يتوق أرسنال وتوتنهام للمنافسة على مراكز دوري أبطال اوروبا لكرة القدم في الدوري الإنكليزي الممتاز هذا الموسم بعد أن فشلا في التأهل الى المسابقة القارية الأهم نهاية الموسم الماضي، في حين يتطلع كل من ليستر سيتي وولفرهامبتون لجعل مهام الناديين اللندنيين صعبة جدا. تلقي وكالة فرانس برس قبل انطلاق الموسم الجديد من البرميرليغ السبت نظرة على الصراع المحتدم على مراكز المقدمة. - ارسنال - إذا كانت هناك أي شكوك حول حجم التأثير الذي تركه المدرب الاسباني ميكيل أرتيتا في موسمه الاول مع ارسنال، فإن مشهد المدافع البرازيلي دافيد لويز المعروف بارتكابه الاخطاء الدفاعية من حين الى آخر وهو يساهم في فوز الفريق بلقبين في غضون 29 يوما، من شأنه أن يقنع حتى أكبر المشككين. قبل ثلاثة أشهر فقط، كان لويز أضحوكة للجماهير بعد الاداء السيئ الذي قدمه في خسارة فريقه بثلاثية نظيفة امام مانشستر سيتي في الدوري. إلا أن أرتيتا أصر على إبقاء البرازيلي في تشكيلته الاساسية وكوفئ على قراره بأداء كبير من لويز في نهائي كأس انكلترا الذي احرز لقبه ارسنال على حساب غريمه اللندني تشلسي. وبدا تأثير أرتيتا واضحا أيضا في تفوّق أرسنال التكتيكي على ليفربول بطل الدوري في درع المجتمع في 29 آب/أغسطس الفائت التي حسمها بركلات الترجيح. هذان اللقبان على ملعب ويمبلي يظهران التحوّل الكبير الذي احدثه ابن الـ38 عاما على الفريق منذ وصوله الى ملعب الامارات في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت خلفا لمواطنه أوناي ايمري. كان استبعاد الالماني مسعود أوزيل غير الفعّال والفرنسي ماتيو غندوزي غير المنضبط ضربة "معلّم" من ارتيتا وجّه من خلالها رسالة واضحة الى باقي اللاعبين. وقال الحارس الارجنتيني ايميليانو مارتينيز الذي لعب مباريات ارسنال جميعها حتى نهاية الموسم بعد اصابة الحارس رقم واحد الالماني بيرند لينو وساهم في الفوز باللقبين في حديث مع صحيفة "ماركا" الاسبانية إن "ارتيتا مدرب عظيم، لقد غيّر تركيبة ارسنال، لديه خطة لكل مباراة". وتابع الحارس المتوقع انتقاله الى استون فيلا "إنه ذكي جدا برأيي. سيصبح أحد أفضل المدربين في العالم". وستكون مهمة ارتيتا المقبلة البناء على هذين اللقبين وتصحيح الشوائب التي ادت الى احتلال ارسنال المركز الثامن في الدوري الموسم الفائت. وبدأ المساعد السابق لمواطنه بيب غوارديولا في مانشستر سيتي في ذلك، من خلال التعاقد مع البرازيليين غابريال ماغاليس مدافع ليل الفرنسي والجناح ويليان من تشلسي. وإذا تمكن أخيرا من إقناع قائد الفريق المهاجم الفتاك الغابوني بيار-إيميريك أوباميانغ بتمديد عقده الذي ينتهي في حزيران/يونيو المقبل ، فسيكون أرتيتا في وضعية أقوى. - توتنهام - أظهر دور المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي خطف الأضواء في الفيلم الوثائقي "أول أور ناثينغ" (كل شيء أو لا شيء) الذي يسلط الضوء على كواليس موسمه الأول في توتنهام أنه لا يزال تلك الشخصية القوية التي جعلت منه "المدرب المميّز". الا ان مورينيو