إعداد: هشام مدخنة خلال هذه الأوقات الصعبة، نحلم جميعاً باقتراب موعد السفر، وقضاء أمتع أوقات العطلات. وعلى الرغم من أننا قد لا يكون بإمكاننا السفر حول العالم بشكل عفوي ومن دون اختبارات «كوفيد-19»، وسط تباعد اجتماعي، وروتين صحي بات يلازمنا، إلا أن ذلك لن يستمر طويلاً. وبالفعل بدأ الناس رويداً رويداً يتدفقون إلى وجهاتهم المفضلة مرة أخرى سواء الداخلية أو الخارجية. قد يجد الباحثون عن الإجازة ممن يرغبون بشيء مختلف قليلاً ملاذهم في صور السفر هذه التي تعد موطناً لأغرب الأماكن والأحداث الرائعة التي قد لا يدرك الكثيرون وجودها. من المناطق الريفية في الصين إلى جزر هاواي الأمريكية، مروراً ببولندا، هذه مجموعة من المواقع قد تبدو للوهلة الأولى أنها خارج هذا العالم. «سلم إلى الجنة» في جزيرة أواهو (أمريكا) يعد صعود سلالم «هايكو» في جزيرة أواهو الأمريكية التابعة لجزر هاواي مغامرة تحبس الأنفاس؛ حيث إنه واحد من أعلى السلالم التي صنعها البشر على الإطلاق وأكثرها خطورة أيضاً؛ لشدة انحداره. تم بناء السلم الخشبي المكون من 3922 درجة على طول سلسلة جبال كوالاو في عام 1943، لتستخدمه البحرية الأمريكية إبّان الحرب العالمية الثانية، وتم إغلاقه أمام الجمهور في عام 1987. وعلى الرغم من ذلك فإن المغامرين لا يزالون يتوافدون عليه؛ للتمتع بالمنظر الخلاب، ورؤية جزيرة هاواي من أعلى نقطة فيها. قالت السلطات المحلية: إنها لا تخطط لإعادة فتح السلالم للجمهور، ولكن في عام 2020 تم الإعلان عن خطط لفتحها مرة ثانية. نهر هيناتوان المسحور في جزيرة مينداناو (الفلبين) ممتداً من قلب الأدغال بطول 600 متر ليصب في بحر الفلبين والمحيط الهادئ، اكتسب نهر «هيناتوان المسحور» الواقع في جزيرة مينداناو الفلبينية اسمه بناء على الاعتقاد بأنه في الواقع مسحور ومسكون من قبل كائنات خارقة تقوم بحمايته، وتعززت شهرة النهر الواسعة؛ بفضل ألوان مياهه غير العادية والتي لا تشوبها شائبة، وأعماقه غير المستكشفة للسكان المحليين. كل ذلك ألهم بدوره العديد من الأساطير المحلية، التي تقول إحداها إن الجنيات أضافت ألوان الياقوت واليشم إلى النهر. أظهرت رحلات استكشافية وجود كهوف وغرف تحت الأرض على عمق 40 متراً، واستمرت الرحلات؛ سعياً لسبر أعماق النهر أكثر والوصول إلى مناطق جديدة لم يتم اكتشافها.. الغابة الملتوية في جريفينو (بولندا) تبدو هذه الغابة الغامضة وكأنها نسج من الخيال، يُحاك حول أصولها وسبب نمو أشجارها بهذا الشكل القصص والأساطير؛ ولكنها في الواقع حقيقية للغاية وجميلة في منظرها الطبيعي الذي يجذب السائحين لزيارتها. تقع بالقرب من قرية جريفينو شمال غرب بولندا، وتتكون من نحو 400 شجرة صنوبر ملتوية يُقدر عمرها ب80 عاماً. وعلى الرغم من عدم وجود إجابة واضحة لتغير شكل ساق الأشجار، فإنه يُعتقد أنها أخذت هذا الشكل نتيجة التدخل البشري المتعمد أثناء مرحلة النمو. أو