قال الشيخ أحمد ممدوح مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن هناك اسما من أسماء الله الحُسنى، يُخلص الشخص من الوساوس الشيطانية.وأوضح «ممدوح» في إجابته عن سؤال: «دائمًا تأتيني وساوس شيطانية لا أحبها فماذا أفعل؟»، أن الإكثار من ذكر الله تعالى باسمه «المُقسط» بياء النداء، بقول "يا مُقسط"، من الأمور التي تُخلص الشخص من وساوس الشيطان، مع الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والمعوذتين، والدعاء بقول "آمنت بالله ورسله" بعد الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.الفرق بين وسوسة النفس وسوسة الشيطان؟، اجتهد العلماء قديمًا وحديثًا لمعرفة الفرق بينهما، وأكد القرآن الكريم أن النفس توسوس لصاحبها، وكذلك الشيطان، كما ورد في قول الله تعالى: قال تعالى – في بيان المصدر الأول وهي النفس -: «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (ق:16).وقال تعالى – في بيان المصدر الثاني وهم شياطين الجن -: «فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ» (طه:120)، وقال تعالى – في بيان المصدر الثالث وهم شياطين الإنس - : «قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ مَلِكِ النّاسِ إِلَهِ النّاسِ . مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ» (سورة الناس).وتدل هذه الآيات الثلاث على أن هذه الوساوس التي يصاب بها الإنسان تكون من الجن ومن بني آدم، ومن النفس الأمارة بالسوء، ونص العلماء على أن الإنسان لا يعاقب على ما توسوس به نفسه من المعاصي ما لم يعملها أو يتكلم بها، ويدل على ذلك أيضًا قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل به أو تكلم». رواه البخاري ومسلم. ويمكن أن يحمل عليه أيضًا ما رواه أبو هريرة قال: «جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان». رواه مسلم.الفرق بين وسوسة النفس وسوسة الشيطان؟أوضح الدكتور محمد مهنا، العالم الأزهري، الفرق بين وسوسة النفس وسوسة الشيطان، منوهًا بأن النفس تلح على الإنسان لفعل معصية بعينها لشهوتها بها، وكلما جاهدها الإنسان كلما ألحت عليه لفعل تلك المعصية.وأضاف «مهنا»، خلال لقائه ببرنامج «الطريق إلى الله» المذاع على فضائية «الناس»، أن وسوسة الشيطان تكون بغير إلحاح على الإنسان بفعل معصية بعينها، وإنما بفعل أى معصية تجعلك بعيدًا عن طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه، وكلما جاهدته أتاك بمعصية أخرى غير سابقتها لتفعلها.كيف تُفرق بين وسوسة النفس وسوسة الشيطانأكد الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي، وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن النفس توسوس للإنسان كما أن الشيطان يوسوس لها دون تفريق بين أمور العقيدة، وأمور الشهوات وقد جمع النبي -صلى الله عليه وسلم- بين شر النفس وشر الشيطان في الدعاء الثابت في الصباح والمساء والنوم: «اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ عَالمَ الغَيْب وَالشَّهَادةِ، ربَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ. أَشْهَدُ أَن لاَ إِله إِلاَّ أَنتَ، أَعُوذُ بكَ منْ شَرِّ نَفسي وشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكهِ».5 كلمات تُفرق بين وسوسة النفس ووسوسة الشيطان وأفاد «فخر»، فى إجابته عن سؤال: «ما الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس؟»، بأن الإنسان إذا أراد أن يختبر نفسه ويعرف هل ما لديه وسوسة شيطان أم وسوسة نفس أن يقول: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»، فلو قالها من قلبه وهو قاصد هذا وذهبت الوسوسة فهذه وسوسة الشيطان، أما أنه لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من قلبه ولكن مازالت الوسوسة معه فهذه من نفسه.مراتب النفس البشريةذكر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن مراتب النفس البشرية سبع، أولها النفس الأمارة بالسوء، التي تحض على ارتكاب المعاصي والذنوب، مشيرًا إلى أن وصول الإنسان إلى هذه المرحلة، أي أنه خالف الفطرة السليمة، التي تدعو وتحث على الخير.وأكمل «جمعة»، في إجابته عن سؤال: «ما هي مراتب النفس البشرية؟»: ثانيًا: أن المرتبة الثانية والأعلى هي النفس اللوامة، التي تمثل الضمير الإنساني، لافتًا إلى أن كثرة ذكر "لا إله إلا الله" تشعر المرء بأن النفس خرجت من نطاق "الأمارة بالسوء" والتي محلها القلب، إلى "النفس اللوامة" محلها الروح، مما يقوّم من سلوك الفرد المسلم.وأشار إلى أن ثالثًا: المرتبة الأعلى هي "النفس الملهمة" تريد أن تعلو بروحها وبعلاقتها مع الله، ثم رابعًا تأتي في المراتب العليا "النفس المطمئنة" التي وردت في القرآن الكريم، ثم بعد ذلك خامسًا: النفس الراضية، وسادسًا: المرضية، وسابعًا: النفس الكاملة.
مشاركة :