نيودلهي – عاد التوتر من جديد على الحدود الصينية – الهندية، إذ دخل جنود من الجانبين في عراك عنيف، وسط تبادل اتهامات بين الدولتين عن المتسبب الجديد بهذا التوتر على حدود تعيش خلافا يعود إلى حقبة استعمار بريطانيا للمنطقة، فيما يحذر مراقبون من تنامي مخاطر اندلاع مواجهة عسكرية شاملة بين الجارتين النوويتين. وفتحت نيودلهي وبكين، ولأول مرة منذ 10 سنوات، النار ضد بعضهما البعض في منطقة حدودية منزوعة السلاح، وفق اتفاقية وقعت بينهما في العام 1996. وينتشر المئات من الجنود من الجانبين على طول الحدود التي اندلع فيها اشتباك بالأيدي في يونيو أسفر عن مقتل 20 جنديا هنديا. ويلتزم كلا الجانبين ببروتوكول قائم منذ فترة طويلة يقضي بتجنب الصدام بالأسلحة النارية على الحدود المتوترة التي لم يتم ترسيمها، إلا أن هذا الاتفاق لم يكن حائلا دون سقوط قتلى وجرحى. وقال الجيش الهندي في بيان إن جيش التحرير الشعبي الصيني حاول تطويق موقع هندي متقدم على خط السيطرة الفعلية الذي يمثل الخط الحدودي القائم فعليا في قطاع لاداخ. وأضاف البيان “لم يتجاوز الجيش الهندي في أي مرحلة خط السيطرة الفعلية أو يلتجئ إلى استخدام أساليب عدوانية”. لكن الصين قالت إن الجنود الهنود اخترقوا الحدود غير الرسمية عبر الضفة الجنوبية لبحيرة بانجونج تسو، وهي منطقة يتصاعد فيها التوتر منذ أكثر من أسبوع. وقال تشانغ شويلي ممثل قيادة القطاع الغربي بجيش التحرير الشعبي الصيني “القوات الهندية صوبت طلقاتها النارية بشكل سافر باتجاه حرس الحدود الصيني الذي كان قد تقدم لإجراء مفاوضات، واضطر حرس الحدود الصيني إلى اتخاذ تدابير مضادة كي يستقر الوضع”. وقالت وزارة الخارجية الصينية الثلاثاء إن القوات الهندية تخطت بشكل غير قانوني خط السيطرة على الحدود المشتركة وإنها هي التي بدأت إطلاق النار. وعقد قادة عسكريون ودبلوماسيون عدة جولات من المحادثات منذ يوليو للحد من التوتر، لكنهم لم يحرزوا تقدما يذكر لتقليص حجم القوات في المرتفعات القاحلة التي تطالب كلتا الدولتين بالسيادة عليها وتعتبرها بالغة الأهمية بالنسبة لأمنها. وقال مسؤولون هنود إن التصعيد الأخير في التوتر حول بحيرة بانجونج على جبال الهيمالايا بدأ أواخر الشهر الماضي عندما احتشدت قوات هندية لردع القوات الصينية التي كانت تتحرك بطريقة توحي بأنها تهدف للسيطرة على قمة تل تعتبرها الهند جزءا من أراضيها. وتحث كل دولة الأخرى على كبح القوات الأمامية التي أصبحت في وضع المواجهة منذ أبريل بعد أن قالت الهند إن الصين توغلت في عمق الجانب الخاضع لها من خط السيطرة الفعلية، وهو ما تنفيه بكين. ويستمر هذا الخلاف الحدودي منذ عقود، إذ تقول الهند إن طول الحدود يبلغ 3.500 كلم، بينما تعلن وسائل الإعلام الرسمية الصينية أن الحدود يجب أن تكون 2000 كلم عند احتساب مطالب الصين في غامو وكشمير ولداخ ومناطق أخرى. وتسبب الخلاف الحدودي بين الدولتين بحرب قصيرة في 1962 استولت فيها الصين على أراض من الهند، لكن آخر حادثة إطلاق نار كانت عام 1975 خلفت أربعة قتلى، كما وقعت اشتباكات متقطعة، لكن الحصيلة الأخيرة هي الأكبر منذ اشتباكات جرت بين الجانبين عام 1967 خلفت المئات من القتلى.
مشاركة :