يحتاج لأن يتصدر العناوين لنتائجه الجيدة عندما يدخل موسما مصيريا له وللنادي. بعد أن أبعدت الاصابات هدافه هاري كاين والكوري الجنوبي سون هيونغ-مين والحارس الاول والقائد الفرنسي هوغو لوريس لفترات طويلة عن المنافسات الموسم الفائت، لم ينجح مورينيو في قيادة الفريق الى مركز مؤهل لدوري الابطال. وكان ذلك ضربة قاسية للنادي الذي حل وصيفا للمسابقة القارية عام 2019. ومع غياب أي لقب عن خزائنه منذ العام 2008، لا يمكن لتوتنهام ان ينزلق اكثر خارج المنافسة هذا الموسم. أما على الصعيد الشخصي، يتطلع مورينيو للفوز بأول ألقابه منذ الدوري الاوروبي "يوروبا ليغ" مع مانشستر يونايتد عام 2017. التعاقد مع الظهير الايمن الايرلندي مات دوهيرتي من ولفرهامبتون ولاعب الوسط الدنماركي بيار-ايميل هويبيرغ من ساوثمبتون من شأنه أن يمنح مدرب ريال مدريد الاسباني وانتر الايطالي السابق خيارات أكثر في حال تجدد الاصابات، لكن الحفاظ على لياقة كاين يبقى تحديا من أجل نجاح توتنهام. - ليستر سيتي - على رغم الموسم المشجع واللافت الذي قدمه ليستر سيتي، الا ان على المدرب الايرلندي الشمالي براندن رودجرز ان يجد سبيلا لرفع معنويات فريقه بعد أن أهدر فرصة ذهبية لاحتلال أحد المركزين الثالث او الرابع. بفضل هداف الدوري جايمي فاردي وصانع الالعاب جايمس ماديسون، وجد ليستر بطل العام 2016 نفسه متقدما بفارق 14 نقطة عن مانشستر يونايتد في كانون الثاني/يناير الفائت وكان مرشحا لإنهاء الموسم امام أحد أغنى اندية العالم. الا ان فريق "الثعالب" انهار بعد استئناف المنافسات في حزيران/يونيو إثر توقف قرابة ثلاثة اشهر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، حاصدا تسع نقاط فقط من تسع مباريات انتهت بخسارة في المرحلة الاخيرة امام الشياطين الحمر أنهت آماله بمقعد في المسابقة القارية الاهم. وعلى رودجرز ان يتأقلم مع غياب الظهير الايسر بن تشيلويل الذي انتقل الى تشلسي، في حين تعاقد مع البلجيكي تيموثي كاستاني من اتالانتا الايطالي بديلا له. - ولفرهامبتون - محفزا بإنهاء الموسمين الماضيين في المركز السابع، فإن فريق المدرب البرتغالي نونو إسبيريتو سانتو يملك القدرة على الإخلال بالنظام القائم. أثبت نونو أنه شخص تكتيكي ومحفز ممتاز، في حين أن حنكة ولفرهامبتون في ايجاد لاعبين موهوبين وإبرام صفقات غير باهظة في سوق الانتقالات سمحت له ببناء فريق قادر على منافسة أفضل الفرق في الدوري. أنهى "الذئاب" الموسم بفارق سبع نقاط فقط عن تشلسي الرابع، الا ان ذلك شكل خيبة أمل بعد أن كان قادرا على الصراع على المركز الرابع. يعتر القناص المكسيكي راوول خيمينيز نجم الفريق، لكن أمثال الاسباني أداما تراوري والبرتغالي جواو موتينيو والمدافع كونور كودي هم جميعا لاعبون من الطراز الرفيع، في حين أن الوافد الجديد الشاب البرتغالي فابيو سيلفا (18 عاما) الذي وصل من بورتو مقابل 36 مليون جنيه إسترليني (47 مليون دولار) وهي اغلى صفقة في تاريخ النادي الانكليزي، هو مهاجم مراهق بإمكانيات هائلة.
مشاركة :