تخزّن محركات البحث الكثير من أنشطتنا عبر الإنترنت بحيث يكون من الممكن أن تحمل أنماط البحث اليومية الخاصة بنا أدلة على صحتنا العقلية، وفقاً لشبكة «إيه بي سي نيوز».وقال مايكل بيرنباوم، طبيب نفسي وأستاذ مساعد في معاهد «فينشتاين للأبحاث الطبية»: «يمكن أن توفر عمليات البحث على (غوغل) معلومات مهمة حقاً عن الطريقة التي يفكر ويشعر بها الناس».وأصبحت عمليات البحث عبر الإنترنت مورداً أساسياً أكثر فأكثر لمن يبحثون عن معلومات متعلقة بالصحة. هذا صحيح بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بالموضوعات الموصومة مثل الصحة العقلية، وتشير الأبحاث الجديدة إلى أن هذه البيانات الرقمية يمكن أن تكون أداة مهمة لمراقبة الصحة العقلية.وبيرنباوم، وهو أيضاً مدير برنامج العلاج المبكر في «نورثويل هيلث»، وهي مبادرة سريرية وبحثية للمراهقين والشباب في المراحل المبكرة من الذهان، شارك مع باحثين في «جورجيا تيك» و«كورنيل تيك» لمحاولة فهم كيفية استخدام الإنترنت من أجل تجديد الطب النفسي.وشرع فريقه في معرفة كيف يظهر المرض العقلي نفسه على الإنترنت، وكيف يمكن للخبراء استخدام هذه المعرفة لتحسين طرق تحديد المرضى المصابين بمرض عقلي، وتقديم الرعاية المناسبة.ونظرت مقارنة لعمليات البحث على «غوغل» بين المتطوعين الأصحاء والمرضى الذين يعانون من اضطرابات طيف الفصام، وهي حالات نفسية تتميز بأعراض الذهان، نظرت في 32 ألفاً و733 عملية بحث ذات طابع زمني، وتحليل توقيت نشاط البحث وتواتره ومحتواه. وطور الباحثون بعد ذلك خوارزميات التعلم الآلي التي تستخدم بيانات نشاط البحث، لتحديد الأفراد الذين يعانون من الفصام والتنبؤ بالانتكاس الذهاني.وحددت الدراسة عدة أنماط مهمة. إذ بحث الأشخاص الذين لديهم فصام بطرق أقل تكراراً واستخدموا كلمات أقل في عمليات البحث. وفي أثناء الانتكاس، كان الأشخاص المصابون بـأمراض عقلية أكثر عُرضة لاستخدام الكلمات المتعلقة بالسمع والإدراك والغضب، وكانوا أقل احتمالاً لاستخدام الكلمات المتعلقة بالصحة.وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط نشاط البحث عبر الإنترنت بالمعلومات الطبية لشخص ما. فقد أظهرت الدراسات السابقة أن الأنماط ومحتوى البحث كانت مفيدة في التنبؤ بسرطان الرئة ومرض باركنسون وسرطان البنكرياس قبل عام من التشخيص.وتمت دراسة منصات أخرى على الإنترنت في هذا السياق أيضاً. على سبيل المثال، نظرت مجموعة بيرنباوم سابقاً في كيفية استخدام نشاط «فيسبوك» للتنبؤ بنوبات الذهان. وحدد باحثون آخرون أنماطاً في محتوى «تويتر» و«إنستغرام» كعلامات تدل على الاكتئاب.وقالت الدكتورة نيها تشودري، الطبيبة النفسية للأطفال والمراهقين في مستشفى ماساتشوستس العام وجامعة هارفارد: «إن القدرة على الكشف عن تغييرات بالغة الأهمية من الأداء الأساسي للشخص في الوقت الفعلي لها آثار كبيرة في مدى سرعة تشخيص الأشخاص أو تلقي المساعدة التي يحتاجون إليها».وعلى عكس العديد من المجالات الطبية الأخرى، يعتمد الطب النفسي كلياً على الانطباعات السريرية الذاتية والتقارير الشخصية من المرضى أو عائلاتهم. وغالباً ما يؤدي نقص البيانات الموضوعية إلى تأخيرات كبيرة في إجراء التشخيص النفسي وبدء العلاج المناسب.
مشاركة :