خاض النجم الإنجليزي غاريث باري مسيرة كروية حافلة مع أربعة أندية بالدوري الإنجليزي الممتاز، وبالتالي لم يكن من الغريب أن ينشر كل نادٍ من هذه الأندية الأربعة بيانات وكلمات تقدير رائعة بحقه عندما أعلن اعتزال كرة القدم وهو في التاسعة والثلاثين من عمره. وذكر نادي ويست بروميتش ألبيون عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «مسيرة غير عادية لمحطم الأرقام القياسية، كل التوفيق لك غاريث باري»، في حين أشادت أندية أستون فيلا وإيفرتون ومانشستر سيتي بشكل خاص بالنجم الدولي السابق في تغريدات على «تويتر». ولخص البيان الذي نشره نادي إيفرتون مسيرة باري، الذي يحمل الرقم القياسي كأكثر لاعب يشارك في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز بـ653 مباراة، عندما قال «تهانينا له على هذه المسيرة الكروية الرائعة». وسارع مانشستر سيتي إلى نشر تغريدة بدوره منوهاً باللاعب جاء فيها: الجميع في مانشستر سيتي يتمنون الأفضل لغاريث باري في اعتزاله. أما أستون فيلا الذي أمضى في صفوفه أكثر من عقد من الزمن قبل الانتقال إلى مانشستر سيتي مقابل 12 مليون جنيه إسترليني عام 2009، فنشر على موقعه على «تويتر»: مشاركة رائعة وأكثر من عقد من الزمن من الخدمة، كل التوفيق لك غاريث باري. لقد لعب باري لمدة 22 عاماً متواصلة في أعلى مستوى لكرة القدم، ولعب 833 مباراة في جميع المسابقات، ويملك رقماً قياسياً آخر لم يحققه أي لاعب من قبل، يتمثل في حصوله على 119 بطاقة صفراء، ناهيك عن الكثير من البطاقات الحمراء. وعلى الرغم من أن باري كان يُنظر إليه على أنه لاعب من الطراز القديم ولا يتميز بالسرعة الكبيرة، فإنه كان دائماً على قدر التحديات. قد يعتقد أي شخص لم يشاهد باري سوى في الجزء الأخير من مسيرته الكروية، أنه كان يشارك في المباريات فقط؛ لأنه يتميز بالقوة البدنية الهائلة، لكن الحقيقة أنه كان لاعب خط وسط رائع وقادر على القيام بالكثير من الواجبات الدفاعية والهجومية داخل الملعب، وهو الأمر الذي جعل الكثير من المديرين الفنيين يعتمدون عليه بشكل دائم حتى حطم الرقم القياسي لأكثر اللاعبين مشاركة في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز. لقد كان باري لاعباً موهوباً للغاية فيما يتعلق بالنواحي الخططية والتكتيكية، وكان يتمتع بقدرة فائقة على التمرير الدقيق واستخلاص الكرات وإفساد الهجمات الخطيرة للفرق المنافسة. ويمكن لأي لاعب آخر أن يشعر بالسعادة لو خاض جزءاً من المسيرة الحافلة التي خاضها باري مع أستون فيلا، والتي لعب خلالها 365 مباراة في 11 عاماً - لكن في نهاية تلك الفترة حاول رافائيل بينيتيز إحضاره إلى ليفربول، وكان اللاعب قريباً بالفعل من الانضمام إلى «الريدز»، لكن لو تحققت هذه الخطوة ربما كانت ستحرمه من أنجح فترة في مسيرته الكروية، وهي تلك التي لعب خلالها مع مانشستر سيتي لمدة خمس سنوات والتي حصل خلالها على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2011، ثم لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في العام التالي. رحل باري عن مانشستر سيتي وهو في الثالثة والثلاثين من عمره، لكنه واصل مسيرته الحافلة وانضم إلى إيفرتون ليلعب له 155 مباراة، ويحصل معه على لقب أفضل لاعب في الفريق في موسم 2015 – 2016، وفقاً لتصويت الجماهير ولاعبي الفريق الأول. وعندما انتهت مسيرته مع إيفرتون، انتقل إلى وست بروميتش ألبيون الذي لعب له ثلاث سنوات. وحتى عندما تعرض لإصابة قوية أبعدته عن صفوف الفريق قبل عام، لم يقرر الاعتزال وواصل القتال من أجل العودة بكل قوة. وكان باري يتسم بأنه «مقاتل» مع كل الفرق التي لعب لها، بما في ذلك منتخب إنجلترا، الذي لعب أول مباراة له تحت قيادة المدير الفني كيفن كيغان وواصل مسيرته الدولية ليلعب 53 مباراة بقميص المنتخب الإنجليزي. وخاض باري مباراته الدولية الأولى مع منتخب إنجلترا في عام 2000 وحمل شارة قيادة الفريق خلال المباراة الودية أمام مصر في عام 2010. ولم يكن باري محط إعجاب جميع المديرين الفنيين الأجانب الذين تولوا قيادة المنتخب الإنجليزي بعد ذلك، لكنه كان معشوقاً للجماهير التي كانت تقدره كثيراً بسبب مجهوده الوفير وصرامته داخل الملعب. وقد ساعدته هذه الصفات على تجاوز كل من رايان غيغز وواين روني ليصبح أكثر لاعب يشارك في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو رقم قياسي قد يصمد طويلاً؛ نظراً لأن لاعب ليفربول جيمس ميلنر هو اللاعب الوحيد في المراكز العشرة الأولى في هذه القائمة الذي لا يزال يلعب حتى الآن. وفي الحقيقة، يشبه ميلنر باري في نواحٍ كثيرة، وقد لعبا معاً في أستون فيلا ومانشستر سيتي. ورغم أن ميلنر يصغر باري بخمس سنوات، فإنه يتعين عليه أن يلعب 116 مباراة أخرى في الدوري الإنجليزي الممتاز لكي يصل للرقم القياسي المسجل باسم باري. وعلى الرغم من أن باري لم يكن أبرز لاعب في جيله، فإنه على الأقل يشعر ببعض الرضا لتحقيق هذه الإنجازات والاستمرار في الملاعب خلال هذه الفترة الطويلة في أعلى المستويات. ويجب أن نشير إلى أن ريان غيغز كان من الممكن أن يكون أكثر لاعب مشاركة في المباريات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز لو لم يلعب أول 40 مباراة له مع مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي قبل انطلاق الدوري الإنجليزي الممتاز بشكله الجديد - على الرغم من أن معظم الأسماء الموجودة في قائمة أكثر 10 لاعبين مشاركة في المباريات لديها قاسم مشترك واحد، بخلاف الاستمرار لسنوات طويلة في الملاعب. وبعيداً عن حارسي المرمى (ديفيد جيمس ومارك شوارزر)، فإن من يأتي في القائمة خلف باري مباشرة هم غيغز وميلنر وفرانك لامبارد وغاري سبيد وجيمي كاراغر. وعندما تنظر إلى هذه الأسماء فإنك ستدرك على الفور أن القاسم المشترك بينهم هو «الاستمرارية وثبات المستوى»، وهو الأمر الذي كان يجعل جميع المديرين الفنيين يعتمدون على هؤلاء اللاعبين أسبوعاً بعد أسبوع، وموسماً بعد موسم.
مشاركة :