اخماد حريق مرفأ بيروت بعد 20 ساعة على اندلاعه

  • 9/11/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أخمدت فرق الإطفاء صباح الجمعة وبعد نحو 20 ساعة على اندلاعه، الحريق الضخم الذي شبّ في مرفأ بيروت المدمر وطال مساعدات إنسانية في بلد لا يزال يعيش صدمة الانفجار في هذا المرفق الرئيسي في بداية أغسطس. واندلع الحريق عند حوالى الساعة 13,30 (10,30 ت غ) من الخميس في مستودع في المرفأ تخزن فيه اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساعدات تتضمن آلاف الطرود الغذائية ونصف مليون ليتر من الزيت المنزلي، كما كان يحوي إطارات سيارات. ومنذ اندلاعه، سارعت فرق الدفاع المدني وفوج الإطفاء إلى المكان وانضمت إليهم طوافة تابعة للجيش اللبناني وعملت على إخماد الحريق الذي تمدد إلى مستودعات أخرى تخزن فيها مواد مستوردة. ذكّر الحريق اللبنانيين بيوم وقوع انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس، الذي أوقع أكثر من 190 قتيلاً وأصاب أكثر من 6500 بجروح، إلى جانب تشريد نحو 300 ألف شخص من منازلهم. وسارع كثر إلى إغلاق نوافذ منازلهم خشية من انفجار آخر سيطيح مجدداً بالزجاج، وتبادل آخرون رسائل ينصحون بعضهم البعض بالابتعاد عن النوافذ، فيما لا تزال منازل ومتاجر كثيرة تفتقر أساساً لشبابيكها وأبوابها التي تكسرت جراء الانفجار. وأعلن الدفاع المدني اللبناني في بيان صباح الجمعة أن عناصره أخمدوا "بمؤازرة طوافة تابعة للقوات الجوية في الجيش اللبناني وفوج اطفاء بيروت منذ الساعة 13,25 الخميس ولغاية الساعة 08,25 الجمعة "حريقاً شب داخل احد مستودعات الضخمة في مرفأ بيروت". ويعمل عناصر الدفاع المدني على تبريد الموقع منعاً لتجدد الحريق. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن النيران اشتعلت "في جزء من مخزون اللجنة الدولية من الطرود الغذائية في مستودع مُوَرِّدنا". وأضافت "ليس بإمكاننا في ظل وجود الأنقاض والخطر الذي ينطوي عليه الأمر تحديد حجم الخسائر". وتتضمن المساعدات وفق اللجنة الدولية، "زيت دوار الشمس وزيت الزيتون والسكر والملح والشاي والسمن النباتي والمعكرونة ومعجون الطماطم والبرغل والحمص والعدس والفول". وكانت اللجنة الدولية نقلت جزءاً كبيراً من ما تمكنت من انقاذه من مخزونها في المرفأ بعد الانفجار. وقالت الجمعة "لا شك أن الانفجار والحريق سيكون لهما تأثير على المساعدات الإنسانية التي تقدمها اللجنة الدولية سواء في لبنان أو سوريا". غطت لساعات طويلة الخميس غيمة سوداء سماء بيروت، وتساقطت قطع سوداء غالباً من البضائع والإطارات المحترقة في أحياء عدة. ولا تزال أسباب اندلاع الحريق غير واضحة، إلا أن وزير الأشغال عامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار تحدّث الخميس عن "معلومات أولية" تفيد بأن "أحدهم كان يقوم بورشة تصليح، مستخدماً صاروخاً ما أدى الى تطاير شرارة واندلاع الحريق". أما رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي اجتمع مساء الخميس بالمجلس الأعلى للدفاع، إن الحريق قد يكون عملاً "تخريبياً" أو نتج عن "خطأ" أو "إهمال". ونفت شركة "بي سي سي" للوجيستيات، المسؤولة عن المستودع، "أي مسؤولية لها" عن الحريق. وغرد رئيس الحكومة المكلف مصطفى أديب الجمعة أن "حريق أمس في مرفأ بيروت لا يمكن تبريره أي كان والمحاسبة شرط أساسي لعدم تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة". وحذّرت منظمة غرينبيس البيئية الخميس من خطورة الدخان المنبعث من حريق الإطارات، لما قد يتضمّنه من ملوثات عضوية يمكن تنشّقها أو مركبات شديدة السمية. وأثار الحريق حالة من الهلع بين مواطنين يحملون أساساً السلطات مسؤولية انفجار الرابع من أغسطس نتيجة إهمالهم. وعزت السلطات الانفجار إلى 2750 طناً من مادة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة منذ أكثر من ست سنوات من دون إجراءات وقاية كافية. وكان الانفجار أثار غضباً عارماً، خصوصاً بعدما أكّدت تقارير ومصادر عدة أن السلطات، من أجهزة أمنية ورؤساء ومسؤولين سابقين وحاليين، كانوا على علم بمخاطر تخزين هذه المادة في المرفأ. ودفع الحكومة برئاسة حسان دياب للاستقالة. وأوقف القضاء حتى الآن 25 شخصاً، بينهم كبار المسؤولين عن المرفأ وأمنه. وعنونت صحيفة "الأخبار" في عددها الجمعة "كارثة المرفأ تتكرر: المهزلة" بينما وكتبت صحيفة "لوريان لو جور" الناطقة بالفرنسية "الجمهورية السامة"، وصحيفة النهار "المرفأ لعنة مشبوهة". وأثار اندلاع الحريق الخميس شكوكاً لدى سياسيين وحقوقيين أبدوا خشيتهم على ما وصفوه بـ"مسرح الجريمة"، خصوصاً أنه الثاني هذا الأسبوع، بعد حريق محدود اندلع الثلاثاء أيضاً في المرفأ. وقال أنطوان سعد (56 عاماً)، أحد سكان مار مخايل، أحد الأحياء التي طالتها أضرار جسيمة جراء انفجار المرفأ "ما حدث بالأمس هو تكرار للرابع من أغسطس، الناس عاشت رعباً"، واصفاً حالة من الهلع بين مواطنين سارعوا إلى الركض والهرب من محيط المرفأ. وغرّد الباحث المتخصص في العلوم الجنائية وحقوق الانسان عمر نشابة "أين نعيش نحن؟ هذا مسرح جريمة وقعت منذ شهر! أين القضاء؟ أين الدولة؟ أين المسؤولية؟".

مشاركة :