كتابة: داليا مروانجامعة البحرين لطالما قرأنا عبارات منمقة جميلة التلوين غريبة التعبير ولكنها لم تكن في مكانها الصحيح دائماً، وعندما مررت بهذه العبارة التي استوقفتني وكانت في مكانها التعبيري والتلويني والتي تقول: *ستعشق ضغط العمل عندما تجرب ملل البطالة* فالبطالة هي رغبة الأشخاص في العمل ولكن ليس لديهم وظيفة يعملون بها، ويتم تمثيلها بنسب مئوية، وتعتبر مشكلة اقتصادية واجتماعية، سياسية ونفسية أيضاً. حيث أن إزداد عدد السكان في جميع بقاع الأرض أدى إلى وجود فرص عمل أقل للأشخاص الراغبين في العمل وأدى لإنتشار البطالة في أغلب دول العالم وخاصة العالم العربي، ولم تكن الوظائف تغطي جميع عدد الراغبين في العمل وإن كانوا ذو خبرات عديدة أو أصحاب شهادات جامعية أو أصحاب أعمال حرة. كما يوجد أنواع عديدة للبطالة والتي تقسم إلى ثلاثة أقسام. الأولى منها هي البطالة الهيكلية: والتي تحدث نتيجة التغيرات التي تقع في طلب السوق والتي بسببها يتم الاستغناء عن العمال فيها. أما الثانية فهي البطالة الإحتكاكية: والتي تكون نتيجة استغناء الفرد عن وظيفته ليبحث عن وظيفة أخرى أفضل من التي كان يعمل بها. والنوع الثالث هي البطالة الدورية: والتي تنتج نتيجة انخفاض الطلب في السوق على خدمة أو على سلعة معينة، والتي تعني بأن هذا المجال في العمل يحتاج لعدد عمال أقل من العدد الموجود للعمل فيه. حيث أن التكنلوجيا لها دور فعال في التأدية إلى البطالة، بسبب التطورالتكنولوجي الذي جعل غالبية الشركات والمؤسسات وحتى التجار يستخدمونه لتقل حاجتهم لعدد العمال في مكان العمل. قال محمد سعيد خريج تخصص هندسة الطيران، بأنه وبعد تخرجه من الجامعة لم يستطع العثور على وظيفة في مجال دراسته، حيث أنه وخلال دراسته الجامعية في أمريكا كان قد أخذ خبرة لم تكن كافية للدخول في مجال العمل، كما أنه عمل في مجال الأجهزة الذكية لمدة سبع سنوات ممتالية ولم تمنحه هذه الفرصة العمل في هذا المجال أيضاً، عندما ترك الولايات المتحدة الأمريكية وقرر العودة لحضن عائلتة في مملكة البحرين، يحاول جاهداً و لم ييأس في العثور على عمل حتى لو كان في مجال أخر بعيد كل البعد عن تخصصه الجامعي وعن خبرته المسبقة في الأجهزة الذكية، و لطالما كانت هنالك عوائق للعمل، وإلى الأن لم يستطيع أن يجد عملاً يقبل به رغم خبراته ونشاطه وجهده في العمل. وأكد عبدالله عدنان الذي يعمل الأن بشركة في القطاع الخاص والتي لم تؤمن له احتياجاته المادية كما يجب، بأن البطالة كالمرض الذي يبتلى به الإنسان، يؤلمه جلوسه في المنزل رغم خروجه المستمر للبحث عن عمل، حيث كان عاطلاً عن العمل لمدة أربع سنوات وسبعة أشهر، كان يجب أن يحصل على عمل يستطيع من خلاله تأمين الحياة الكريمة لزوجته وأولاده، ولكن تجبرك الظروف على ما لا تهوى رغم رفضك المستمر له.البطالة حالة اجتماعية يعاني منها الكثير من الأشخاص في العالم عامةً وفي البلدان العربية خاصة، ولا تعتبر مشكلة قطاع معين، بل هي مشكلة مجتمع كامل. فعندما ترتفع وتيرة النمو الاقتصادي تقل نسبة البطالة، ولرفع وتيرة النمو الاقتصادي يجب زيادة معدلات الإدخار والاستثمار في البلدان. ولذلك اصبح الشباب الأن يتجهون إلى خيارات أخرى لتساعدهم على قتل البطالة، ولتوفير ما يستطيع إعانتهم على المعيشة، حيث أن غالبية الشباب اصبحوا يعملون في مجال العمل الخاص بهم، يعتمدون فيه على أنفسهم فقط دون انتظارهم لفرص تنعش حياتهم.
مشاركة :