حريق ضخم في مرفأ بيروت يثير الرعب بعد أسابيع من الانفجار المروع

  • 9/11/2020
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت – الوكالات: اندلع حريق ضخم أمس في أحد مستودعات مرفأ بيروت الذي تصاعدت منه سحب دخان كبيرة، ما أثار الرعب في صفوف اللبنانيين بعد أكثر من خمسة أسابيع من الانفجار المروّع الذي حوّل بيروت الى مدينة منكوبة. واندلع الحريق، وفق ما أفاد الجيش اللبناني في تغريدة، في مستودع للزيوت والإطارات في السوق الحرة في المرفأ. وما لبث أن تمدّد إلى مستودع مجاور، تُخزّن فيه بضائع مستوردة. وقال مدير عام المرفأ بالتكليف باسم القيسي لقناة «إل بي سي» التلفزيونية إن الحريق اندلع في مبنى يحوي براميل زيوت للقلي وإطارات تابعة لشركة مستوردة. وأوضح أن الحريق «بدأ في براميل الزيت نتيجة الحرارة أو خطأ ثان، من المبكر أن نعرف». ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن المدير العام للدفاع المدني ريمون خطار أنّ وجود «مواد سريعة الاشتعال كالمطاط والزيوت» استدعى «تعاملاً استثنائيًا مع الوضع». وأضاف «مواد مشتعلة كهذه تحتاج إلى الوقت من أجل إخمادها كليًا». وتمدّد الحريق إلى مستودع آخر يضم أجهزة كهربائية منزلية. وقال مدير العمليات في الدفاع المدني جورج أبو موسى إن «البضائع الموجودة وكميتها ونوعيتها تحول» دون القدرة على إخماد النيران بسرعة. وقال هيثم أحد العاملين في المستودع حيث اندلع الحريق لوكالة فرانس برس «كنا نعمل وفجأة بدأوا يصرخون، أخرجوا من الشركة»، مضيفًا أن «أعمال تلحيم كانت قائمة.. واندلعت النيران، لا نعرف ماذا حصل». وتابع «تركنا كل شيء وبدأنا نركض، تذكرنا الانفجار. لم أعد أعلم هل أتصل بعائلتي أو أخوتي الذين يعملون في المرفأ».  وما زالت بيروت تلملم جراحها بعد الانفجار المهول الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس، وتسبب بمقتل أكثر من 190 شخصًا وإصابة أكثر من 6500 بجروح، عدا عن تشريد نحو 300 ألف شخص ممن تدمرت منازلهم أو تضررت أو تصدّعت. وأثار الحريق حالة من الهلع في بيروت وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وكتبت الباحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش آية مجذوب على تويتر «حريق جنوني في المرفأ، يسبّب ذعرًا في أنحاء بيروت، لا يمكننا نيل قسط من الراحة». وقالت هالا التي كانت قد استأنفت أمس عملها في حي مار مخايل المحاذي للمرفأ «كان اليوم هو أول يوم لي في المكتب في مار مخايل بعد إصلاحه بالكامل. بينما كنت جالسة، نظرت عبر النافذة إلى يميني لأرى دخانًا أسود ضخمًا. بدأ جسدي يرتجف دون أن أتمكن من السيطرة على نفسي وملأت الدموع عيني». وتابعت «اللعنة عليهم بسبب صدماتنا التي لا تنتهي». وهذا الحريق هو الثاني منذ الثلاثاء في المرفأ. وقالت قيادة الجيش حينها إن الحريق الأول شبّ في الردميات المختلطة بنفايات وبقايا أخشاب وإطارات غير صالحة. وأثار اندلاع الحريق أمس شكوكًا لدى سياسيين وحقوقيين تساءلوا عن سبب اندلاعه في «مسرح جريمة». وأعادت الباحثة في منظمة العفو الدولية ديالا حيدر تغريد بيان الجيش أمس، وسألت «حبّذا لو أخبرتونا سبب الحريق في مرفأ مدمر وموضوع تحت عهدتكم». وغرّد الباحث المتخصص في العلوم الجنائية وحقوق الإنسان عمر نشابة «أين نعيش نحن؟ هذا مسرح جريمة وقعت منذ شهر! أين القضاء؟ أين الدولة؟ أين المسؤولية؟». وسأل رئيس حزب الكتائب سامي الجميل، الذي قدّم استقالته من البرلمان إثر انفجار 4 أغسطس، «كيف يمكن أن يندلع حريق جديد رغم وجود كافة الأجهزة الأمنية والقضائية في مسرح جريمة مرفأ بيروت؟». وأضاف «مريب ما يحدث هناك نطالب الأمم المتحدة بوضع يدها على التحقيقات وخصوصًا بعد حريق اليوم».

مشاركة :