أثينا – تجري السلطات اليونانية عملية إنقاذ واسعة في مخيم موريا للاجئين في جزيرة ليسبوس، حيث اندلع حريق ضخم في المخيم الذي يؤوي ما يفوق أربعة أضعاف قدرته الاستيعابية، عقب أنباء عن تفشي فايروس كورونا وتمرد اللاجئين على الحجر الصحي الإجباري. وسبب الحريق دمارا شبه كامل في مخيم “موريا”، مما دفع اللاجئين إلى محاولة الهرب إلى القرى المجاورة، وفق ما جاء في تصريح مسؤولي السلامة من الحرائق لقناة “إي آر تي” التلفزيونية الحكومية الأربعاء. فيما ذكرت الحكومة اليونانية أنه تم السيطرة على الحريق الليلة الماضية بشكل كامل بحلول صباح هذا اليوم. وقال المتحدث باسم منظمة “أوكسفام” الخيرية التابعة للأتحاد الأوروبي، فلوريان أويل لوكالة الأنباء الألمانية إنه “كان من الممكن منع تلك المأساة إذا لم تدر الحكومات الأوروبية ظهورها للأشخاص الذين يسعون للسلامة في أوروبا”. ومازال سبب الحرائق غير واضح، فيما تحدث بعض سكان المخيم عن حريق متعمد من قبل سكان الجزيرة، بينما ذكرت تقارير أخرى أن المهاجرين أشعلوا الحرائق بأنفسهم ثم عرقلوا عمل إدارة الإطفاء. وكانت رياح قوية بسرعة 60 كيلومترا في الساعة قد تسببت في تأجيج الحرائق، وأفادت منظمات إغاثية ومتطوعون في المخيّم بأن بعض مسارات الهروب للأشخاص قطعتها ألسنة اللهب والأدخنة. وقالت جمعية “ستاند باي ليسفوس” لدعم اللاجئين، على تويتر إنها تلقت تقارير بأن السكان المحليين اليونانيين في الجزيرة منعوا طالبي اللجوء الفارين من التوجه إلى قرية مجاورة، موضحة أن “المخيم كله مشتعل، كل شيء يشتعل، والناس يفرون”. وذكرت وكالة الأنباء اليونانية الرسمية أن النيران قد تكون اشتعلت إثر تمرد بعض طالبي اللجوء على قرار عزلهم بعدما تبينت إصابتهم بفايروس كورونا المستجد أو من المقربين من شخص جاءت نتيجته إيجابية. دمار شامل دمار شامل وتكافح خدمات الطوارئ في الجزيرة حريق غابات ضخم على بعد نحو 25 كيلومترا شمال غربي موريا منذ مساء الثلاثاء. ولم ترد على الفور أنباء عن سقوط جرحى أو قتلى جراء الحرائق. وذكرت وسائل إعلام يونانية أن عددا كبيرا من الأشخاص الذين يعيشون بالمخيم فروا إلى غابات وتلال مجاورة، بينما فر آخرون تجاه مدينة ميتيليني الرئيسية في جزيرة ليسبوس. يشار إلى أن هذا المخيم سيئ السمعة مزدحم ويعيش الأشخاص في أماكن ضيقة، وأحيانا في أكواخ وتحت أغطية بلاستيكية. وبحسب أحدث الإحصاءات، يعيش نحو 12 ألفا و600 شخص في المخيم وحوله، رغم أن طاقته الاستيعابية الرسمية تصل إلى 2757 شخصا. ويخضع المخيم للحجر الصحي منذ الأسبوع الماضي بعد تسجيل زيادة في الإصابات بفايروس كورونا المستجدّ. وتم تسجيل أول حالة إصابة بفايروس كورونا في مخيم موريا الأسبوع الماضي، وتم الإبلاغ عن 35 حالة الثلاثاء. وأبدى بعض المهاجرين رغبتهم في مغادرة المخيم بعد زيادة عدد الحالات. وتندّد المنظمات غير الحكومية بانتظام باحتجاز طالبي اللجوء في هذه المنشآت غير الملائمة لمراعاة التدابير اللازمة. ودعت منظمات حقوق اللاجئين والمهاجرين وكذلك المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مرارا الحكومة اليونانية إلى تخفيف الازدحام في مخيماتها الواقعة على الجزر. وقامت الحكومة اليونانية بعمليات نقل مهاجرين إلى البر الرئيسي لكن تلك المخيمات ما زالت مكتظة.
مشاركة :