رأى الواعظ في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ ميثم جميل الدغاس أن زيادة أعداد المصابين بفيروس (كوفيد 19) مؤخرًا تتطلب تحمل المسؤولية وتنمية الوعي والعمل كيدٍ واحدةً لتفادي انتشار هذا الفيروس الذي جال العالم بأسره دون رحمةٍ ورأفة.وأضاف أن «التصدي لهذا الفيروس يتطلبُ منا أمورًا من أهمها التباعد الجسدي بين أفراد المجتمع، وهذا الأمر ليس بجديد الذكر وإنما نؤكدهُ للذكرى وإن الذكرى تنفع المؤمنين، فقبل 14 قرنًا اتبع رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم هذا الإجراء، ما يسمى في يومنا الحالي بالحجر الصحي أو التباعد الجسدي، فمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون، ومنع كذلك أهل تلك البلدة من الخروج منها، وقد ورد عنه (ص) «فر من المجذوم كما تفر من الأسد»، بهذه الطريقة تمكنوا من حفظ أنفسهم دون تهاون فيما بينهم».ولا ننسى قوله تعالى: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة»، إذ إن مفهوم هذه الآية واسع يشمل موارد أخرى كثيرة، منها أنّ الإنسان ليس له الحقّ في اتّخاذ الطرق الخطيرة له وللأخرين دون أن يتّخذ لنفسه الاحتياطات اللازمة لذلك، ومن أهم هذه الأمور الصحة، فإن الصحة لا تقدر بثمن، والصحة من أفضل النعم كما قال أمير المؤمنين عليٌّ بن أبي طالب عليه السلام: «الصِّحَّةُ أفضَلُ النِّعَمِ»؛ لأن كثيرًا من النعم الأخرى ترتبط بها، لذا ترى كثيرًا من الأصحاء قد لا يشعرون بهذه النعمة العظيمة إلا عندما يفقدونها، وكما قال الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: «العافِيَةُ نِعمَةٌ خَفِيَّةٌ، إذا وُجِدَت نُسِيَت، وإذا فُقِدَت ذُكِرَت»، فالإنسان السليم لا يشعر بقيمة الصحة إلا إذا فقدها. إذن ما الضير أن نقي أنفسنا من هذا الفيروس وكما يقال «الوقاية خير من العلاج»، فالأمر يتطلب منا جميعًا أخذ الحيطة والحذر واتباع التعليمات الصادرة من المختصين في هذا الشأن، ونكرر أن هذا الفيروس لا يمكن التهاون والتساهل به، وعلينا ان نتكاتف جمعيًا إلى آخر لحظة لانحساره وتعودُ الحيــاة على طبيعتها كما في السابــق، داعيًا الله أن يحفظ الجميع من كــل شــرٍ ومكروه ويحفظ بلادنا وبلاد المسلمين.
مشاركة :