في إطار سياستها الاستفزازية في منطقة شرق المتوسط، تواصل تركيا تدريباتها العسكرية مع قبرص الشمالية، في البحر الأبيض المتوسط، لليوم الرابع على التوالي. وكانت اللجنة العسكرية في حلف الناتو، قد قررت تأجيل الاجتماع، الذي كان مقرراً بين وفدين عسكريين تقنيين تركي ويوناني بعد ظهر أمس في مقر حلف الناتو، حتى العاشر من الشهر الجاري. وكان الهدف من هذا الاجتماع، هو محاولة إيجاد آلية لتخفيف التوتر شرقي المتوسط ولمنع الاصطدام بين الجانبين. ويعتبر السبب الرئيس في الخلاف، حول إطلاق المحادثات والحوار الآن بين تركيا واليونان، هو أن اليونان تطلب من تركيا التراجع عن الخطوات التي اتخذتها في شرق المتوسط في الفترة الأخيرة، بما يشمل عمليات التنقيب والتدريبات العسكرية والوجود العسكري، على اعتبار أن هذا هو ما سيحضّر الأرضية المناسبة للإطلاق حوار قد يكون بنّاءاً يصل إلى نتائج، من وجهة نظر أثينا. إلا أن تركيا ترفض تماماً المطلب اليوناني بالتراجع عن هذه الخطوات، وتقول إنه لا تراجع عن أية خطوة تم اتخاذها في المتوسط حتى الآن، وإن التدريبات العسكرية والوجود العسكري، إلى جانب أعمال التنقيب، سيتواصلان في شرقي المتوسط. وتقول تركيا أيضا إنها منفتحة على الحوار وقبول الوساطات، ولكن تربط ذلك بعبارة “دون شروط مسبقة”، والشروط المسبقة التي تتحدث عنها أنقرة هنا، هي المطالب اليونانية من تركيا بالتراجع عن خطواتها في شرق المتوسط وسحب سفنها من هناك. ومن المتوقع ان ترسل تركيا في الساعات القادمة ردا على المبادرة الروسية للوساطة بين الجانبين لإنهاء التوتّر، وهي الوساطة التي اقترحها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وذلك بعد مبادرات وساطة ألمانية ومن حلف الناتو، يبدو أنها لم تُؤتِ أُكُلها حتى الآن.