قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الناس تختلف مقاصدهم في الزواج، فمنهم من يبحث عن ذات الجمال، ومنهم من يطلب الحسب، ومنهم من يرغب في المال، ومنهم من يتزوج المرأة لدينها، وهو ما رغب فيه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «فاظفر بذات الدين تربت يداك».وأضاف «جمعة» خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا بأن الناس ينقسمون إلى 4 خصال عند اختيار الزوجة، كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ».وأوضح المفتي السابق، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حثنا على اختيار الزوجة صاحبة الخلق الحسن والدين، كما في الحديث السابق.وشدد على أن الدين ينقسم إلى أمرين الأول العبادات -الصوم والصلاة- وثمثل 5% من التقييم العام عند اختيار المرأة، والثاني الخُلق وتمثل 95% وتشمل علاقات المرأة بجيرانها وعفافها ورحمتها وجميع معاملاتها مع الآخرين.4 معايير أخبر الرسول عنها عند اختيار الزوجة:قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الأساس في تكوين الأسرة هو حُسْن الاختيار وهو الضمان الحقيقي للنجاح في الحياة الزوجية، كما تدل التجربة الإنسانية على ذلك.وأضاف «علام» أن الشرع الحنيف قد حرص كل الحرص لأجل تحقيق مقاصد العقد الشرعية؛ حيث أَوْلَى مسألة اختيار كل من الخاطِـبَيْن للآخر عناية خاصة، فأمر بالبحث عن أخلاق كلٍّ منهما والمبادئ المستقرة في أسرتيهما.وأوضح أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخبرنا ببواعث الناس عادة على الإقدام على الزواج، محفزًا المقبلين على هذا الأمر أن يكون الدين – بمعنى الأخلاق والتربية الحسنة – مطمح أمرهم فيما يأخذون ويتركون؛ إذ الزواج شأن يدوم أمره وتزداد أهميته، وذلك في قوله: «تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ» رواه البخاري (4802) ومسلم (1466) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، منوهًا بأن«تربت يداك» كلمة جارية على ألسنة العرب يقصدون بها التحفيز وإثارة الكوامن نحو فعل الصالح للإنسان.وتابع: «وفي هذا إشارة قوية لضرورة تواجد صفات الأصالة والقيم والمبادئ والمعبّر عنها بالدين، ولا مانع من امتزاجها بغيرها، ولكن لا يمكن بحال الاستغناء عن الدين والقيم».وشدد مفتي الجمهورية، على أن المال والجمال والحسب صفات مرغوب فيها لدى بعض الناس لكنها قد تتغير ولا تدوم، وهذا يحدث كثيرًا كما تدل عليه التجربة والواقع المشهود، أما الأصالة والقيم فلا تتغير ولا تتبدل إلا نادرًا، ومن ثم فهى أجدر وأولى بالبحث عنها.
مشاركة :