دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى فتح صفحة جديدة مع جميع دول المنطقة واصفا الملف النووي الذي وقعته بلاده مع الولايات المتحدة الأميركية بأنه «عالج مشكلة مصطعنة». وقال ظريف خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد مع نظيره العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد أمس إن «إيران تبعث برسالة سلام لكل دول المنطقة، بعد الاتفاق النووي الأخير مع الغرب»، داعيًا «الجميع إلى عدم الخوف من ذلك الاتفاق». وأضاف ظريف: «جئت إلى العراق لكي أؤكد أن إيران تقف إلى جانب الشعب والحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب»، داعيًا إلى «تبني حوار جديد يقوم على أساس الأخوة والمودة لمكافحة التطرف والإرهاب بشكل جدي». وأوضح أنه «لا بد من تبني الحوار لإزالة سوء الفهم»، مشددًا على ضرورة «عدم السماح لجماعة تقوم باسم الإسلام بعملياتها الإجرامية». من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي خلال المؤتمر أن «العراق يرفع رأسه فخرًا بأنه يقاتل (داعش) أصالة عن شعبنا وحرائرنا وسيادتنا، ونيابة عن سيادة وشرف وحرائر العالم كله»، مؤكدًا تطلعه «لليوم الذي ينتصر فيه الحق والخير والأسرة الدولية على (داعش)». وجدد الجعفري «ترحيب العراق بإنجاز الاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية»، مشيرًا إلى أن «إيران أثبتت بحكمة قيادتها أنها قادرة على تجاوز أزمة ربما كانت صعبة لكنها ليست مستحيلة». وكان ظريف بدأ زيارة إلى العراق مساء أول من أمس من مدينة النجف حيث التقى مراجع النجف الكبار وفي مقدمتهم المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني. وقال ظريف في مؤتمر صحافي عقده في مدينة النجف عقب لقائه السيستاني إنه قدم للمرجع «تقريرًا عامًا بشأن سير المحادثات النووية والقضايا الإقليمية وكذلك القضايا الإقليمية التي تواجه المنطقة»، مبينًا أن «السيستاني أكد على ضرورة عمل منسق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم». وتابع ظريف أن «التطرف والطائفية خطر يهدد الجميع وهناك حاجة ملحة للتنسيق بين دول المنطقة للتكاتف ومواجهة هذا الخطر والتحدي الكبير، ونحن في هذا المجال نعول على دور المرجعية العليا وهو دور بارز وبناء جدا». من جهته، أكد القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي وعضو كتلة المواطن البرلمانية صلاح العرباوي في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «زيارة ظريف إلى العراق في هذا الوقت بالذات، لا سيما بعد التوقيع على الاتفاق النووي، تكتسب أهمية كبيرة كون أن العراق يرتبط بعلاقات جيدة مع إيران كما أن الحكومة والقيادات العراقية كانت داعمة بقوة للتوصل إلى اتفاق مع الغرب وبالتالي فإنه لا بد من إطلاع الجانب العراقي على جوانب هذا الاتفاق نظرا لكونه يهم المنطقة كلها والعراق جزء من هذه المنطقة إذ إن إيران على ما يبدو حريصة بعد هذا الاتفاق على تأكيد انفتاحها على جميع دول الإقليم». وأضاف العرباوي أن «هناك مشتركات كثيرة بيننا وبين إيران لعل أهمها المشتركات السياسية والثقافية والاقتصادية وهو ما يتطلب استمرار الحوار بين البلدين إذ إننا نرى أن المشتركات الإيجابية هي الغالبة يضاف إلى ذلك أن أي تقارب عراقي - إيراني من شأنه أن ينعكس إيجابا على المنطقة ومحاربة عصابات (داعش)». وتأتي زيارة ظريف إلى العراق في إطار جولة إقليمية له بهدف شرح أبعاد الاتفاق النووي الإيراني الذي توصلت إليه إيران مع القوى الكبرى الست في 14 يوليو (تموز) 2015 والذي سيؤدي إلى تخفيف العقوبات على طهران مقابل كبح برنامجها النووي، ومن المتوقع أن يسمح الاتفاق بزيادة صادرات إيران النفطية بشكل كبير.
مشاركة :