يتم هذا العلاج عن طريق حقن بلازما المتعافين في أجسام أشخاص مصابين لمنحهم دفعة مناعية تساعد أجسامهم على محاربة الفيروس. وتحاول مصر، على غرار بلدان عديدة على رأسها الولايات المتحدة، مكافحة الوباء جزئيًا باستخدام بلازما المتعافين، وهي المادة السائلة في الدم التي تحتوي على الأجسام المضادة. ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا العلاج بأنه حل مؤقت، وأصدرت إدارته الشهر الماضي إذنا طارئا يسمح باستخدام بلازما مرضى كوفيد-19 المتعافين. وينقسم المجتمع العلمي حيال استخدام البلازما لعلاج كوفيد-19، لكن مؤيديها يشيرون إلى أن هذه الوسيلة أثبتت فعاليتها في دراسات صغيرة لعلاج أمراض أخرى معدية بينها ايبولا وسارس.بصيص أمل وأُطلقت تجارب سريرية لمكافحة كوفيد-19 بالبلازما في كل من بوليفيا وبريطانيا وكولومبيا والهند والمكسيك وباكستان وكوريا الجنوبية. ويعتقد مدير مركز نقل الدم في مصر إيهاب سراج الدين أن بلازما المتعافين علاج واعد في الوقت الذي يستمر السباق نحو تطوير وإنتاج وتوزيع لقاح فعال.ما يجب أن نعرفه عن علاج مرضى كورونا بالبلازمامنظمة الصحة العالمية: لا دليل على أن علاج بلازما الدم فعال ضد كوروناهل تفيد بلازما المتعافين في علاج الإصابات بكورونا وتمنع استشراء الوباء؟ ومنذ نيسان/أبريل، قاد سراج الدين حملة في مصر لحث أكثر من 78000 متعاف من وباء كوفيد-19 على التبرع بالبلازما. وقال لفرانس برس إن "كورونا هو أحد هذه الفيروسات التي لا يوجد كتيب إرشادي لها... نحارب عدوا مجهولا ولذا نحتاج للتمسك بأي شكل من اشكال العلاج يقدم بصيصا من الأمل". وأكد "إذا لم تجد الولايات المتحدة أنها (البلازما) واعدة، لما كانت أطلقت حملة وطنية لحث المتعافين على التبرع بالبلازما". وأوضح سراج الدين أن المتبرعين المؤهلين يجب أن تتراوح أعمارهم بين 18 و 60 عامًا وألا تقل أوزانهم عن 50 كيلوغرامًا وأن تتوافر لديهم فصيلة معينة من الأجسام المضادة. وحتى الآن تبرع أكثر من مئتي متعاف بالبلازما، يقدم كل منهم 800 ميليغرام من المادة السائلة مقسم إلى أربعة أكياس تحقن لمريضين في وقت واحد. وقال سراج الدين إنه لا توجد احصاءات حتى الآن عن معدل نجاح تجربة البلازما في مصر.سوق سوداء وأشار سراج الدين إلى الحاجة للمزيد من تبرعات البلازما، مؤكداً أن "التبرع بالدم بشكل عام قليل في مصر، لذلك نعمل على زيادة الوعي بين عامة الناس". ودفعت أعداد المتبرعين الضئيلة أحمد مصطفى (37 عامًا) والذي يعمل في مجال الإعلان، إلى إطلاق تطبيق يسمى "مساندة" للتواصل بين المتعافين والمصابين بالمرض. وقال لفرانس برس "نريد أن نكون همزة الوصل بين المرضى، لكن الاستجابة بطيئة للغاية". وفي ظل الإقبال الضئيل على الإنترنت، يخطط مصطفى لجعل تطبيقه خدمة عامة للتبرع بالدم لتلبية أي حاجة ملحة أخرى في قطاع الرعاية الصحية المتأزم في مصر. ولدى مصطفى دافع قوي لإنجاح تجربة العلاج إذ أنه كان بين المصابين بالمرض في أواخر أيار/مايو. وقال "بعد شهر من الإرهاق من الفيروس، أردت المساهمة في جعل حياة المرضى الآخرين أفضل". ويرى مصطفى أيضًا أن التطبيق قد يعمل كبديل آمن للسوق السوداء لبيع بلازما المتعافين والتي ظهرت مؤخرا. وفي حزيران/يونيو، نقلت وسائل الإعلام المحلية في مصر أن أكياس بلازما المتعافين يتم تداولها للبيع بشكل غير رسمي بسعر يتجاوز 20000 جنيه (1200 دولار) للكيس. ودعا أحد أعضاء البرلمان المصري إلى تجريم هذه الممارسة خصوصا بعد أن أكدت مشيخة الأزهر بأنه لا يجوز بموجب الشريعة الإسلامية المتاجرة بالبلازما. وشدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على "أن ثمن الدم حرام لا يجوز، لأن الشيء إذا حرم أكله حرم بيعه وثمنه".
مشاركة :