أن انحناءها جاء نتيجة ظاهرة طبيعية تتعلق بالتربة والجو كعاصفة ثلجية. سالار دي أويوني (بوليفيا) أكبر صحراء ملحية ومرآة براقة مذهلة في العالم، «سالار دي أويوني»، هي بالفعل واحدة من أغرب الأماكن على سطح الأرض وأكثرها غموضاً. تقع في بوليفيا وتمتد على مساحة تزيد على ألف كيلومتر مربع. كانت هذه المسطحات الملحية في السابق بحيرة عملاقة تعود لعصور ما قبل التاريخ، ومع تعاقب السنين جفت مياه البحيرة شيئاً فشيئاً تاركة وراءها أكبر احتياطي من الملح والليثيوم والمغنيسيوم في العالم. يتدفق الزوار من بعيد لرؤية الملح الأبيض الناصع والتكوينات الصخرية والمناظر الطبيعية؛ حيث تشعر أنك في عالم أبيض تماماً وكأنك بين السحاب. في موسم الأمطار يتحول المكان إلى لوحة خيالية على الكرة الأرضية. بحيرة ريتبا (السنغال) يُخيل إليك عندما تنظر إلى بحيرة «ريتبا» وكأنك تنظر إلى كوب من الحليب الممزوج بالفراولة؛ وذلك بسبب لونها المميز حقاً. تقع هذه البحيرة إلى الشمال من شبه جزيرة كاب فير المتاخمة لساحل الأطلسي في السنغال. يتغير لون مياهها من الأرجواني الخفيف إلى الوردي؛ وذلك بسبب البكتيريا غير المؤذية التي تزدهر في بيئة عالية الملوحة في البحيرة، فتظهر لنا هذه الألوان الرائعة على السطح؛ حيث تفرز هذه البكتيريا مادة صبغية حمراء على الطحالب التي تتكاثر عليها، مما يتسبب في تلون المياه بهذا الشكل. جبال كارست (جنوب الصين) تسيطر «جبال كارست» الشاهقة والمدببة على المناظر الطبيعية والأثرية جنوب الصين، وتكاد لا تصدق منظرها إلى أن تراها بنفسك. نحتتها المياه عبر ملايين السنيين لتشكل هياكل من صخور الحجر الجيري التي يكتنفها الضباب فوق الأرض، كما غيرت المياه المتدفقة أيضاً المناظر الطبيعية على الأرض وحولتها إلى مناطق جذب ساحرة، تمثل هذه المنطقة، التي أدرجت على لائحة التراث العالمي لليونيسكو، الريف الصيني الجميل الذي نتخيله دائماً. منحدرات ترولانس في جزر فارو (الدنمارك) من الناحية الإدارية تعد جزر فارو جزءاً من الدنمارك بين آيسلندا والنرويج في شمال المحيط الأطلسي، تشعر هناك بعوالم غريبة وبعيدة. وتعد المنطقة التي تضم «منحدرات ترولانس» من أبرز المعالم الخلابة في الجزر كافة؛ حيث تتشبث الأعشاب الزمردية الخضراء بالأرض الصخرية الشاهقة، وتغرق وسط مجموعة من الشلالات التي تصب في البحر. واحة هواكاتشينا (بيرو) تقع هذه الواحة الرائعة في قلب الصحراء البيروفية على بعد بضعة كيلومترات من مدينة إيكا، ويطلق عليها أيضاً اسم «واحة بيرو». بُنيت «واحة هواكاتشينا» في ثلاثينات القرن الماضي بأسلوب رائع حول بحيرة صغيرة. يعد هذا المكان منتجعاً شهيراً ليس فقط بين السكان المحليين في إيكا، ولكن أيضاً بين الأجانب الذين يزورونه كل فترة؛ للاستمتاع بأجواء الصحراء الفريدة والتزلج على الرمال. في الجوار، تكثر الكثبان الرملية التي يتجاوز ارتفاعها 100 متر.
مشاركة :