قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي يوم الثلاثاء إنه حان الوقت لأن يعيد لبنان بناء الثقة بين الشعب ومؤسساته، ليضم صوته إلى دعوة وجهتها فرنسا للتغيير في بلد تعصف به أزمة اقتصادية طاحنة مستمرة منذ عام وتداعيات انفجار مروع دمر مرفأ عاصمته الشهر الماضي. ويزور كونتي بيروت بعد أسبوع من زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقود جهودا دولية لتطبيق إصلاحات كبرى في لبنان تنهي عقودا من الفساد وسوء الإدارة داخل أروقة الدولة. وأمام رئيس الوزراء اللبناني المكلف مصطفى أديب مهلة حتى أوائل الأسبوع المقبل لتشكيل الحكومة بموجب جدول زمني تعهد به خلال زيارة ماكرون للبلد الذي يواجه أسوأ أزمة منذ الحرب الأهلية التي استمرت من عام 1975 حتى عام 1990. وأجرى أديب محادثات مع الرئيس ميشال عون يوم الثلاثاء لكنه لم يدل بتصريحات بشأن التعيينات الوزارية. وقال كونتي في تصريحات بعد محادثات مع الرئيس ميشال عون في وقت سابق يوم الثلاثاء “حان الوقت للنظر إلى الأمام وبناء الثقة بين المواطنين والمؤسسات كما كتابة صفحة جديدة من تاريخ لبنان”، مضيفا أن إيطاليا والاتحاد الأوروبي مستعدان للمساعدة. ونشرت وسائل إعلام لبنانية تصريحات كونتي باللغة العربية. وخلال زيارة ماكرون لبيروت الأسبوع الماضي قال إن السياسيين اللبنانيين، الذين يتساومون لشهور عادة قبل تشكيل حكومة جديدة، تعهدوا بالموافقة على حكومة جديدة تحت رئاسة رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب في غضون أسبوعين فحسب، أي بحلول منتصف سبتمبر أيلول. وقال أديب عقب اجتماعه في القصر الرئاسي “نحن في مرحلة تشاور مع فخامة الرئيس وإن شاء الله كل الخير”. وتقول مصادر سياسية ووسائل إعلام لبنانية إن أديب اقترح حكومة أصغر من المعتاد تضم نحو 14 وزيرا بدلا من 20 وزيرا أو أكثر كما جرت العادة. ولم يعلن أي خطط. وقال مصدر سياسي كبير إن اجتماع يوم الثلاثاء كان طيبا. والتشكيل السريع لحكومة جديدة هو أول خطوة من المطالب المذكورة في خارطة طريق سياسية فرنسية تفتح الطريق أمام لبنان المثقل بشدة بالديون لتلقي مليارات الدولارات من المساعدات الضرورية كي يقف على قدميه مجددا. ولم يحصل لبنان على شيء من مساعدات قيمتها مليارات الدولارات تم التعهد بها في مؤتمر دولي في 2018، لأنه لم ينفذ الإصلاحات الموعودة. ويتعافى لبنان أيضا من الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت يوم الرابع من أغسطس آب وتسبب في مقتل نحو 190 شخصا وإصابة 6000 آخرين ودمر كل الأحياء المحيطة بالميناء.
مشاركة :