"الأديب الثقافية" تناقش مصير الواقعية الاشتراكية الرثة

  • 9/11/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد ـ صدر العدد 235 من "الأديب الثقافية" الذي يرأس تحريرها الكاتب العراقي عباس عبد جاسم، وتضمن عدد من الدراسات والمقالات والمتابعات. في حقل "فكر" قدّم الكاتب والمترجم المغربي عبدالرحيم نور الدين موضوعا ً مترجما ً للفيلسوف الفرنسي آلان باديو بعنوان "الوباء والجهل والأماكن الجماعية الجديدة"، تناول فيه ما يحدث في الدول البرجوازية، وما "يتوجب على الدولة حتميا ًأن تحمي مستقبل بنية المجتمع الخاصة ككل"، ويرى باديو إن "المشكلة الحقيقية تكمن في أن الثقة في العقلانية غالبا ًما تكون جاهلة وعمياء"، ثم توقف عند جوهر أزمة الوباء الذي زرع الموت بين سكان العالم، ومتطلبات حياة الناس، والتركيز على الاتحاد الدولي للمدارس كخطوة مهمة من أجل انبثاق بعض العناصر الأساسية على الأقل، وبعض خطوط القوة من برنامج سياسي جديد، يقع خارج ديمقراطياتنا الزائفة وبعيد عن فشل شيوعيات الدولة". وفي  حقل "تجارب وشهادات" كتب الدكتور زياد صلاح، وهو شاعر وناقد أردني، عن سيرته النقدية، وما انطوت عليه من تشكّلات أدبية ونقدية، رأى فيها أن النقد في واقع الحال "أدب نقدي بامتياز"، وإن أعمق أنواع نقد الأدب في اعتقاده، هي التي يغدو فيها كل من النصين الأدبي والنقدي، كالمرايا المتقابلة، التي تتناسل فيها الصور المعبّرة الى ما لا نهاية. وأنه لا ينحاز لـ "الأدب النقدي إلا ّ بقدر ما يصنعه في أحكامه الاستنباطية المستنيرة من توازنات بين كل من الحس والعقل والحدس".  وفي الشعر، يقول زياد صلاح "لم أعد أحتمل تلك اللغة التي لا تحتمل أكثر من وجه واحد في القول، مما دفعني لإختراق الكثير من الحواجز النمطية إلى حد إجتراح ما يسمى القصيدة النقدية".ويرى زياد صلاح "أن الكتابة موقف استثنائي من الوجود، في حين أن القراءة هي موقف مختلف من الكتابة، أما النقد، فهو موقف مركب من كلا الموقفين".  وفي حقل "قراءات" قدّم الكاتب والروائي سالم حميد مقالة بعنوان "وردة على قبر الناقد"، جاء فيها: "إن موت المؤلف يختلف كثيرا ًعن موت الناقد، وليس كما يتصور البعض، إذ أن موت المؤلف هو موت إيحائي، فعندما يكتب المؤلف النص يتحوّل الى مجرّد قارئ لا أكثر، بينما موت الناقد موت وظيفي". ويشير الكاتب سالم، إلى أن نقاد الصحافة في الفترات المتأخرة من عمر الحداثة شكلوا جبهة لمواجهة منظري الجامعات وحاولوا سحب بساط المعرفة وزجهم بأبراج عاجية وفرض الإقامة الجبرية عليهم داخل أسوار الجامعات. وقد انطلق الكاتب من فكرة كتاب "موت الناقد" لرونان ماكدونالد في تفكيك مقولات النقد الأكاديمي والنقد الأيديولوجي، ليتجه نحو تشريح أمراض النقد الثقافية. وفي حقل "نقد" كتب الدكتور جاسم خلف إلياس دراسة بعنوان "التقصيص الحكائي في مجموعتي "خربشات سعيد بن هدلج" و"لازورد أحمر" للقاص فارس الغلب.  ومن خلال بنيات القص عند فارس الغلب، يرى الناقد "إن بنية السخرية من الواقع هي البنية المهيمنة في أحداث وشخصيات قصصه، ولا سيما السخرية من الممارسات والإفرازات اللا أخلاقية لحضارة همها القتل والهيمنة". ومن النقاط التي إرتكز اليها الناقد في تناول قصص فارس الغلب: الراوي / الشخصية، غواية الروي الداخلي، الغرائبي. يقول الناقد عن مجموعة "خربشات سعيد بن هدلج": "إن المجموعة جاءت بلغة شعرية تحاكي الواقع البدوي، لغة تسمو بالقص وتعّربه من مفاتن الحكي الصحراوي".  أما في مجموعة "لا زورد أحمر" فغالبا ًما يعمد القاص في مفتتحات قصصية إلى التداخل السردي الشعري، إذ تقترب لغة القصص من لغة الشعر إن لم نقل تتماهى معها، فضلا ً عن الايحاء الشعري في بناء الصورة الواقعية".  وتضمن حقل "ثقافة عالمية"، أولا: قصيدة بعنوان "الأرض أمامنا" للشاعر الأميركي من أصل أفريقي كوامي داويس، ترجمتها عن الإنكليزية الشاعرة العراقية المقيمة في أميركا دنيا ميخائيل، وثانيا: قصة بعنوان "فستان أحمر" لـ أليس مونرو، ترجمها أحمد فاضل. وفي حقل" تشكيل" قدّم هيثم عباس قراءة في أعمال الفنان العراقي صالح كريم، حملت عنوان "الرؤية البصرية بوصفها رؤية طباقية"، وقد وجّه فيها عناية القارئ إلى أن أعمال الفنان صالح كريم تؤسِّس لرؤية بصرية جديدة، لإعادة تركيب رموز الكائن التي تفككت بفعل عوامل التشظي والتبعثر والاضطراب ونزاع اللا – إنسانيات في العالم. وبذا يرى الكاتب، أننا إزاء عالم تشكيلي يتقاطع فيه الواقع مع الهايبر، عبر رؤية بصرية سائلة من حيث الأزمنة والأمكنة والمخلوقات الآدمية، وقد تشكلت عبر هيئات ترمز إلى كائنات مفككة تسعى إلى الالتحام أو التماسك، وسط عالم عائم على سطوح قلقة. وفي حقل "نصوص" كتب عمار كشيش قصيدة حملت عنوان "جسدي في المزرعة". وفي حقل "نقطة إبتداء" من صفحة "أطياف" كتب رئيس التحرير عن مصير الواقعية والواقعية الاشتراكية الرثة"، وجاء فيها: لم يتوقع بوريس يورسوف في كتابه "الواقعية اليوم وأبدًا" ما آل إليه مصير الواقعية الاشتراكية اليوم، وبخاصة بعد انهيار النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي، وكيف انهارت معه الأنظمة الشيوعية في العالم. ومع الإنهيار المفاجئ للنظام الاشتراكي في مقابل التقدم المفاجئ للنظام الرأسمالي، حدث ما هو عكس "حتمية الثورة البروليتارية" و"حتمية انهيار الرأسمالية"، لهذا فإن ما يعنينا منهما: مصير الواقعية الرثة التي خلفتها الاشتراكية، وكيف خرج كُتّابها عن النظام الاشتراكي، وتمرّدوا على الاشتراكية، ومن ثم ماذا يقي منها؟  وهناك حقل "أخبار وتقارير" ثقافية. 

مشاركة :