرشيدة، ومتابعة سموّ أم الإمارات، كسرت السقف الزجاجي الذي كان يقف عائقاً أمام القدرات النسائية، في العديد من الدول منذ سنوات، إذ إن المرأة الإماراتية تخوض تجربة العمل وبناء الأسرة، وتخدم الوطن بكل نجاح، إضافة إلى تمتعها بوعي مجتمعي وأسري كبير، خلال خوضها لهذا المجال. ودعا المرشحات لانتخابات المجلس الوطني، اللاتي يشكلن 48% من المرشحين، إلى تنظيم أنفسهن في الانتخابات المقبلة، والاتفاق فيهما بينهن، وتنظيم ورش ولقاءات، بهدف بناء شبكة من العلاقات لمساندتهن في الانتخابات، لكي يحققن الفوز، بدلاً من تفتت أصواتهن، كما حدث في الانتخابات الماضية في بعض الإمارات، وأكد أن المدقق في برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السموّ رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2005، يلحظ أن هذا البرنامج امتدّ بتداعياته الإيجابية إلى دور المرأة السياسي التي أصبحت حاضرة بفعالية في مختلف المواقع القيادية بمراكز اتخاذ القرار، لافتاً إلى أن مسيرة تمكين المرأة بدأت في الإمارات منذ سنوات طويلة، بدعم مباشر من القائد المؤسّس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وبفضل المبادرات التي أقرتها سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك أم الإمارات، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، واستمرت هذه المسيرة في عهد صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، موضحاً أن المرأة الإماراتية استفادت من هذا الدعم في مختلف قطاعات العمل الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي والسياسي. وقال إنه يجب أن لا تعول المرشحات كثيرا على وجود 48% من أعضاء الهيئات الانتخابية من النساء، بل يجب عليهن التخطيط الجيد لإدارة حملاتهن الانتخابية، مع التركيز فيها على طرح القضايا المعيشية التي تلقى اهتماماً واسعاً من المواطن، كقضايا الصحة والتعليم والتقاعد والأمومة، مؤكداً أهمية تعزيز مشاركة المرأة في المجلس الوطني، كي تأخذ مكانتها اللائقة، وتسهم بدور فاعل في قضايا شعوبها وأوطانها. وأوضح أن مشاركة المرأة في الانتخابات تمثل جانباً مهماً ورئيسياً، بعد ما حققته من نجاح في عام 2006، وذلك بفوز الدكتورة أمل القبيسي، المديرة العامة لمجلس أبوظبي للتعليم، بعضوية المجلس الوطني، تلى ذلك فوز الدكتورة شيخة العري بعضوية المجلس في انتخابات عام 2011، مشيراً إلى أن ملف تمكين المرأة، يتم التعامل معه بوصفه واحداً من أهم عوامل نجاح الدولة، لأنه يتم بسلاسة تتناسب مع مجتمع الإمارات المحافظ. وأرجع بسبب انخفاض عدد النساء المنتخبات خلال الدورتين السابقتين، إلى تفتت أصوات النساء فيما بينهن، ولعدم وجود آلية تنظيمية تسهم في خلق شبكة تواصل بين المرشحات والناخبين، خلال الحملة الانتخابية، لافتاً إلى أن انتخابات 2015 ستشهد مجموعة من الآليات والإجراءات الجديدة، التي لم تكن موجوده خلال الدورتين السابقتين، حيث سيصبح بإمكان أي مواطن التصويت من أي إمارة. ولأول مرة سيكون هناك تصويت مبكر قبل موعد الانتخابات في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، من 28 إلى 30 سبتمبر/ أيلول المقبل ولمدة ثلاثة أيام، كما أصبح بإمكان أعضاء الهيئات الموجودين خارج الدولة، الانتخاب والتصويت، في البعثات الدبلوماسية للدولة في العالم، مضيفاً أن قوائم الهيئات الانتخابية لهذه الدورة، قد تضمّ العديد من أبناء الأسر الحاكمة، حيث أتاحت لهم اللجنة الحق في ممارسة حقهم المدني، موضحاً أن إجراءات ترشيحهم للدخول في انتخابات المجلس الوطني 2015، تتم بعد موافقة وزارة شؤون الرئاسة، ووفقاً للإجراءات