الأخطاء الإملائية في تويتر

  • 9/9/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعد اللغة العربية من أفضل اللغات التي تحتضن في أعماقها الكثير من لآلئ الكلمات، عذبة اللفظ وحلوة المنطق، وهي من أكثر لغات العالم وفرة من حيث المفردات الغزيرة والمشتقات البلاغية ذي المدلولات الواضحة والمعاني الساطعة التي تفي بالمعنى والغرض، وتزخر بجانب ذلك بالألفاظ الموجزة التي تمتاز بمصطلحاتها التي تظهر فصاحةً في وصف الشيء وبلاغة في بيانه والتعبير عنه، وهو ما جعلها تنفرد عن نظيراتها من لغات العالم الأخرى التي تستعصي أمامها المرادفات والمشتقات والمواجز، ولا غرابة في ذلك طالما كانت هي الأم. للغة العربية مزايا وخصائص كثيرة على صعيد الدين والأدب، وعلى مستوى التعاملات والعلاقات الإنسانية، تتجلى هذه الخصائص في كونها لغة القرآن الكريم ورسالة خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، غير أن هذا المقال ليس في محل نقاش هذه الخصائص، ولا في مجال التعمق في مزاياها،  الحديث هنا عن الاستخدامات الخاطئة لبعض مفردات اللغة العربية التي تحول دون بلوغ المراد منها، والتي تؤدي إلى فهم الجملة خلاف مسار المعنى المقصود منها من خلال حشر هذه المفردات في النص لشكل مبالغ فيه، أعني تلك المفردات التي تستقر في ذهن المتلقي من خلال الجملة بمعنى آخر تختلف عن سياقها الأصل، كثيراً ما يؤدي استبدال مفردة في جملة ما بمفردة أخرى مرادفة لها إلى نفس الغرض للتكافؤ، لكن هناك كلمات قد تنحا بالمعنى منحنى مختلف بعض الشيء لا يبتعد كثيراً عن المعنى العام، غير أن المهتمين باللغة العربية لهم في ذلك رأي آخر، على منصة التدوينات القصيرة «تويتر» نلحظ كثيراً من تلك التجاوزات التي تشكل بجانب الأخطاء الإملائية، مصدر حرج ومأزقاً للمغردين، هو أمر لافت بلاشك يرصده الجميع من المهتمين باللغة العربية وغير المهتمين، سيما تلك التي يصعب مسحها أو إعادة كتابتها مرة أخرى وإلا فقدت الهدف الذي أنشئت من أجله، نتيجة عدد التعليقات التي لحقت بها من قبل المتابعين.  هناك أخطاء إملائية كثيرة يتم رصدها يومياً من قبل المتابعين نشطاء تويتر من باب الفضول، فيما تلقى تلك التي ترصد من قبل المختصين بهذه اللغة اهتماماً بالغاً، فور أن أثارت حفيظتهم وغضبهم، خاصة تلك الأخطاء الإملائية التي يكون مصدرها مسؤولين كبار أو جهات ومؤسسات معروفة بعينها، هناك حسابات شخصية لا بأس بها تُعنى باللغة العربية وتقوم بتصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها البعض، لأصحاب تلك الحسابات أوجه كل الشكر والتقدير على حجم الجهد الذي يبذل اتجاه هذا العمل، في هذا الإطار أجد أنه من المناسب جداً وقبل أن أختم مقالي هذا أن أشير ولو على عجالة إلى ما أقره مجلس الوزراء مؤخراً من إنشاء مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، والذي تواردت الأنباء عنه وعن حجم المردود والعائد الذي سوف يجنى منه سواء محلياً أو عربياً أو إقليمياً، فقد أتى هذا المشروع في وقت تشهد فيه اللغة العربية تحديات غير مسبوقة على مستويات عدة، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وعلى مستوى الإعلام بشكل عام. عدنان هوساوي

مشاركة :