الدوحة - الراية: تشارك قطر اليوم الثلاثاء دول العالم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التهاب الكبد الذي يصادف الثامن والعشرين من يوليو، ويقام هذا العام تحت شعار "العمل الآن للوقاية من التهاب الكبد". وبهذه المناسبة، ينظم المجلس الأعلى للصحة، بالتعاون مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، عدداً من الأنشطة التوعوية التي تهدف لرفع مستوى الوعي بين الجمهور حول الأنماط المختلفة لفيروس الالتهاب الكبدي، وطرق انتقالها، وسبب الإصابة بها وعلاجها، والتعايش مع الالتهاب الكبدي المزمن، وكيفية الوقاية من تلف الكبد الناجم عن الإصابة بها. وقد تبنت دولة قطر العديد من الاستراتيجيات الوقائية التي تتضمن إجراء فحوصات الكشف الروتينية للمواطنين والمقيمين، مثل الفحوصات الروتينية للأطفال والفحوصات الطبية المتعددة قبل الزواج أو التي تسبق التوظيف ولاسيما للمهن التي تزيد فيها قابلية نشر العدوى مثل المهن الطبية أو تلك المرتبطة بتداول الطعام، إضافة إلى الفحوصات الروتينية للدم ومشتقاته في بنوك الدم وبخاصة لدى الأشخاص المرتبطين بعوامل الخطورة مثل مرضى الفشل الكلوي الذين يخضعون لجلسات الغسيل. كما وفرت قطر اللقاحات المضادة للنمط (ب) والتي أدخلت خلال العقد الماضي ضمن جدول التطعيمات الروتينية للأطفال كما جرى توفيرها للبالغين. أما على الصعيد العلاجي فقد اعتمدت الدولة سياسة علاجية تقدم فيها أحدث الوصفات الطبية لمريض التهاب الكبد. كما تتعاون قطر مع منظمة الصحة العالمية لمواجهة التحدي الذي يفرضه الالتهاب الكبدي، بالاستفادة من أفضل الدلائل الإرشادية المتعلقة بالوقاية من المرض والتدابير العلاجية للالتهاب الكبدي، وتتابع المجهودات الرامية لخفض سعر العلاج بما يحقق زيادة في توفير أحدث الأدوية لجميع المصابين بالمرض. وتماشياً مع النهج الذي تم اتخاذه في المكتب الإقليمي للمنظمة بإنشاء فريق عمل فني من مختلف الإدارات المعنية بالوقاية والترصد والتشخيص والرعاية والمعالجة، فإن قطر تشارك منظمة الصحة العالمية الالتزام بالوصول إلى القضاء على المرض عبر زيادة نطاق الخدمات الوقائية والعلاجية المبذولة استناداً إلى الأسس العلمية لتقديم نموذج يمكن أن يحتذى به في تقديم الرعاية الصحية المتكاملة. ويعد الاتهاب الكبدي الفيروسي أحد أكثر الأمراض شيوعاً وخطورة في إقليم الشرق الأوسط، فحسب تقارير منظمة الصحة العالمية يصاب كل عام ما يقارب 4.3 مليون شخص بالالتهاب الكبدي من النمط (ب) و800 ألف شخص بالالتهاب الكبدي من النمط (ج) وببلوغ الأطفال سن الخامسة عشرة، سيكون نصفهم قد تعرضوا للالتهاب الكبدي الوبائي من النمط (أ) ويعد التهاب الكبد الفيروسي مشكلة صحية عالمية تؤثر على مئات ملايين الناس في جميع أنحاء العالم. ويقدر أن 1.45 مليون شخص يموتون سنوياً بسبب جميع أنواع التهاب الكبد الفيروسي، ومعظمهم نتيجة لأمراض الكبد والسرطان الناجمة عن هذه الإصابات. ويمكن أن يشكل الالتهاب الكبدي ما لم تتم معالجته عبئا باهظاً على البلدان بسبب فقد الأرواح ونقص الإنتاجية. وفي الوقت ذاته، فإن تكلفة معالجة الالتهاب الكبدي بالأدوية المتاحة حالياً باهظة على نحو يعوق البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل من الحصول عليها. وحتى يتسنى للعاملين في مجال الصحة العمومية التصدي للمرض على نحو فعال، تعمل منظمة الصحة العالمية على ضمان تطبيق الحكومات لنهج شامل تتضافر فيه الجهود المشتركة بين القطاع العام، والمجتمع المدني، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص، على أن يركز هذا النهج على: رفع مستوى الوعي، وضمان استرشاد السياسة المتبعة بالبيانات المستمدة من البحث العلمي والترصد واستنادها إلى تلك البيانات والتوسع في نطاق الوصول إلى خدمات الوقاية بين جميع المجموعات المعرضة لخطر الإصابة؛ وزيادة إمكانية حصول المصابين لخدمات التشخيص والرعاية والمعالجة.
مشاركة :