دبي: «الخليج»
نجحت «مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة»؛ إحدى مؤسسات «اقتصادية دبي»، في إنجاز خطوات كبيرة في طريق وضع الإمارة كمركز جاذب ومنصة انطلاق للمشاريع المبتكرة. وقد بات «مركز حمدان للإبداع والابتكار» (Hi2)، و«برنامج جذب المشاريع المبتكرة» (smeiap.com)، نقطة جذب لأصحاب المشاريع الإبداعية في مختلف القطاعات الجديدة والناشئة.ويحتضن «مركز حمدان للإبداع والابتكار»، التابع لـ«مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، ما يزيد على 600 مشروع ناشئ مبتكر في قطاعات مختلفة، ويعد المركز الذي تم إطلاقه في عام 2014 تحت رعاية كريمة وتوجيهات من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، أكبر تجمع للمبتكرين ورواد الأعمال من أصحاب الابتكارات وأصحاب المشاريع الإبداعية، ويشكّل أول حاضنة أعمال على مستوى المنطقة؛ تهدف إلى جعل دبي عاصمة لريادة الأعمال والابتكار.كما نجح المركز باستقطاب أكثر من 200 مشروع مبتكر جديد ضمن برنامج تسريع الأعمال، وجذب المشاريع المبتكرة، من مرحلة إثبات المفهوم أو الفكرة ومن ثم تطوير النماذج الأولية، وتنتهي إلى تسريع عملية إطلاق هذه المشاريع؛ من خلال التعاون مع الجهات التنظيمية على المستوى المحلي أو الاتحادي؛ للخروج بحلول داعمة لإطلاق هذه المشاريع المبتكرة من إمارة دبي؛ وذلك ضمن جهود المركز؛ لتعزيز مكانة إمارة دبي مركزاً رائداً للتكنولوجيا والمواهب عالمياً.أشار عبد الباسط الجناحي، المدير التنفيذي لـ«مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة»، إلى أن دور «مركز حمدان للإبداع والابتكار»؛ يهدف إلى تعزيز مكانة دبي الريادية على مستوى العالم في خلق مفاهيم الابتكار؛ وذلك من خلال العمل مع الشركات الناشئة الإماراتية والعالمية على نظام يمكن من خلاله ضمان فعالية أكبر في الأداء والكفاءة والإنتاجية. كما سيقوم برنامج جذب الابتكار، بتمكين رواد المستقبل من الحصول على تصاريح لتجربة ابتكاراتهم في مساحات مخصصة، لتكون مختبرات لتجربة وتقييم مشاريعهم وابتكاراتهم انطلاقاً من دبي.
برنامج جذب الابتكار
ويدعم «مركز حمدان للإبداع والابتكار» ضمن برنامج جذب الابتكار على الحلول المبتكرة في ستة قطاعات رئيسية من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الفضاء، النقل، كفاءة الطاقة، الطب، الصحة، التعليم وتكنولوجيا المعلومات، تماشياً مع التركيز الاستراتيجي الذي تنتهجه إمارة دبي على هذه القطاعات التي تعد عوامل التمكين الرئيسية للابتكار والتصنيع والتنمية المستدامة.وأضاف الجناحي قائلاً: «نتطلع دوماً إلى تعزيز شراكتنا مع كبرى المؤسسات والشركات الابتكارية على مستوى العالم؛ لتحقيق توجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز مكانة دبي مركزاً عالمياً لصناعة المستقبل؛ وذلك من خلال العمل على مبادرات نوعية تكون دبي مصدراً لها وسبّاقة في وضع أسسها ومبادئها العالمية؛ حيث إن المؤسسة كانت قد طورت «برنامج جذب الابتكار» على منصة Start Alliance وهو عبارة عن شراكة المؤسسات الداعمة للمشروعات المبتكرة في 15 دولة حول العالم، تقوم بأدوار تمكين وتسهيل الابتكارات، بما في ذلك ألمانيا وسنغافورة واليابان».ومن أبرز ممكنات نجاح تجربة «مركز حمدان للإبداع والابتكار» في استقطاب هذه المواهب، تكييف خدماته واستراتيجياته ومنظومة عمله بالتعاون مع الجهات الحكومية المحلية والاتحادية في دولة الإمارات، بما يتناسب مع احتياجات رواد الأعمال، من أجل تسريع هذه النماذج الأولية وتجربتها محلياً للخروج بمشاريع مبتكرة انطلاقاً من دبي. ويواصل المركز استراتيجياته المستمدة من رؤية القيادة الرشيدة؛ المتمثلة في تقديم الدعم والتوجيه والمتابعة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة الناشئة من خلاله، عبر «اعتماد مسرعات وحاضنات الأعمال» في دبي.وتضم قائمة حاضنات الأعمال المعتمدة التخصصية لدى المؤسسة، 7 حاضنات، وقد تم إطلاقها بالتعاون مع القطاع الخاص والقطاع الأكاديمي في الإمارة؛ إذ تم تحويل الجامعات في دبي إلى مناطق اقتصادية وإبداعية حرة؛ لتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، تماشياً مع محاور الوثيقة الخمسين لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وتخدم هذه الحاضنات عدداً من القطاعات التخصصية، وتشمل:
قطاع التكنولوجيا الرقمية والروبوتات
تركز حاضنات الأعمال في هذا القطاع على تأسيس وتطوير الشركات الناشئة في التكنولوجيا الرقمية، إضافة إلى عدد من الخدمات الخاصة برواد الأعمال المبتدئين؛ لتأسيس وتطوير الأعمال في قطاع تكنولوجيا المعلومات، كما تقدم التدريب المتخصص للمهارات الأساسية في مجال الصناعة الرقمية كالتسويق الرقمي، البرمجة، علوم البيانات (Big Data)، تصميم البرامج وتطوير الأعمال. وتعد كل من (ذا كو دبي The Co-Dubai - استرولاب Astrolabs - فوروردForward - كليات التقنية العليا HCT) حاضنات الأعمال المعتمدة لهذا القطاع.
