الكيك بوكسينج سلاح الفتيات اليمنيات للدفاع عن النفس | | صحيفة العرب

  • 9/10/2020
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

صنعاء – بعد أن أنهكت مدينة صنعاء من الحروب والأوضاع الاقتصادية الهشّة التي زادت من عنف المجتمع ضدّ النساء، اختارت مجموعة من الفتيات اليمنيات الصغيرات أن تتعلمن فنون القتال والدفاع عن النفس، في تحدّ جريء للعادات والتقاليد المجتمعية للمجتمع اليمني المحافظ. وفي وسط العاصمة اليمنية صنعاء، التي تمزقها الحرب منذ سنوات وتعصف بها جائحة فايروس كورونا المستجد منذ شهور، اصطفت مجموعة من الفتيات الصغيرات ترتدين زيا موحدا بالألوان الأبيض والأحمر والأسود وتضربن أكياس اللكم ضمن تدريباتهنّ على فنون الدفاع عن النفس. ووقفت أم إحداهن في ركن تنظر بفخر لابنتها في حين تعلمها المدربة كيف تتجنب هجوما بسلاح ناري. والبنات جميعهن طالبات في الأكاديمية الدولية للرياضات القتالية واللياقة البدنية – اليمن وهو مشروع أقامته بطلة الكيك بوكسينج اليمنية سهام عامر. وقالت سهام إنّ المجتمع اليمني بدء بتغيير نظرته للمرأة، والخوف على البنات يدفعهنّ للتدرب على فنون القتال، لأهداف مختلفة، فبعضهن ترغب في اكتساب القوة فيما ترغب أخريات في شدّ الجسم واكتساب اللياقة البدنية". وأقامت بطلة الكيك بوكسينج مشروعها لتمكين النساء والفتيات اليمنيات في عام 2015، أي بعد عام من سيطرة جماعة الحوثي المدعومة من إيران على العاصمة صنعاء وأغلب مناطق شمال اليمن بعد الإطاحة بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من السعودية. اكتساب القوة الكافية لحماية النفس اكتساب القوة الكافية لحماية النفس ويعيش اليمن حربا منذ سنوات أودت بحياة أكثر من مئة ألف في أرجاء البلاد وحولت أجزاء كبيرة من المدينة إلى أنقاض، لكن تدريبات البنات ظلت مستمرة في أوقات القتال ووسط القيود التي فرضت لاحتواء تفشي جائحة فايروس كورونا. وأضافت سهام الحاصلة على ميداليات ذهبية وفضية في بطولات دولية للكيك بوكسينج وجوائز وشهادات في ألعاب قتالية أخرى إنها رغم كل ذلك وسعت برنامجها. وقالت “الحمد لله زاد العدد في 2015، كنا نتدرب ست بنات صغار آخر فترة بلغنا إلى خمسين لاعبة كلّهن من السيدات الكبار”. وقالت “في السابق كان المجتمع يرفض فكرة تدرّب البنات لدى مدرب رياضي بعد تجاوزها سنّ 12 إلى 14 عاما، حتى أنا حين كنت أتدربيسألني الناس دوما عن سبب تمكسي بالرياضة رغم أنني بنت، لكن الآن تتلاشى صعوبات الماضي تدريجيا، لظهور نساء مدربات، وأنا أول مدربة في فنون الدفاع عن النفس" من جانبها، قالت ذكرى إحدى المتدربات ” أولا لما جيت اتدرب هنا أول شيء نقص وزني وزادت ثقتي بنفسي وقويت شخصيتي يعني أنا كنت من أول ( قبل ) لما أخطى بالشارع شوية بين أخاف أو خجولة، الحين أنا عادي طبيعي بمشي عادي”. وسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية عام 2014 ، وأدى النزاع على السلطة إلى أزمة تصفها الأمم المتحدة بأنها أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم.

مشاركة :