ثلاثة أعمال جريئة تفوز بجائزة سمير قصير لحرية الصحافة

  • 9/11/2020
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي في لبنان الخميس، بالتعاون مع مؤسسة سمير قصير، نتائج الدورة الخامسة عشرة من جائزة سمير قصير لحرية الصحافة، خلال برنامج تلفزيوني خاص تمّ بثّه على قناة المؤسسة اللبنانية للإرسال إنترناشونال. وتمكن الصحفيون ريم بن رجب من تونس ومصطفى ابو شمس من سوريا ودلال معوض من لبنان من الفوز بالجائزة عن أعمال تناولت مواضيع مسكوت عنها. وتحظى هذه الجائزة التي أسسها الاتحاد الأوروبي وما زال يمولها بتقدير واسع النطاق عالمياً، كونها جائزة أساسية من جوائز حرية الصحافة، وأعرق الجوائز الموزّعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنطقة الخليج.    وفازت الصحفية ريم بن رجب وهي صحافية تونسية لامعة عملت في صحيفة العرب الدولية، من مواليد 1990 متخصصة في قضايا الجندر من الفوز عن فئة مقالات الراي.  ونشر مقالها الذي حمل عنوان "تبّاني بالدم: حفصة والكروموسوم الملعون" في مجلة "جيم" الإلكترونية في 30 حزيران/يونيو 2019. وهي تلقي ضوءاً حميماً على شقيقتها التي ولدت بمتلازمة داون، متمعنةً بشكل مؤثّر في الحياة الجنسية للأشخاص ذوي الإعاقة. وهذه المواضيع مسكوت عنها في عالمنا العربي خاصة وانها ترتبط بموضوع حساس لفئة لا تزال مجتمعاتنا العربية تقوم بتهميشها لكن الصحفية التونسية ألقت الضوء بكل جرأة عما يعانيه المصابون بمتلازمة دوان او ذوي الاعاقة في علاقة بحياتهم الجنسية. كما فاز مصطفى أبو شمس وهو صحافيّ استقصائي من مواليد 1979، مقيم في بوردو، فرنسا عن فئة التحقيق الاستقصائي. ويحمل التحقيق عنوان "أبناء المجهول" وقد نُشر في موقع "الجمهورية" يوم 16 أيار/مايو 2019. يعرض التحقيق مصير 12 ألف طفل ولدوا من زيجات جمعت نساء سوريات بمقاتلين أجانب كانوا قد التحقوا بصفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خلال النزاع. فلا يتمتع هؤلاء الأطفال بأي حقوق ولا يتلقون أي رعاية ملائمة من السلطات والأطراف المتورطة في النزاع السوري.  وتمكنت الصحفية دلال معوض وهي من مواليد 1985، منتجة لدى وكالة أسوشيتد برس من الفوز في فئة التقرير الاخباري السمعي البصري.  وحمل تقريرها الذي نُشر للمرة الأولى على موقع "درج" في 10 نيسان/أبريل 2019 عنوان "في لبنان، امرأة عابرة جندرياً تروي قصتها". وهو يعرض تجربة امرأة لبنانية شجاعة متحوّلة جنسياً، والمحن التي اضطرت للتغلّب عليها لكي تبقى وفيةً لذاتها في مواجهة مجتمع محافظ للغاية.  وفي هذا الإطار، قال سفير الاتحاد الأوروبي في لبنان رالف طراف إنه "من غير المقبول أن يستمر قمع الناس وملاحقتهم بسبب ما يكتبون ويقولون أو حتى ما يعبرون عنه على مواقع التواصل الاجتماعي. فلا أحد، بمن فيهم الصحافيون وسائر العاملين في الإعلام، يجب أن يتعرض للعنف والقمع والمضايقة والترهيب، خلال ممارسة المهنة وفي أي وقت آخر. ونحن ندعم حرية التعبير عبر الإنترنت وخارجه ومكافحة الإفلات من العقاب في الجرائم المرتكبة في حق الصحافيين". أما جيزيل خوري، رئيسة مؤسسة سمير قصير، فأكدت أن دور المؤسسة أن تشكل درعاً "يحمي الشابات والشباب في المنطقة الذين يكسرون جدار الخوف. وتكافئ جائزة سمير قصير أقدر الصحافيين الذين يقولون الحقيقة، وبفعلهم هذا، يحمون أمن مجتمعهم ويقومون بالاستقصاءات الجريئة والمهنية التي ستمنع تكرار مآسٍ مماثلة لانفجار بيروت".  