الشارقة: أوميد عبدالكريم إبراهيم يغوص الكاتب محمد طه في روايته «لأ بطعم الفلامنكو»، الصادرة عن دار الرواق للنشر والتوزيع 2019، إلى أعماق النفس البشرية لسبر أغوارها واكتشاف مكنوناتها، ونَبشِ جذور المشكلات، ووضعها بين يدَي القارئ بأسلوب سهل ممتنع يفهمه الجميع، وفيها يتحدث الكاتب عن حالات مَرضِّية والأسباب التي أدت إليها، كما يُسلط الضوء على بعض الحالات النفسية وانقساماتها، ويُبيِّن ماهية طبقات الوعي واللاوعي أيضاً، فضلاً عن شرح بعض المغالطات النفسية التي قد يقع الإنسان ضحية لها.الرواية تحتضن بين سطورها كمّاً كبيراً من المعلومات التي يمكن للقارئ الاستفادة منها لتغيير أنماط سلوكه وعاداته، وعلاقاته، وكيف يتقبَّل ذاته بكلّ الإيجابيات، والسلبيات، كما يتحدث الكاتب في جزء من الرواية عن «الألعاب النفسية» التي قد يمارسها المرء مع نفسه، أو في علاقاته مع الآخرين، وهذه الألعاب عبارة عن مبدأ، أو مفهوم يُقنع الإنسان نفسه بصوابه، ويتصرف بمقتضاه، بالرغم من خطأ هذا المبدأ، ومغالطته للعلاقة الطبيعية أحياناً، كما يشرح للقارئ كيف ينتقل من مرحلة الوعي إلى مرحلة التنفيذ، والتغيير؛ أي تحقيق الذات.ويبدي أحد القراء إعجابه الشديد بالرواية ويصفها بأنها «كتابٌ عن التغيير. ليس التغيير بمعناه السطحي، وجرعات التحفيز كما في بعض كتب ودورات التنمية البشرية التي تشبه المسكنات، ولكنه التغيير العميق الذي يتخلل أعماقنا، وينبش جذور المشكلات، ويوجه وعينا وتركيزنا على علاجها، أو التصالح معها، أو عدم الوقوع في فخها، وتكرارها مرات، ومرات. الكتاب من النوع الذي يترك أثراً ونوراً بداخل نفسك، وهو بمثابة بذور للوعي ستنمو وتكبر مع الوقت».وتقول إحدى القارئات إن «الكاتب أوصل المعاني والمصطلحات النفسية بطريقة سهلة، كأنك في جلسة حوارية مع صديق مقرب، ودخل في أعماق النفس البشرية بطريقة مبهرة. كل فصل في حد ذاته كان رحلة فريدة من نوعها في العقل والوعي البشري، والنفس البشرية بكل ما فيها من تعقيد وأبعاد»، وهو ما ذهبت إليه قارئة أخرى بالقول: «رغم بساطة الأسلوب إلا أن الكاتب يفاجئك بعمق نفسي يجعلك أحياناً تتأمل وتتذكر أحداثاً وقعت أيام الطفولة. على مدار الصفحات تشعر بمنتهى التمرد؛ ثم يوازن مشاعر التمرد بمشاعر قبول، وهدوء، واتزان».«هذا ليس مجرد كتاب؛ بل إنه كنز ثمين يُقتنى ويُحفظ في الصدور والنفوس»؛ بهذه العبارة بدأت إحدى القارئات حديثها عن الكتاب، وأردفت تقول: «إنه كتاب مبهر، وسطور رشيقة، وسرد شيق، وممتع، وحقائق مذهلة تكتشفها عن نفسك للمرة الأولى، وتجربة استثنائية تثري المحتوى العربي، وتجعلك تشعر بالفخر والاعتزاز لوجود جهد عربي مخلص ومتفان في تقديم هذا العلم الشيِّق. علم النفس والطب النفسي بأبسط وأقرب صورة مفهومة. بأسلوب احترافي، وصورة تحترم عقلية القارئ، وتنير عقله، وتوسع مداركه، وتنهض بوعيه».وعلى المنوال نفسه تقول إحدى القارئات إن «الكتاب أشبه بجلسة علاج نفسي، فبعد أن انتهيت من قراءة الكتاب تغيَّر الكثير من الأمور بالنسبة إلي، كما اهتديت إلى قرارات حاسمة حول بعض المسائل المهمة في حياتي».
مشاركة :