والشروط المحددة في التعليمات التنفيذية. وأكد أن اختيار التدرج في عدد الهيئات وأعضاء الهيئة الانتخابية، جاء لأن التجربة جديدة، ووفقاً لخطط الدولة لإنشاء نموذج إماراتي متطور، لافتاً إلى أن الاضطرابات التي تشهدها بعض الدول العربية، تؤكد أن رؤية صاحب السموّ رئيس الدولة في عام 2005، كانت متفتحة لتطوير العمل السياسي، مثمناً في الوقت نفسه استمرار الدولة في نهج التطوير والتحديث في المجالات كافة، ومنها تعزيز المشاركة السياسية وتمكين المجلس الوطني الاتحادي. ولفت إلى أن التوسع الكبير في أعضاء الهيئات الانتخابية، من 135 ألف عضو في عام 2011 إلى 224 ألف عضو خلال العام الحالي، وفي عدد المراكز من 13 في انتخابات 2011 إلى 36 مركزاً، يُعدّ مؤشراً قوياً على التزام القيادة بتعزيز المشاركة السياسية، مشدداً على أهمية أن يدعم الناخبون هذه الخطوة وإنجاحها، وذلك لتأكيد رغبتهم في تطوير البرنامج السياسي في الدولة، إذ إن المشاركة الكبيرة هي الدافع الحقيقي لمواصلة مسيرة التمكين والبناء. وأشار إلى الدور المهم الذي يلعبه الاتحاد النسائي العام والمؤسسات النسائية المختلفة في الدولة، لدعم المرأة وأدوارها المتميّزة على مستوى جميع القطاعات في دولة الإمارات، مطالباً المرشحات بضرورة التواصل مع الناخبين بمختلف طرق التواصل، سواء الإعلانات والتحدث إليهم، إضافة إلى تعزيز حضور المرأة وتفعيل دورها المجتمعي. ورداً على سؤال عن تقييم الفترة الحالية في تحقيق البرامج الانتخابية والخطط التنموية التي تتضمنها، وفيما إذا كان لها أثر حقيقي على أرض الواقع، أوضح الدكتور قرقاش أن المرشح هو مرآة لخبرته، فإذا كان ذا خبرة في قطاع التعليم، وتحدث عن هذا المجال، بينما كان هناك مرشح آخر ليس لديه خبرة في هذا القطاع، وجاء ليتحدث عنه، فإن الناخب ذكي ولديه القدرة على تمييز البرنامج السطحي وغير الواقعي من الطرح المهم، مشيراً إلى أنه لم يتم تجاوز المراحل الزمنية للتجربة الأولى بعد، وأنه في كل خطوة يتحسن الأداء عن سابقه، متوقعاً أن يكون أغلبية المرشحين هذه السنة من الأعضاء السابقين للمجلس، ما يؤدي بالتالي لانعكاس خبرتهم عند الحديث عن أي موضوع، إضافة إلى تطور أمور عدة، منها أن الناخب حين أدلى بصوته للمرة الأولى كان عدد الناخبين قليلاً جداً، بينما من المتوقع زيادة الناخبين من فئة الشباب من 21 إلى 29 عاماً هذه السنة، والفئة الأكبر، من أصحاب الاهتمامات العمرية الأكبر، ما خلق الوصول إلى خلق شبكة من الاتصالات على الأرض، وهي التي قد لا تستمر بعد 10 سنوات، لأن الإعلام سيلعب دوراً أهم في إيصال هذه الرسالة، لأن أعداد الناخبين ستكون أكبر بكثير من المرحلة الراهنة، ما يفرض وجود خطاب عام يصل إلى مجموعات أكبر، إضافة إلى وجود مرشحين ببرامج أكثر جدية، وآخرين من أصحاب البرامج الانتخابية الأقل جدية، أو طرح أكثر عموماً. قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية الانتخابات، في ردّ على سؤال عن إمكانية خروج المرأة الإماراتية من الوصاية الأسرية والمجتمعية، إنها قادرة على الخروج من هذه الوصاية، لكن ليس بالطريقة التي يعتقدها البعض، إذ إن جزءاً من نجاح تجربة دولة الإمارات في مسيرة تمكين المرأة، أن هناك قناعة والتفافاً مجتمعياً حول هذا الموضوع، إذ كان هناك تشجيع لدور المرأة من الأسرة والمجتمع، إذ إنه في العديد من الأسر اليوم، الأب هو الذي يحثّ الابنة بعد تخرجها، على البحث عن عمل مناسب لتخصصها، وهذا أضحى قناعة مجتمعية، كما أن الجميل في تجربة الإمارات أن تجربة تمكين المرأة لم تكن منفصلة عن الأسرة والعائلات، وإنما كانت جامعة للكل. وفيما يتعلق