يقود تعثر التعافي الاقتصادي العالمي من جائحة فيروس كورونا إلى تنامي مخزونات النفط من جديد ما يدفع تجار السلع الأولية، مثل شركة ترافيجورا، لحجز ناقلات من أجل تخزين الملايين من براميل النفط الخام والوقود المكرر في البحر مجددا. ووفقا لـ"رويترز"، يتزامن استخدام ما يعرف بالتخزين العائم على متن الناقلات مع اقتراب مواقع التخزين التقليدية على البر من سعتها القصوى بسبب إمدادات تفوق الطلب. وأفادت مصادر في قطاع التجارة وبيانات شحن أن ترافيجورا استأجرت خمسا على الأقل من أكبر الناقلات التي تستطيع كل منها تخزين مليوني برميل من النفط. وصنع عدد من هذه الناقلات حديثا ومن المقرر أن تخزن زيت الغاز والديزل، اللذين تعد الكميات غير المبيعة منهما كبيرة جدا بعد تعاف متواضع فحسب في منتصف الصيف. يأتي تعزيز المخزونات رغم خفض منتجين رئيسين للنفط، إنتاجهما بشدة ومع كبح مصافي التكرير عملياتها في الشهور الأخيرة نتيجة للتراجع غير المسبوق في الاستهلاك. وحجز تجار كبار آخرون، من بينهم فيتول وليتاسكو وجلينكور، في الأيام القليلة الماضية ناقلات ضخمة لتخزين الديزل لمدد تصل إلى 90 يوما، حسبما أفادت بيانات شحن ومتعاملون. وتحوم العقود الآجلة لخام برنت حول 40 دولارا للبرميل بعدما سجلت أكبر تراجع أسبوعي منذ حزيران (يونيو)، إذ يقول مصدر السوق "السوق ضعيفة والرهان فيها على تراجع الأسعار والتخزين العائم يعود من جديد". وقال مارتن راتس المحلل لدى "مورجان ستانلي" في مذكرة "من الواضح أن أساسيات السوق لا تتحسن بالسرعة المتوقعة، خاصة على صعيد الطلب". وما زالت مخزونات النفط العالمية أعلى بكثير من معدلات الأعوام الأخيرة. ورغم السحب من المخزونات بمعدل يبلغ نحو 1.6 مليون برميل يوميا في الأيام الـ30 الأخيرة، فإنها تظل أعلى من مستويات العام الماضي بنحو 600 مليون برميل، بحسب "مورجان ستانلي".
مشاركة :