الرياض – عزز الصندوق السيادي السعودي، الذي يدير أصول أكبر مصدّر للنفط في العالم، خطواته في اقتناص الفرص الاستثمارية بشرائه حصصا في طرح أنت التكنولوجية الصينية، ما يعزز خطط الرياض في إحلال التوازن بين تنفيذ المشروعات المحلية الضخمة، والاستثمارات الخارجية. وقال مصدران مطلعان إن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يدرس الاستثمار في الطرح العام الأولي لشركة التكنولوجيا المالية الصينية أنت غروب، والذي قد يصبح الأكبر في العالم. وفي الشهر الماضي، تقدمت أنت، وحدة التكنولوجيا المالية لمجموعة علي بابا والشركة المهيمنة في قطاع مدفوعات الأجهزة المحمولة بالصين، بطلب لإدراج مزدوج في هونغ كونغ وفي ستار ماركت، وهي سوق في شنغهاي على غرار بورصة ناسداك. ونقلت رويترز عن ثلاثة مصادر أن حجم الطرح قد يصل إلى 30 مليار دولار إذا سمحت ظروف السوق. وسيجعله هذا أكبر طرح عام أولي في العالم منذ جمعت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية 29.4 مليار دولار في ديسمبر الماضي، وهو ما تجاوز بدوره الرقم القياسي الذي حققه من قبل طرح مجموعة علي بابا القابضة الصينية. وقالت المصادر إن الصندوق السيادي السعودي تلقى مفاتحات من أنت من خلال مستشارين للنظر في الاستثمار في العملية. وقال أحد المصادر “يدرسون الأمر”. وفي حالة المضي قدما، فسيكون أبرز استثمار مباشر للصندوق السعودي بشركة صينية. وأحجم صندوق الاستثمارات العامة عن التعليق. ولم يرد متحدثون باسم أنت حتى الآن على طلب أرسلته رويترز للتعقيب خارج ساعات العمل في آسيا. وسيكون طرح أنت أول إدراج يجري بالتزامن في هونغ كونغ وفي ستار ماركت التي تأسست قبل عام، مما سيعزز مركز هونغ كونغ كسوق عالمية لعمليات الطرح الأولي ويساعد في تحسين وضع ستار كمركز لأسواق المال. وتتجاوز أصول صندوق الاستثمارات العامة 300 مليار دولار، وكان ضخه الاستثماري يتركز من قبل في الولايات المتحدة، لكنه اتفق في يونيو على استثمار 1.49 مليار دولار في جيو بلاتفورمز، الوحدة الرقمية لمجموعة ريلاينس إندستريز الهندية. وكان ياسر الرميان رئيس الصندوق أبلغ سي.أن.بي.سي العام الماضي بأن الصندوق يتطلع إلى الصين بينما يتوسع في استثماراته العالمية. ومنذ تنامي نشاطه في 2015، خطا الصندوق السعودي خطوات جريئة للارتقاء بمكانته العالمية. واشترى الصندوق حصة قيمتها 3.5 مليار دولار في أوبر تكنولوجيز واستثمر 45 مليار دولار في أول صندوق لاستثمارات قطاع التكنولوجيا تؤسسه سوفت بنك. وسبق واشترى الصندوق حصصا أقلية في شركات أميركية كبرى منها بوينغ وفيسبوك وسيتي غروب، لدعم جهود البلاد في تنويع الاقتصاد واستغلال مواطن الضعف في الأسواق العالمية لاقتناص الاستثمارات بما يتماشى مع رؤية 2030. وبلغت قيمة الحصة 713.7 مليون دولار في بوينغ وحصة تقدر بنحو 522 مليون دولار في سيتي غروب وأخرى بقيمة 522 مليون دولار أيضا في فيسبوك وحصة قيمتها 495.8 مليون دولار في ديزني وأخرى بقيمة 487.6 مليون دولار في بنك أوف أميركا. ويدير الصندوق أصولا بأكثر من 300 مليار دولار، ويشتري حصصا أقلية في شركات في مختلف أنحاء العالم مستغلا ضعف السوق في أعقاب تفشي فايروس كورونا المستجد. ويملك الصندوق السيادي السعودي حصة قيمتها 514 مليون دولار تقريبا في ماريوت وحصة صغيرة في بركشاير هاثاواي، وحصة بنحو 827.7 مليون دولار في شركة بي.بي النفطية التي لها شهادات إيداع أميركية مدرجة في الولايات المتحدة. وكان صندوق الاستثمارات العامة كشف في أبريل عن حصة تبلغ 8.2 في المئة في كارنيفال كورب التي تضررت بشدة من فايروس كورونا، مما رفع أسهم هذه الشركة المشغلة للسفن السياحية إلى نحو 30 في المئة. وتعول السعودية على الصندوق لإقامة مشاريع ضخمة محليا وخارجيا ما من شأنه خدمة خطط البلاد لتنويع الاقتصاد وعدم الاعتماد على النفط.
مشاركة :