في موقع لافت أسفل جسر ريالتو الرابض عند القنال الكبيرة في البندقية، ينفخ الإيطالي ماتيو تاليابييترا الزجاج في مشهد ساحر يرمي للترويج لإنتاج «زجاجيات مورانو» الشهيرة التي تصارع منتجات مزيفة أخرى تحمل اسمها.وإذا كان هذا الصنف من الزجاج الذي يصنع منذ مئات السنين والمعروف في العالم أجمع رائجاً في محال التذكارات المنتشرة في أزقّة البندقية، فإن «70 % من القطع الزجاجية لا تصنع هنا»، بحسب ما يكشف لوتشانو جامبارو، رئيس جميعة الترويج لزجاجيات مورانو، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس».وفي مسعى إلى قلب المعادلة، تنظّم منطقة فينيتو منذ أربع سنوات «أسبوع الزجاجيات في البندقية» الذي تتخلّله فعاليات عدة للترويج لهذه الصناعة الحرفية التي نشأت في جزيرة مورانو.وتشكّل هذه الفعاليات التي تستعرض تاريخ هذه الصناعة وطرق إنتاج الصنف «الأصلي» من الزجاج وسيلة «لتسليط الضوء على ما تمثّله مورانو»، بحسب ما يقول جامبارو خلال زيارة لمؤسسته العائلية، حيث يتربّع شريكه ماتيو تاليابييترا في قاعة الأفران، ويقوم بحركات متناهية الدقّة لقولبة إناء.ومن الفعاليات المنظّمة في هذا السياق، معرض بالقرب من متحف الأكاديمية الشهير لقطع أنجزها حرفيون دون الخامسة والثلاثين من العمر. وكلّ ليلة، تقدّم سفينة طولها 14 متراً فيها فرن للزجاج عرضاً حيّاً لقولبة هذه الزجاجيات في أشهر مواقع المدينة. وبهدف التصدّي لرواج القطع المزّيفة المستوردة خصوصاً من آسيا، أنشاأت منطقة فينيتو اسماً تجارياً يثبت أن القطع التي تحمل هذه الماركة والمزوّدة برقم تعريف صنعت في الجزيرة.السوق المحليةلا شكّ في أن أهل القطاع «يعانون الأمرّين، لا سيما هؤلاء الذين ليس لهم سوى السوق المحلية للاسترزاق.. لكن عجلة السوق الدولية تتحرّك»، على حدّ قول لوتشانو جامبارو.وخلافاً للقطع المستوردة التي لا تتخطى قيمتها بضعة يوروهات، قد يبلغ ثمن بعض التصاميم الأصلية عشرات آلاف اليوروهات.ويؤكد جامبارو: «يمتدّ تاريخنا على 8 عقود، ونحن لم نتوقف يوماً عن الإنتاج بالرغم من كلّ الأزمات. فتحفنا منتشرة من فرساي إلى سان بطرسبورج، مروراً بمدريد».
مشاركة :