بالمفاتيح الذهبية لمشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني، فإن مصلحتنا تمكين الصوت النسائي ونشر الوعي بين السيدات المتقدمات في العمر، للمشاركة في التصويت، ومفاتيح تحفيزهن هي مفاتيح نسائية، إذ إن بناتهن وأخواتهن وحفيداتهن، هن القادرات على تحفيزهن للتصويت. وأكد وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، رئيس اللجنة الوطنية الانتخابات، رداً على سؤال عن المكان الأنسب للمشاركة بالأفكار المبدعة والأفكار الخلاقة في الدولة بعد الانتخابات، أن دولة الإمارات تحتوي على منابر عدّة، تتيح لكل مواطن متحمّس التعبير عن أفكاره المبدعة وتطبيقها من خلال الإعلام، والاتحاد النسائي العام، والتعليم الجامعي، فضلاً عن ضرورة أن يكافح الإنسان للتعبير عن أفكاره، لافتاً إلى أن الانتخابات أدت لاكتشاف بعض الكفاءات التي لم تكن مدركة قبل التعيين، مستعرضاً مثالاً على ذلك الدكتورة أمل القبيسي، المديرة العامة لمجلس أبوظبي للتعليم، عضو المجلس الوطني الاتحادي، حيث إنها لم تكن معروفة على مستوى وطني قبل خوضها تجربة الانتخابات، وإنما على مستوى الأصدقاء والعلاقات الشخصية، إلا أنها من خلال الانتخابات أصبحت معروفة على المستوى الوطني، وأخذت تحمل على عاتقها المزيد من المسؤوليات الوطنية التي تمخض عنها عطاؤها، منوهاً بأن الانتخابات أتاحت الفرصة كذلك للعديد من الشباب، كي يبرزوا من خلال أدائهم في المجلس الوطني الاتحادي، وتسليط الضوء على هذا الأداء، من خلال الصحافة، وأن أهمية الانتخابات تتجلى بمشاركة الشباب الإماراتي الواعد فيها، من أصحاب المنطق القوي والعرض الجيد والحوار البعيد عن الجدل، فضلاً عن إتاحة الفرصة لتعرّف صاحب القرار إلى نخبة من الشباب الواعد من أبناء الدولة، من خلال أفكارهم والتزامهم وتقبلهم للآخرين، وهو جزء من التعايش الذي تتميّز به الدولة. فعاليات نسائية: مشاركة المرأة في الانتخاباتأدخلتها الحياة السياسية من أوسع الأبواب أكدت فعاليات نسائية، أن مسيرة تمكين المرأة شهدت تطوراً ملحوظاً، وفتحت مشاركة المرأة الإماراتية في الانتخابات الباب أمامها، لتمثل دولتها بصورة مشرفة في المحافل الدولية، إضافة إلى زيادة الوعي المدني ومشاركتها الفاعلة في الحياة السياسية من أوسع الأبواب. وقالت أمل علي المرزوقي رئيسة قسم التميّز المؤسسي في وزارة العدل، إن تمكين المرأة السياسي يُعدّ جزءاً لا يتجزأ من حقوق المرأة الإماراتية، ومن اهم القنوات التي تساعد على القيام بأدوارها، من خلال المشاركة في تعزيز السياسات المتخذة على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع، مؤكدة أن التجربة بحد ذاتها في مشاركة المرأة في انتخابات المجلس الوطني، تخلق للمرأة نوعاً من التحدي والوعي بقضايا المجتمع. أما أحلام اللمكي، مديرة إدارة البحوث والتنمية في الاتحاد النسائي، فأكدت أن ملف التمكين السياسي للمرأة محور مهم جداً، وأن الاتحاد النسائي العام استشرف هذا الدور، من خلال مشروع تعزيز دور البرلمانيات، ومن خلال تجربة الانتخابات تتضح زيادة نسبة مشاركة المرأة في الحياة السياسية وفي مسيرة التنمية، متوقعة نجاح أكثر من سيدة في الانتخابات المقبلة. وأعربت الدكتورة مروة راشد القبيسي، مختصة جودة وتميّز، دكتوراه من جامعة السوربون في باريس، عن حبها للمشاركة في الانتخابات المقبلة وترشحها لها للاطلاع على التجربة، إذ إن خوضها يُعدّ نجاحاً كبيراً لكل امرأة إماراتية، مؤكدة أنها في حال ترشحها ووصولها إلى قبة المجلس، ستركز في برنامجها الانتخابي على القضايا الاجتماعية والإنسانية، وخاصة كل ما يتعلق بفئتي الأطفال والمسنين.
مشاركة :