قال الدكتور علي محمد الأزهري ـ عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر الشريف، إن هناك أقلاماً غربية وشرقية لغير المسلمين تفوح انصافًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن الرسوم التي نشرتها صحفية (شارلي إيبدو) من أجل الإساءة للرسول هي في حقيقة الأمر إساء لأصحابها، فإنهم بفعلهم المخزي هذا لا ينالون من مقدار رسول الله، وبدفاعنا هذا لن نزيد من مقداره صلى الله عليه وسلم.وأشار في منشور له اليوم عبر صفحة التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إن الإساءة لا تعني بالضرورة أن مسيحي الغرب كلهم في بوتقة واحدة، فإنهم شهدوا بمدى تسامح رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعده عن التعصب، يقول صاحب موسوعة الحضارة ويل ديورانت: "إذا حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس، قلنا إن محمدًا رسول المسلمين أعظم عظماء التاريخ، فقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية ودين بلاده القديم دينًا واضحًا قويًا، استطاع أن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم".وتابع: منهم أهل انصاف، ومنهم من صَنف كتبًا يمتدح فيها الرسول، فهذا هو المستشرق الكندي الدكتور زويمر الكندي قال في كتابه "الشرق وعاداته": "إن محمدًا كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضًا بأنه كان مصلحًا قديرًا وبليغًا فصيحًا وجريئًا مغوارًا، ومفكرًا عظيمًا، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الإدعاء".وأضاف: هذا هو الكونت ليف نيكولايافيتش تولستوي من عمالقة الروائيين الروس ومصلح اجتماعي وداعية سلام ومفكر أخلاقي خلال القرن التاسع عشر، وله مؤلفات عديدة في الأدب وفي الأخلاق، وله كتاب يحمل اسم النبي محمد أسماه "حِكَمُ محمد" بكسر الحاء وفتح الكاف، يقول:"أنا من المبهورين والمعظمين بمحمد، فهو الذي اختاره الله لتكون آخر الرسالات على يديه، ويكون هو كذلك آخر الأنبياء؛ فيكفيه فخرًا وشرفًا أنه خلص أمة ذليلة همجية دموية من مخالب شيطان العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم".كما يقول إدوارد جيبون وسيمون أوكلي، من كتاب " تاريخ إمبراطورية الشرق": "ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنًا من الزمان".وشدد عضو هيئة التدريس بالأزهر، أنه ليس بيننا وبين المسيحية عداء، بالعكس بيننا ود، فالمسيح عليه السلام هو شقيق رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، يقول الفيلسوف الإنجليزى جورج برناردشو مقرًا بهذا: "لقد درست محمدًا باعتباره رجلًا مدهشًا، فرأيته بعيدًا عن مخاصمة المسيح، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، وأوربة بدأت فى العصر الراهن تفهم عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك، فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها بطريقة تجلب السلام والسعادة، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي".كما يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتابه "العرب": "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله :"وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" كان محمد رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
مشاركة :