باريس - تقدمت وكالة فرانس برس بشكوى ضد شركة غوغل لدى سلطة المنافسة الفرنسية، متهمة المجموعة الأميركية العملاقة بعدم احترام مسألة دفع رسوم مرتبطة بحقوق التأليف تسمى بـ”الحقوق المجاورة”، حيث دخل القانون حيز التنفيذ في فرنسا لكن لم يتم تطبيقه بسبب رفض غوغل. وكانت سلطة المنافسة أمرت غوغل في التاسع من أبريل الماضي، بالتفاوض “بنية حسنة” مع ناشري الصحافة ووكالات الأنباء خلال مهلة ثلاثة أشهر من أجل التوصل إلى تطبيق فعلي “للحقوق المجاورة” الجديدة التي أقرّت بموجب تشريع أوروبي. وهي تقضي بدفع بدل مالي لوسائل الإعلام هذه لقاء محتوياتها، وخصوصا الصور وتسجيلات الفيديو، التي توضع على المنصات الإلكترونية. لكن مجموعة غوغل رفضت مسبقا دفع أي رسوم لوسائل الإعلام الفرنسية لقاء المحتويات التي تظهر على محرك البحث التابع لها، ما أدّى إلى مواجهة مع هذا القطاع. فابريس فريس: تقدمنا بشكوى لأننا نعتبر أن غوغل لم تفاوض بنية حسنة فابريس فريس: تقدمنا بشكوى لأننا نعتبر أن غوغل لم تفاوض بنية حسنة وأشارت صحيفة لوموند سابقا، إلى أن القانون أُنشئ بموجب المادة 15 من التوجيه الأوروبي لحقوق الطبع والنشر، الذي اعتمده البرلمان الأوروبي نهاية مارس 2019، موضحة أن فرنسا هي أول دولة تنفذ هذا الإصلاح بدخول القانون حيّز التنفيذ الخميس. وحاولت غوغل الالتفاف على القانون في شهر سبتمبر من العام الماضي، بتقديم لائحة بالقواعد الجديدة التي تطبقها في فرنسا على الناشرين الأوروبيين. وتنص تلك القواعد على عدم عرض العملاق الرقمي مقتطفات من المقالات وغيرها من الصور ومقاطع فيديو متدنية الجودة أو “الصور المصغرة”، في نتائج محرك البحث الخاص به، وكذلك في خدمة الأخبار من “غوغل نيوز”، ما لم يكن الناشرون يسمحون بفعل ذلك مجانا. وجرت مفاوضات لكنها باءت بالفشل، وتحدث ناشرو الصحافة عن تعطيل من قبل غوغل. من جهتها، تقول غوغل في دفاعها عن موقفها، إنه بفضل محركها تحظى المواقع الصحافية بحركة مرور كبيرة وعائدات من الإعلانات الرقمية. مع انتهاء المهلة التي حددتها سلطة المنافسة، قال “تحالف صحافة الأنباء العامة” (أبيغ) الذي يمثل الصحافة اليومية الوطنية والإقليمية، ونقابة ناشري المجلات في الأيام الأخيرة إنهما أبلغا السلطة معتبرين أن غوغل لم تحترم واجبها. وقال فابريس فريس المدير العام لفرانس برس ورئيس مجلس إدارة الوكالة “تقدمنا نحن أيضا بشكوى لدى سلطة المنافسة لأننا نعتبر أن غوغل لم تفاوض بنية حسنة”. وأضاف أن “غوغل اقترحت علينا تمديد المناقشات وهذا ما رفضناه لأنها (المناقشات) كانت تدور في دائرة مفرغة وقدرنا أنها لن تذهب أبعد من ذلك ما لم يحدث تغيير في المنهج”. وأكدت رئيسة سلطة المنافسة إيزابيل دي سيلفا الأربعاء أن فرضية تعيين وسيط لإعادة إطلاق المفاوضات بين غوغل والصحف طرحت في الأسابيع الأخيرة. لكن كل عملية خلال المفاوضات قد تتعرض للخطر إذا قررت محكمة الاستئناف في باريس التي لجأت إليها غوغل، إبطال قرار السلطة الذي أمرها بالتفاوض في أبريل الماضي. ويفترض أن تعقد جلسة في هذا الشأن الخميس، وتتوقع سلطة المنافسة صدور قرار سريع بعد ذلك، ربما في سبتمبر الجاري، كما أوضحت إيزابيل دا سيلفا.
مشاركة :