وتولّت لجنة تحكيم مستقلة مؤلّفة من سبعة متخصصين في شؤون الإعلام، وباحثين، ومدافعين عن حقوق الإنسان، من عرب وأوروبيين، اختيار الفائزين. وقد ضمّت لجنة التحكيم هذا العام بختيار أمين (العراق)، وزير سابق لحقوق الإنسان ورئيس سابق لـ"مؤسسة المستقبل"؛ تايس برمان (هولندا)، المدير التنفيذي للمعهد الهولندي للديمقراطية المتعددة الأحزاب ومستشار سابق لممثل حرية الإعلام في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا؛ سام داغر (لبنان)، كاتب وصحافي حائز جوائز عدة، يكتب في مجلة "ذي أتلانتيك" وزميل في معهد الشرق الأوسط؛ فاروق مردم بيك (سوريا/فرنسا)، مدير سلسلة "سندباد" المنبثقة عن دار نشر "آكت سود" وممثل مؤسسة سمير قصير في لجنة التحكيم؛ بسمة المومني (الأردن/كندا)، مساعدة نائب الرئيس وأستاذة في قسم العلوم السياسية في جامعة واترلو؛ أودري بولفار (فرنسا)، رئيسة صندوق "النمط الأفريقي"  ومذيعة أخبار ومحاورة تلفزيونية سابقة؛ وسيسيليا أودن مانهايمر (السويد)، مراسلة الإذاعة السويدية لمنطقة الشرق الأوسط. وهذا العام، في خضمّ جائحة كوفيد-19 وفي أعقاب حادث الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت يوم 4 آب/أغسطس، تسلّط الجائزة الضوء على الحاجة الملحة إلى التغطية الصحافية المستقلة، العميقة، والعالية الجودة. وفي هذا الإطار، بدأت مبادرات إعلامية مستقلة وحيوية تظهر في مختلف دول المنطقة، لتؤدي دوراً أساسياً يدفع نحو قدرٍ أكبر من المساءلة، والشفافية، والوصول إلى المعلومات. وفي عالم يتحوّل بسرعة نحو الرقمية، أصبحت هذه المنصات تقدّم بديلاً ذا مصداقية، وتشكّل منبراً لأصوات المجتمعات المحلية والفئات التي غالباً ما تكون مهمّشةً أو منسيةً.  وتكافئ هذه الجائزة الصحافيين الذين تميّزوا بفضل جودة عملهم والتزامهم بحقوق الإنسان والديمقراطية. وقد شهدت دورة هذا العام مشاركة 212 صحافياً من الجزائر، والبحرين، ومصر، والعراق، والأردن، ولبنان، وليبيا، والمغرب، وفلسطين، وسوريا، وتونس واليمن. وتنافس 85 مرشّحاً عن فئة مقال الرأي، و84 عن فئة التحقيق الاستقصائي، و43 عن فئة التقرير الإخباري السمعي البصري. ينال الفائز في كلّ من الفئات الثلاث جائزة 10 آلاف يورو، في حين ينال كل من المرشحين اللذين وصلا إلى المرحلة النهائية في كل فئة جائزة بقيمة ألف يورو.  وتحيي الجائزة هذا العام الذكرى الخامسة عشرة لاغتيال الصحافي اللبناني سمير قصير في 2 حزيران/يونيو 2005 في بيروت. وهي تُنظّم سنوياً في بداية شهر حزيران/يونيو، لكنها تأجلت هذا العام بسبب التدابير المتّخذة نتيجة كوفيد-19، كما جرت في صيغة جديدة متكيّفة مع الظروف الراهنة. وقدّمت الحلقة التلفزيونية الصحافيةُ اللبنانية نيكول الحجل، وقد تابعها الآلاف من مختلف أنحاء لبنان والعالم عبر قناة "ال بي سي أي" وكذلك عبر صفحات الجائزة على وسائل التواصل الاجتماعي.وللمرة الأولى، شهدت دورة 2020 إطلاق جائزة جديدة يمنحها الطلاب. فحصل طلاب من الجامعات اللبنانية على فرصة التفاعل افتراضياً مع المرشّحين العشرة الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية، والتباحث معهم في أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات بشكل عام والصحافيين بشكل خاص في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والخليج. بعد النقاش، صوّت الطلاب لمرشّحهم المفضّل، فاختاروا كمال عياش من العراق عن مقاله الذي يحمل عنوان "بعد 15 عاماً على قصفها بالفوسفور: جيل ولادات مشوهة في الفلوجة" والذي نُشر على موقع "درج" في 3 نيسان/أبريل 2019. يركّز عياش في تحقيقه على العواقب التي خلّفتها الأسلحة الكيميائية المستخدمة في مدينة الفلوجة على المواليد الجدد، وانعدام المساءلة والشفافية حول هذه المسألة.   ويؤدي الصحافيون دوراً أساسياً يتمثل بتوفير الحقائق، والتحقيق في المسائل، وكشف الحقيقة. ويساهم العاملون في المجال الإعلامي، من خلال تأمين حق الوصول إلى المعلومات، في تحقيق المساءلة والشفافية ضمن مجتمعاتهم. من هذا المنطلق، يدعم الاتحاد الأوروبي بفخر جائزة سمير قصير لحرية الصحافة. 

مشاركة :