حذر أكبر زعيم ديني سني في لبنان، اليوم الثلاثاء، من انزلاق البلاد إلى دوامة العنف بعد إطلاق نار دام في بيروت أجج المخاوف من تردي الأوضاع الأمنية في بلد تعصف به أزمة اقتصادية شديدة. ويُنظر إلى الأزمة الراهنة على أنها أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990. وقُتل شخص وأصيب اثنان في الاشتباك الذي وقع مساء أمس الإثنين في حي الطريق الجديدة، الذي تقطنه أغلبية سنية في بيروت، وقال الجيش إن مدافع رشاشة وقذائف صاروخية استُخدمت في المواجهة التي قال مصدر عسكري إنها بدأت في شكل نزاع شخصي بين أفراد. كما اندلعت معركة بالأسلحة النارية أمس الاثنين في منطقة شمالية بلبنان مما دفع الجيش إلى التدخل. وفي حادثة أخرى في بعلبك بسهل البقاع، لقي رجل حتفه في جريمة قتل بدافع الانتقام، حسبما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. وقال المصدر العسكري إن هذه الحوادث، إلى جانب أعمال عنف أخرى وقعت الشهر الماضي، تعكس انهيارا في سلطة الدولة. وأضاف “الرابط هو كسر هيبة الدولة. الرابط إن ما بقى في احترام للدولة وهيبتها عم تكثر الحوادث الفردية بالأمس في الشمال … في بعلبك كمان”. وعقب لقائه بوزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال العميد محمد فهمي، دعا مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان المواطنين إلى “الوعي الحكمة وعدم الانجرار وراء الفتن وأن أي خلاف لا يُحل بالسلاح بل بالحوار والكلمة الطيبة التي تهدئ النفوس وتريح القلوب وتوصل إلى بر الأمان”. وتزداد معاناة لبنان، الذي يبلغ عدد سكانه ستة ملايين نسمة، بفعل الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الفساد الحكومي وسوء الإدارة على مدى سنوات، ما أدى إلى انهيار العملة وارتفاع معدل البطالة بشدة وسقوط الكثيرين في براثن الفقر. وأرغمت الأزمة الحكومة على الاستقالة، ولم يشكل رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب بعد الحكومة الجديدة، التي قال، تحت ضغط من فرنسا، إنها ستتشكل بحلول منتصف سبتمبر أيلول. وتقود باريس ضغوطا دولية على لبنان لحمله على الإسراع بالإصلاحات.
مشاركة :