قطاع التصميم
تعد حاضنات الأعمال في قطاع التصميم أول منصة متكاملة للمبدعين والمصممين ورواد الأعمال؛ حيث توفر الحاضنات حزمة من الخدمات التخصصية بمجالات تطوير وتنمية الأعمال التجارية في هذا القطاع، إضافة إلى برامج متخصصة لتنمية الأفكار التجارية للشركات الجديدة في مجال التصميم والابتكار، وتركز هذه الحاضنات على المشاريع المختصة بمجال الهندسة المعمارية، التصميم الداخلي، التصميم الجرافيكي، تصميم الأثاث والمنتجات وغيرها من مجالات التصميم الداعمة مثل التصوير والطباعة ثلاثية الأبعاد والرسوم المتحركة. وتم اعتماد «ري ايربان ستوديو» في حي دبي للتصميم كأول حاضنة أعمال في هذا القطاع.
قطاع الاستدامة في الطاقة والمياه ومواد البناء والنقل ومعالجة النفايات
تعد حاضنة الأعمال في هذا القطاع، أول مجمع مستدام قيد التشغيل الكامل في منطقة الشرق الأوسط؛ حيث توفر نظاماً بيئياً ذكياً لأصحاب المشاريع الإبداعية الذين يؤمنون بجعل المدن أكثر ملاءمة واستدامة للعيش فيها. ومن شأن هذه الحاضنة أن تعزز مشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في دبي في التنمية المستدامة، والعمل على توظيف التكنولوجيا، واختبار المشروعات الخضراء في المدينة المستدامة. وتعد حاضنة الأعمال «بدايات» التابعة للمدينة المستدامة أول حاضنة تخصصية في هذا القطاع.
قطاعات أخرى داعمة للابتكار
تهدف الحاضنات في القطاعات الداعمة للابتكار إلى تقديم منصة مثالية؛ لتعزيز ريادة الأعمال واحتضان المبتكرين من رواد الأعمال وأصحاب الأفكار الإبداعية إلى جانب تمكينهم من تحقيق رؤيتهم وتحويل أفكارهم إلى مشروعات متميزة تخدم عملية التنمية المستدامة. كما تقدم هذه الحاضنات الدعم اللازم لرواد الأعمال من خلال حصولهم على القدر اللازم من التعليم والتدريب المناسبين والأدوات الضرورية لإنشاء أعمال ناجحة والانطلاق من دبي باعتبارها منصة لبدء الأعمال والانتقال إلى العالمية. وتعد كل من (ذا كو دبي The Co-Dubai- فوروردForward - كليات التقنية العليا HCT) حاضنات الأعمال المعتمدة لهذا القطاع.
حاضنات الأعمال التخصصية في المدارس
أطلق المركز أول حاضنة لأعمال المدارس؛ من أجل دعم الأفكار المبتكرة للطلاب وتأتي هذه المبادرة من خلال ربطها بالنتائج المثمرة التي حققتها مسابقة «التاجر الصغير» خلال السنوات الـ15 الماضية، لإتاحة الفرص أمام الجيل الفتي للانخراط في عالم ريادة الأعمال؛ حيث ستقوم هذه المدارس بطرح التحديات المجتمعية أو المدرسية بين الطلبة، وتحفيزهم على إيجاد الحلول المبتكرة الكفيلة بمعالجة هذه المشاكل. وعلاوة على ذلك، ستقوم المدارس بتنفيذ عدد من المسابقات على مدار العام؛ لاختيار أفضل المشاريع، ومن ثم ترشيحها للمشاركة لاحقاً في الحدث الأكبر، وهي مسابقة «التاجر الصغير». كما حصلت مدرسة جيمس مودرن أكاديمي - فرع ند الشبا على أول اعتماد لحاضنات الأعمال في المدارس على مستوى الدولة.