(كونا) - دعت دراسة تربوية حديثة الى ضرورة مراجعة وإصلاح منظومة الأجور في القطاع الحكومي حسب قطاعات العمل مشددة على اهمية توافق الأجر مع المستوى التعليمي. واظهرت نتائج الدراسة المشتركة بين وزارة التربية والمعهد العربي للتخطيط واعلنت نتائجها اليوم ان معدل العائد على التعليم في دولة الكويت قد بلغ سبعة في المئة اعتمادا على صافي الراتب 3ر8 في المئة اعتمادا على الراتب الأساسي. واوضحت الدراسة ان تلك الارقام تعني ان معدل العائد على السنة الدراسية عموما يبلغ 3ر8 في المئة لكل سنة إضافية إذا ما تم الاعتماد على الراتب الأساسي و7 في المئة على السنة الدراسية الاضافية إذا ما تم الاعتماد على صافي الراتب الذي يساوي الراتب الأساسي زائد العلاوات. وبينت ان معدل العائد على السنة التعليمية للاناث يفوق نظيره للذكور سواء اعتمد على صافي الراتب أو على الراتب الأساسي والذي بلغ 1ر9 و 9ر6 في المئة مقابل 3ر9 و 9ر7 في المئة على التوالي مما يعني أن كل سنة دراسية تمكن الإناث من زيادة أعلى في الدخل تمكنها من اللحاق بمستوى دخول الذكور وذلك ابتداء من المستوى الجامعي وخاصة الماجستير والدكتوراه حيث تنعكس الصورة لصالح الاناث. وأشارت النتائج إلى أن معدل العائد على الخبرة يتماثل عموما مع معدلات العائد على التعليم حيث يبدو معدل العائد على الخبرة أعلى في حال اعتماد الراتب الأساسي 1ر4 في المئة مقابل 4ر3 في المئة وهو ما يدعم فكرة إسناد العلاوات بدون النظر إلى الخبرة والكفاءة. وافادت بان معدل العائد على التعليم لا يتبع نمطا مستقرا لمختلف مراحل التعليم حيث يصل العائد السنوي للعائد على التعليم بالاعتماد على صافي الراتب 3ر1 في المئة للمرحلة الابتدائية و2ر3 في المئة للمرحلة المتوسطة و5ر3 في المئة للمرحلة الثانوية ثم تتراجع النسبة الى مستوى 1ر1 للدبلوم وتزيد بشكل ملحوظ الى مستوى 3ر16 في المئة للمرحلة الجامعية ليعاود التراجع إلى مستوى 9ر8 للماجستير ويتضاعف إلى 5ر17 في المئة لمرحلة الدكتوراه. وبالنسبة للذكور والإناث يتفاوت العائد السنوي لفائدة الذكور في المرحلة المتوسطة والثانوية ولفائدة الإناث في كل المؤهلات التالية بعد الثانوية. وأشارت الدراسة الى انه عند قياس معدل العائد على التعليم بالاعتماد على الراتب الأساسي فيزداد العائد على التعليم في معظم المستويات التعليمية فيما عدا المستوى الجامعي والماجستير لينخفض الى النصف عند قياسه بالاعتماد على الراتب الاساسي حيث بلغ العائد 3 في المئة للمرحلة الابتدائية و8ر9 للمرحلة المتوسطة و7 للمرحلة الثانوية و4ر5 للدبلوم و6ر9 للمرحلة الجامعية ثم تتراجع إلى مستوى 4 في المئة للماجستير ثم ترتفع إلى 17 في المئة بمرحلة الدكتوراه. وفيما يتعلق بالعائد على التعليم وفقا للتخصصات العلمية والأدبية بينت الدراسة أن العوائد على التخصصات العلمية تفوق بكثير العوائد على التخصصات الأدبية حيث تبلغ 8ر15 (علمي) و2ر4 (ادبي) في المئة اذا ما تم الاعتماد على الراتب الأساسي و8ر13 و7 في المئة عند الاعتماد على صافي الراتب كما تبين أن عوائد التخصصات الأدبية والعلمية في كل الحالات تبدو لصالح الإناث على حساب الذكور سواء اعتمادا على بيانات الرواتب الأساسية أو الصافية. واشارت النتائج حسب جهة العمل إلى وجود تفاوت ملحوظ في معدل العائد على التعليم حيث تراوح معدل العائد ما بين 18 الى 8ر1 في المئة وذلك بالاعتماد على صافي الراتب. وأكدت الدراسة تسجيل كل من إدارة الفتوة والتشريع 18 في المئة ووزارة التعليم العالي 3ر12 وديوان المحاسبة 6ر11 أعلى معدلات للعائد بينما بلغ أدنى عائد للتعليم في مؤسسة الموانئ الكويتية 8.1 في المئة والإدارة العامة للجمارك 7ر3 ووزارة الإعلام 8ر3 في حين تظهر الاختلاف في معدلات العائد على التعليم بالاعتماد على الراتب الأساسي حيث بلغ أعلى معدل 4ر16 في المئة أما أدنى معدل للعائد فبلغ 2ر4 في المئة. وفي ما يتعلق بالعائد الاجتماعي دلت النتائج التي توصلت اليها الدراسة على أن العائد الاجتماعي للتعليم يكون منخفضا في المستويات المتدنية من التعليم حيث أن تكلفة التعليم مرتفعة مقارنة بما يحققه التعليم في زيادة الأجور ولكن تنعكس الآية في التعليم الجامعي بشكل واضح لكي يصل العائد الاجتماعي إلى 4ر20 في المئة بالنسبة لحملة الدكتوراه. وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات ابرزها ضرورة إصلاح منظومة الأجور في القطاع الحكومي حسب قطاعات العمل بحيث يكون الأجر متوافق مع المستوى التعليمي في هذه الجهات بعد تسجيل "تفاوت كبير بينها في معدل العائد والذي لا يتوافق مع المستوى التعليمي" ودعت الى عدم الاقتصار على ربط العائد بالمستوى التعليمي بل يجب ربط الترقية والعلاوات بالتدريب أثناء الخدمة وتطوير هذه البرامج التدريبية من أجل رفع الإنتاجية. كما اوصت بنشر ثقافة الوعي بأهمية العائد على التعليم لارتباطه الوثيق بسوق العمل بدولة الكويت لاسيما دخل الفرد حيث كان من أبرز نتائج الدراسة أن العائد على التعليم يزداد بشكل ملحوظ في المرحلة الجامعية ومرحلة الدكتوراه مما يزيد دافعية الأفراد لاستكمال التعليم لمستويات عليا رغبة في مزيد من الدخل.