يوافق اليوم الثلاثاء 28 يوليو 2015 م مناسبة عالمية للتعريف بطرق الوقاية من إلتهاب الكبد الوبائي، وفي سياق ذلك الحدث قالت منظمة الصحة العالمية: إنها ستنظم أحداث في جميع أنحاء العالم تركز على الوقاية من التهاب الكبد B والتهاب الكبد C. وقد وقع الاختيار على تاريخ 28 يوليو للاحتفال باليوم العالمي لالتهاب الكبد نسبة لميلاد "باروخ صمويل بلومبرغ" الحاصل على جائزة نوبل وهو مكتشف فيروس التهاب الكبد B ومستحدث أول لقاح ضد التهاب الكبد B. حول العالم يوجد 400 مليون إصابة بالتهاب الكبد الوبائي من النوع B أو من النوع C في حين يبلغ معدل الوفيات 1,4 مليون وفاة سنويا يمكن تجنبها يعد التهاب الكبد الفيروسي من المشاكل الصحية التي تعاني منها الدول النامية والمتقدمة على حد سواء، ومع تطور التكنولوجيا استطاع الإنسان التعرف على الأقل على ستة أنواع رئيسة تتسبب في التهاب الكبد الوبائي؛ وصنفت بالأحرف A،B،C،D،E،G وتنتمي تلك الفيروسات لمجموعة متباينة من الفيروسات التي تسبب مرضا حادا متشابها سريريا عدا الفيروس المكتشف حديثا HGV الذي يبدو أنه لا يسبب إصابة أو يحدثها على نحو طفيف، ويمكن لبعض الأدوية أن تسبب أعراضا مشابهة لالتهاب الكبد مثل الجرعة المفرطة لبعض الأدوية مثل الأدوية الخافضة للحرارة (الباراسيتامول) وحامض الفالبوريك ونتطرق للحديث عن أشهر تلك الالتهابات: * التهاب الكبد من النوع A يبلغ معدل الإصابة والانتشار إلى 100% عند الأطفال عند بلوغهم سن الخامسة، يُحدث هذا الفيروس التهابا حادا، ويتم الانتقال عادة عن طريق الأكل أو الماء الملوثين ومن النادر حدوثه عن طريق الجلد، وتبلغ الفترة اللازمة لحضانة الفيروس قبل ظهور الأعراض إلى حوالي أربعة أسابيع. الأعراض والتشخيص يشتكي الطفل المصاب من حمى، غثيان، توعك بالبطن وقد يمر ذلك الالتهاب بأعراض طفيفة دون الانتباه إليها خاصة عند الأطفال ماقبل سن المدرسة، ويتصاحب مع ذلك تغير في لون البول إلى الداكن، وعادة تقل فترة ظهور الأعراض عن الشهر؛ حيث تعود الشهية والنشاط الجسماني بالتدريج والذي ينتهي عادة بالشفاء التام ولايترافق الالتهاب بذلك النوع مع التهاب الكبد المزمن. ويمكن تشخيص الحالة من خلال الأعراض المصاحبة وعمل التحليل المخبري للأجسام المضادة لذلك الفيروس والتي تتواجد في بداية المرض وتختفي بعد أربعة أشهر أو أكثر الوقاية يعتبر الأطفال المصابون بذلك المرض مصدرا للعدوى لمدة تقارب الأسبوع بعد بداية اليرقان. غسل اليدين بصورة جيدة هو أمر مهم قبل تحضير الطعام أو تقديمه، ويمكن أخذ اللقاح الخاص ضد ذلك النوع من الالتهابات؛ حيث يمنح تقدما كبيرا في الوقاية من المرض، وتعطى للأطفال من سنتين فأكثر في العضل على جرعتين. تعطى الجرعة الثانية بعد ستة أشهر أو سنة من الجرعة الأولى، ويمكن إعطاؤه مع اللقاحات الأخرى . * التهاب الكبد B تتركز الإصابة في صحراء إفريقيا، حوض الأمازون وأجزاء من الشرق الأوسط، وتتركز الإصابة مابين عمر عشرين إلى أربعين سنة، وتنخفض عدد الحالات الجديدة المسجلة عند الأطفال، وبالرغم من أن نسبة الإصابة عند الأطفال أقل من 10% إلا أنها تشكل حوالي 20- 30% من الحالات المزمنة، ويعتبر انتقال المرض من أم مصابة إلى مولودها من العوامل المهمة لاكتساب ذلك المرض؛ حيث تصل نسبة الإصابة إلى 70-90% وقد تبين أن اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية من أمهات مصابات لأطفال غير محصنين لايحمل خطرا أكبر لحدوث التهاب الكبد من اللجوء إلى التغذية بالحليب الصناعي، وذلك على الرغم من إمكانية تسرب الفيروس الموجود في دم الأم إلى الرضيع عن طريق التشققات الموجودة في ثدي الأم. وتتضمن عوامل الخطر الأخرى للإصابة اكتساب المرض من خلال نقل الدم أو منتجاته الملوثة إلى الطفل الأعراض والتشخيص يتميز الكثير من حالات التهاب الكبد الوبائي من النوع B بأنها لاعرضية، وفي حال حدوثها فإن الأعراض تتشابه بما يحدث في الالتهابات الكبدية الأخرى، وتبدأ تلك الأعراض بعد 