مقالة خاصة: التجار الأجانب في "سوق العالم للسلع الصغيرة" يثقون بنمو الاقتصاد الصيني رغم الوباء

  • 9/9/2020
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

يعمل المطعم العربي "بيتي" الذي يعود الى التاجر الأردني مهند علي محمد شلبي بشكل طبيعي الآن في مدينة ييوو المعروفة باسم "سوق العالم للسلع الصغيرة" بمقاطعة تشجيانغ شرقي الصين، وذلك بالتزامن مع انحسار وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بالبلاد. ويشهد مطعمه المكون من ثلاثة طوابق الآن ازدهارا مرة أخرى بعد أن ظل مغلقا لمدة حوالي ثلاثة أشهر منذ شهر فبراير الماضي بسبب الوباء. وقال شلبي خلال مقابلة مع مراسل وكالة أنباء "شينخوا" ان مطعمه استأنف العمل في شهر مايو الماضي وان عدد الزبائن حاليا يبلغ 80 الى 90 بالمائة مقارنة مع ما قبل تفشي الوباء، مشيرا الى زيادة ملحوظة في عدد الزبائن الصينيين. وقال ان تفشي كوفيد-19 في الصين والعالم قد أثر على كافة دول وشعوب العالم، حيث عانت الصين بدورها جراء ذلك في بداية العام الجاري، إلا أن الأمر لم يستمر طويلا كما هو الحال في العديد من دول العالم التي لا تزال تسعي جاهدة لاحتواء تزايد معدلات الإصابة بالفيروس. وأضاف أن الوضع الاقتصادي يشهد تحسنا ملحوظا في الآونة الأخيرة على صعيد الحركة التجارية والاقتصادية داخل الصين نتيجة عودة المصانع والشركات للعمل مع الحرص على تطبيق إجراءات وتدابير الوقاية من الوباء، فضلا عن التحسن المسجل في حجم التجارة الصينية الخارجية مع العالم. وكان شلبي قد عاش في مدينة قوانغتشو بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين لسنتين قبل أن ينتقل للعيش في ييوو ويقضي فيها 18 عاما حتى الآن، تمكن خلالها من فتح مطعم والزواج من صينية لتأسيس أسرة وإنجاب أطفال والاندماج في حياة الشعب الصيني بشكل طبيعي. وقال "أشعر وعائلتي بارتياح كبير في الإقامة هنا بالصين، بالنظر إلى ما توفره البلاد من فرص عمل كثيرة وآفاق واسعة وسوق ضخمة الإمكانيات، فضلا عما يتميز به الشعب الصيني من مودة وترحيب ولطف". ويخطط شلبي لتوسيع مطعمه، معربا عن اعتقاده بأن مدينة ييوو ستستعيد نشاطها وألقها سريعا نظرا لدورها المحوري في توفير وتوريد مختلف البضائع للعالم أجمع، ولا سيما من خلال الجهود والتسهيلات التي توفرها الحكومة الصينية لحفز النشاط الاقتصادي والتجاري ودعم أعمال التجارة العابرة للحدود ومنصات التجارة الإلكترونية وغيرها من التدابير المعنية. وقال إنه يتوقع أن تشهد السنة المقبلة اقتصادا صينيا أكثر ازدهارا واستقرارا، ولا سيما مع عودة المصانع والشركات وإعادة تسيير خطوط الطيران والشحن بين العديد من دول العالم والصين، ما من شأنه أن ينعكس بشكل إيجابي على الصين والعالم أجمع. وبدوره، يعمل المواطن السوري أسامة بدر خواجكيه الذي يعيش في مدينة ييوو منذ عام 2015، في مجال تجارة الاستيراد والتصدير. وقال خلال مقابلة مع مراسل "شينخوا" ان الصين تشهد تحسنا ملحوظا على مختلف الصعد في الآونة الأخيرة، نتيجة تضافر الجهود الجبارة التي تبذلها الحكومة والشعب الصيني لاحتواء فيروس كورونا الجديد والوقاية منه. وقال ان تفشي الفيروس لم يؤثر على الحياة في الصين فقط، وإنما طال جميع دول العالم، مشيرا الى أن الفيروس تسبب في تعطيل نسبي للنشاط التجاري بين الصين وسوريا، حيث فضل العديد من زبائنه التريث في مواصلة حركة التجارة بين البلدين من استيراد وتصدير، بالنظر إلى الآفاق التي لم تكن واضحة في بداية تفشي الفيروس، ما أدى إلى تراجع حركة شراء البضائع في الاتجاهين، فضلاً عن عدم قدرة البعض على السفر إلى الصين كالمعتاد نتيجة تعليق حركة الطيران التي شهدها العالم كإجراء وقائي للسيطرة على الفيروس. ولكن الأمور لم تستمر لزمن طويل، نتيجة الجهود والإجراءات الوقائية والتسهيلات التي قامت بها الحكومة الصينية، لتيسير شؤون العامة والأعمال التجارية، وضمان عدم إلحاق أضرار كبيرة بها، مع الالتزام في ذات الوقت باتباع إجراءات صارمة للوقاية من الفيروس، حسب قوله. أما عزيز الله من أفغانستان، فيعمل في مجال التجارة الخارجية في المدينة منذ عام 2003 ويدير الآن شركة تجارية يملكها. وفي البداية، قام عزيز الله بتصدير البضائع من الصين الى أفغانستان، ووسع أعماله الآن لتصدير البضائع الى مزيد من الدول مثل بريطانيا وكندا وأوكرانيا والامارات العربية المتحدة. وقال ان أعماله تأثرت بالوباء خلال شهري مارس وابريل من هذا العام ولكنها تعافت بسرعة خلال مايو مع تحسن وضع الوباء في الصين، متوقعا أن يصل حجم تصدير البضائع الى 400 حاوية خلال العام الجاري ليتجاوز 200 حاوية مسجلة في العام الماضي. وقال "اني أصبحت وكيلا لعدد كبير من التجار الأجانب لأنهم لا يستطيعون القدوم الى ييوو بسبب الغاء رحلات جوية جراء الجائحة حول العالم". وأعرب عن اعتقاده بأن الأعمال التجارية في ييوو ستتحسن بشكل كبير مع عودة المزيد من التجار الأجانب اليها. وقال, "أعمال شركتي أحسن وأحسن لأن الصين تتمتع ببيئة تجارية جيدة وخدمات ممتازة للوجستيات فضلا عن تسهيلات تقدمها الحكومة، في اطار مبادرة الحزام والطريق. وتتمتع البضائع الصينية بجودة عالية وأسعار منخفضة وتجد الكثير منها ترحيبا واسعا في الدول الأخرى". كما يفتخر عزيز الله بأنه أصبح وسيطا قضائيا أجنبيا في المدينة. وقال انه يشارك بنشاط في أعمال الوساطة القضائية بين الصينيين أو بين الأجانب، قائلا "انني أنمو مع تطور ييوو وأشكر ييوو وأريد أن أشارك في بناء ييوو بجهودي". وأظهرت بيانات رسمية أن اجمالي حجم التجارة الخارجية في مدينة ييوو بلغ 170.157 مليار يوان (الدولار الأمريكي يساوي حوالي 6.83 يوان) خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجاري، بزيادة 3.76 بالمائة على أساس سنوي.

مشاركة :