طالبة تبوك: أريد أمي ولا أريد طموحي 07-28-2015 11:19 AM الرياض((ضوء): أريد أمي ولا أريد طموحي بهذه الكلمات المؤلمة بدأت نور العمراني حديثها عن فاجعة فقدها لأمها المعلمة رحمة الحويطي والتي توفيت داخل مبنى جامعة تبوك يوم الأربعاء بعد أن دخلت مع أحد موظفيها في نقاش حاد على خلفية عدم قبول أبنائها في التخصصات التي يرغبونها مع أن معدلاتهم مرتفعة إضافة إلى إعلان قبولهما في جامعة حقل وليس جامعة تبوك. وكانت الطالبة نور قد حصلت على نسبة 99،85 في الثانوية العامة، وفوجئت عقب ظهور النتائج بأنه تم قبولها في تخصص الحاسب الآلي وليس الطب مع أن الأسرة راجعت إدارة الجامعة في شهر رمضان إلا أنها لم تجد حلاً لمشكلتها تلك مما دفعها لمراجعتها الجامعة فور بداية العمل بعد إجازة العيد، وهناك أصيبت الأم بارتفاع في ضغط الدم لتلفظ أنفاسها الأخيرة في مبنى الجامعة التي طالما حلمت أن تتخرج منها ابنتها طبيبة بعد أن شاركتها الحلم والطموح بل وحتى النجاح والذي كان على ما يبدو غير كافٍ لأن تحجز مقعدها بين طبيبات المستقبل وهو القسم الذي طالما تمنته الأم كثيراً وقادتها للوصول إليه بدعائها وجهدها وسهرها وإصرارها حتى الرمق الأخير من حياتها. نور لم تكن تدرك أن وصولها للجامعة يوم الأربعاء سيضعها أمام مشهد فاجعة الفقد والذي لن تنساه طوال حياتها... حادثة نضجت بعدها سريعاً لتصبح الابنة الكبرى المسؤولة عن شقيقاتها وأشقائها السبعة متسائلة (الدراسة أم رعاية أشقائي وشقيقاتي؟). الرياض قدمت واجب العزاء للأسرة وتلمست آثار الصدمة الحادة على أبنائها وبناتها، حيث قالت الطالبة نور إنها باتت لا تفكر إلا في محاسبة كل من كان مسؤولاً عن الأخطاء التي حدثت في إدخال الرغبات والتي تسببت طوال شهر رمضان وحتى أيام العيد بمتاعب وضغوط نفسية للعائلة وتحديداً والدتها. وأضافت أنها تشكر الجامعات التي رحبت في قبولها لدراسة تخصص الطب والجراحة إلا أنها تصر على الدراسة في جامعة تبوك؛ لأنها أولاً ابنة المنطقة وثانياً كونها قد بذلت هي وأسرتها كل الجهد للحصول على المعدل الذي يؤهلها للالتحاق بهذا القسم لتعود وتقول أولاً والمهم حق أمي قبل كل شيء. وأشارت إحدى شقيقات المعلمة رحمة إلى أن الحادثة الموجعة حملت رسائل عدة يجب الالتفات إليها وأهمها ألا يقابل المراجعين والمراجعات إلا من يحسن مقابلتهم وتقدير ظروفهم وأحوالهم وأن يسعى بجدية لإنهاء معاملاتهم بكل وضوح وشفافية لا تأخير أو تعقيد أومماطلة تقودهما إلى حرقة الدم أو صدمة عصبية. وأردفت أن شقيقتها كانت حتى يوم العيد مشغولة الفكر والبال في أمر قبول ابنها وابنتها وما ستؤول إليه الأحداث بعد انتهاء إجازة العيد، حيث أطلعتها على كل الوثائق والرسائل وأخبرتها بقصتها كاملة بكل تفاصيلها وحينما اقترحت عليها مرافقتها للجامعة رفضت قائلة ستتدخلين في الوقت المناسب، وقالت نحن على ثقة بأن الحق سيظهر في النهاية وسيحاسب كل مقصر في أداء عمله. أما الجانب الآخر وهو الأهم أن هذه الحادثة لم تقتل الطموح وتؤثر في نفسية نور وشقيقها بل حتى شقيقتهما التي ستدرس هذا العام في الصف الثالث ثانوي، حيث قالت إنها لم تعد تثق بأنها في النهاية ستجد من يقدر اجتهادها وتفوقها ويقبل دخولها بالجامعة. وأضافت أن حالة الإحباط واليأس تلك سرت أيضاً بين قريبات لهن في أعمارهن فقد سمعتهن وهن يرددن ما الفائدة من التعب. وأكدت أنها ستساند وأخوتها لتحقيق حلم والدتها، داعية الله أن يخفف مصابهن فهن يرفضن حتى الآن العودة لمنزلهن منذ وفاة والدتهن. ولفتت إلى أهمية وضوح إجراءات التسجيل والقبول بما فيها الاحتفاظ بنسخه من إجراءات التسجيل وإدخال الرغبات فمن حق الطالب أن يحتفظ بنسخ احتياطية. ولم يخلُ مجلس العزاء من الحديث عن رحمة الأم ورحمة الإنسانة والمعلمة التي أمضت 20 عاماً في تدريس مادة الرياضيات، حيث أكدت زميلاتها أنها معلمة متفانية ومخلصة في عملها وكانت ترفض الغياب حتى وإن كانت مريضة ولديها عذرها الطبي. فيما تمنت العائلة صرف مرتب والدتهم كاملاً نظراً لأن الأب متقاعد ومرتبه لا يلبي جميع متطلبات أسرته المكونة من ثمانية أبناء. *تبوك - نورة العطوي 0 | 0 | 1
مشاركة :