6-7 أسابيع من التعرض لذلك الفيروس، ويبدأ باليرقان الذي يلحظ عند ربع المرضى تقريبا وقد يتطور ذلك النوع إلى أن يكون مزمنا حيث يصبح المريض عرضة لتشمع الكبد بعد 25-30سنة من الإصابة. وفيما يختص بالتشخيص فإن الكشف عن ذلك النوع هو أكثر تعقيدا مما هو موجود في النوع A؛ حيث يتم التشخيص باستعمال الأضداد والمستضدات في دم المصاب. الوقاية والعلاج للوقاية من ذلك النوع يتوفر لقاح وغلوبيولين مناعي، ويتمتع اللقاح بقدرة حصانة عالية عند الأطفال، ويوصى في كل أرجاء العالم بتطعيم كل الأطفال الرضع في حالات ماقبل التعرض ومابعده وهو مايقدم حماية -بإذن الله- على المدى الطويل إضافة إلى ذلك يجب تحصين كل الأطفال الذين لم يتلقوا اللقاح سابقا ببلوغهم سن 11-12 سنة أو قبل ذلك، كما يطبق ذلك على المراهقين غير المطعمين والكبار ذوي الخطورة العالية. كما أن الأطفال المولودين من أمهات مصابات بهذا الفيروس يجب أن يتلقوا اللقاح عند الولادة وبعمر 1-2 شهر وعند عمر ستة أشهر وتشرك الجرعة الأولى مع غلوبيولين المضاد لذلك النوع من الفيروسات. كما أن المواليد لأمهات سليمات يجب تلقيهم تطعيم الكبد الوبائي ب. فيما يتعلق بالعلاج فإنه لايتوفر معالجة طبية تحظى بالنجاح في معظم الحالات، وقد يستعمل الانتيرفيرون كعلاج لالتهاب الكبد المزمن عند الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة أو أكثر ويعرف عن الانترفيرون امتلاكه لفعل معدل مناعي وقدرة مضادة للفيروسات. * التهاب الكبد C لم يتم عزل هذا الفيروس وإنما تم تنسيله بتقنية خاصة للحمض النووي عام 1988م، ويصنف كجنس منفصل ضمن فصيلة الفيروسات المصفرة مع تميزه بتغير العوامل المولدة وله ستة أنماط جينية كبرى وتحت تلك الأنماط أنواع متشابهة الأمر الذي يسمح له بالنجاة من الترصد المناعي، ويشكل التعرض للدم الملوث ومنتجاته من أشخاص مصابين عامل الخطر الأكثر أهمية لانتقال ذلك الفيروس، وتتضمن عوامل الخطر الأخرى حالات التماس الجنسي مع المصابين، ويبقى مايقرب من 10% من الإصابات الجديدة دون تفسير، وقد يؤدي إلى الإصابة المزمنة عند نسبة كبيرة من المرضى. تبلغ فترة الحضانة من 7- 9 أسابيع. الأعراض والتشخيص تتشابه أعراض الالتهاب الحاد سريريا لما يحدث في الالتهابات الأخرى التي تصيب الكبد، ويميل المرض في بدايته أن يكون بسيطا عند الأطفال والمسنين ومن النادر حدوث قصور حاد للكبد، ويميل ذلك الفيروس إلى إحداث الالتهاب المزمن بالكبد مقارنة بالتهابات الكبد الأخرى؛ حيث يكون الازمان نصيب حوالي 85% من المصابين، ويتطور حوالي 25% من الحالات بعد 20- 30سنة إلى حدوث التشمع أو التليف بالكبد، وأحيانا إلى قصور في وظائف الكبد أو نمو خلايا سرطانية، ويبدو أنها ناتجة عن الالتهاب والنخر المزمن في الكبد وليس لأن ذلك الفيروس لديه تأثير مولد للورم ويتم تشخيص ذلك النوع من الالتهابات عن طريق الكشف عن الأجسام المضادة له في دم المصاب، وقد تستخدم طريقة البوليميريز السلسلي للكشف عن الفيروس بطريقة مباشرة، حيث يتم الكشف عن الفيروس في غضون أيام من حدوث الالتهاب ولكنها مكلفة ماديا الوقاية والعلاج لايوجد لقاح متوفر للوقاية من ذلك الفيروس، ولم يثبت فائدة من إعطاء الغلوبيولين المناعي. يجب على المصابين أن لا يشاركوا أحدا فرشاة الأسنان أو شفرة الحلاقة، وألا يتبرعوا بالدم أو الأعضاء أما فيما يختص بالمعالجة فقد حاز الانتيرفيرون على الموافقة لعلاج ذلك النوع من الالتهابات الكبدية للمرضى الذين يبلغ عمرهم 18سنة أو أكثر والذين لديهم قصة تعرض للدم أو منتجاته مع حدوث الأعراض السابقة، أو من كان لديهم فحص المصل إيجابيا ويستجيب حوالي 50% من المرضى جزئيا للمعالجة بنهاية فترة ستة أشهر من المعالجة، ويستجيب حوالي 10- 15% بصفة دائمة وفي بعض الحالات المنتكسة يظهر الفيروس بعدها وقد بينت التجارب أن المعالجة المقترنة بين الفا انتيرفيرون 2ب و ريبافيرين تؤدي إلى تواتر أعلى للاستجابة وإلى تحسن على مستوى نسيج الكبد.
مشاركة :