مطار «صديق للبيئة» في جزر غالاباغوس على أنقاض قاعدة أمريكية

  • 7/28/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يسرح حيوان من زواحف الإيغوانا قرب مدرج طيران في جزر غالاباغوس الشهيرة، فقد تطلب بناء أول مطار صديق للبيئة بالكامل في العالم على أنقاض قاعدة عسكرية أمريكية، مراعاة دقيقة للبيئة الفريدة لهذا الأرخبيل الذي يعتبر أحد أكثر الأنظمة البيئية هشاشة على الأرض. وقبل سبعين عاماً، كان المشهد في المكان مغايراً تماماً. فقد أدى وصول الجنود الأمريكيين المتمركزين حينها في هذا الموقع للتصدي لأي تقدم ياباني محتمل على جبهة المحيط الهادئ خلال الحرب العالمية الثانية إلى إبعاد زواحف الإيغوانا من بالترا، خوفاً من الحراك الشديد، ومن وصول الكلاب والقطط مع العسكريين. بالترا واحدة من ثلاث عشرة جزيرة في هذا الأرخبيل الواقع على بعد نحو ألف كم من السواحل الأكوادورية، والذي ألهمت سلاحفه العملاقة عالم التاريخ الطبيعي البريطاني تشارلز داروين في نظريته بشأن نشوء وارتقاء الأحياء. وفي نهاية الحرب، بقيت الزواحف ذوات الأشكال الشبيهة بكائنات ما قبل التاريخ غائبة عن هذه الجزيرة على مدى سنوات. حتى أن الأمر تطلب تدخل إختصاصيين في علوم الأحياء لإعادة إدخال هذه الفصيلة إلى الموقع. حالياً، عندما يمر أحد زواحف الإيغوانا هذه على المدرج لحظة اقتراب طائرة سياحية من الهبوط، يعمد الموظفون المدربون إلى التقاطه من ذيله لنقله إلى مكان آمن. فقد شهدت المنطقة تحولاً مذهلاً إذ لم تعد جزيرة بالترا مستودعاً للمعدات الحربية، بقي حتى سنوات قليلة خلت يضم قنابل غير صالحة للاستخدام. وبات الموقع السابق للقاعدة العسكرية الأمريكية يصنف حالياً المطار الوحيد الصديق للبيئة في العالم. وعلى مدى 15 شهراً، أعاد مئات العمال استصلاح المطار في مهمة شاقة قاموا خلالها بإعادة استخدام الأخشاب وكل المواد القابلة لإعادة التدوير لإنشاء مطار جديد يلبي شرطاً أساسياً، وهو الاستدامة البيئية الكاملة. وبلغت تكلفة المشروع 40 مليون دولار، كما حاز جوائز عدة بفضل تناغمه مع محيطه البيئي الاستثنائي الواقع ضمن محمية تضم أجناساً فريدة كأنها من زمن غابر مثل السلاحف العملاقة أو زواحف الإيغوانا بألوان متعددة. وقد أتت هذه الجهود بثمارها: فمنذ البدء بتشغيله في آذار/مارس 2013، حصل المطار سنة 2014 على أعلى تصنيف ممكن بالنسبة للإنشاءات المستدامة، ويعرف باسم ليد غولد ويقدمه مجلس البناء المستدام في الولايات المتحدة (يو. إس. جي. بي. سي). كما لايزال هذا المطار حتى اليوم هو الوحيد في العالم الحاصل على هذه الميزة بكامل أجزائه. وفي السابق، منح هذا التصنيف فقط لأحد المباني الموسعة في مطار سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة نظراً لمراعاته القصوى للبيئة. ولتشغيل هذا المطار الذي يستقبل سنوياً 400 ألف مسافر بغالبيتهم من السياح، لا يتطلب الأمر سوى الشمس والهواء إضافة إلى كثير من الطاقة من جانب موظفيه. وكل شيء في المطار يعمل بالطاقة المتجددة، من الألواح الشمسية وتوربينات الرياح العملاقة. (أ. ف. ب)

مشاركة :