فقد العالم أكثر من ثلثي أعداد الحيوانات البرية في أقل من 50 عاماً، خصوصاً بسبب نشاطات البشر، وفق تحذيرات الصندوق العالمي لحماية الطبيعة الذي نبّه الخميس إلى مخاطر هذا التدهور على مستقبل البشرية. فبين 1970 و2016، زال 68% من الحيوانات البرية، وفق مؤشر الكوكب الحي الذي ينشره الصندوق العالمي لحماية الطبيعة كل عامين ويُستخدم أداة مرجعية. ويعود ذلك بشكل رئيس إلى القضاء على مَواطن العيش الطبيعية لهذه الحيوانات، خصوصاً من أجل الزراعة، في منحى قد يسهّل ظهور أوبئة جديدة على غرار جائحة «كوفيد-19» من خلال الاحتكاك بين البشر والحيوانات، ما من شأنه تسهيل انتقال الفيروسات من جنس إلى آخر. والمؤشر الذي يجري إعداده بالتعاون مع جمعية علم الحيوان في لندن، يأخذ في الاعتبار نحو 4000 جنس من الحيوانات الفقرية موزعة على نحو 21 ألف مجموعة حيوانية حول العالم. وقال المدير العالمي للصندوق العالمي لحماية الطبيعة ماركو لامبرتيني «منذ 30 عاماً، نرى تسارعاً في التراجع وثمة تقدم مستمر في الاتجاه الخطأ». وأضاف «نشهد على تدمير البشرية للطبيعة.. هذه مجزرة بيئية فعلية». «فشل النظام» ويحصل ذلك كله «بسرعة البرق نسبة لملايين السنوات التي مرت منذ ظهور أجناس كثيرة على هذا الكوكب». والنتيجة بحسب ماركو لامبرتيني أن «كل المؤشرات في الكوكب تنذر بالخطر مع رسالة تحذير بشأن فشل النظام» البيئي العالمي. وأشار إلى أن العالم شهد في السنوات الـ50 الماضية «تحولاً بسبب الازدياد الكبير في التجارة العالمية والاستهلاك والنمو السكاني»، بحسب التقرير. غير أن هذه التغييرات، خصوصاً قطع الأشجار لغايات زراعية «كانت لها كلفة باهظة على الطبيعة». وتُضاف إلى ذلك التبعات غير المتوقعة للتغير المناخي الذي يغيّر أيضاً في مواقع العيش الطبيعية، ويهدّد «ما يصل إلى 20% من الأجناس البرية بخطر الانقراض بحلول نهاية القرن». ومن بين هذه الأجناس هناك ما يعرف بخفافيش الفاكهة، وهي من أكبر الخفافيش في العالم، إذ تسجل أعدادها تدهوراً في أستراليا بفعل الجفاف وموجات الحر المتكررة. وتصل الخسائر إلى 84% لأجناس المياه العذبة (بما فيها الأسماك والطيور والبرمائيات والثدييات). وتدفع بعض المناطق فاتورة باهظة جراء هذا الوضع، خصوصاً المناطق المدارية في أميركا الوسطى واللاتينية، حيث تراجعت هذه ألأجناس بنسبة 94%. غير أن المدير العام للصندوق العالمي لحماية الطبيعة لفت إلى أن «الخبر السار بين كل هذه الأنباء السيئة هو أننا بدأنا نفهم» أن هذا الوضع غير قابل للاستمرار. ويترافق تقرير الكوكب الحي هذه السنة مع بارقة أمل، إذ تزامن مع نشر نتائج دراسة أجريت مع نحو 40 منظمة غير حكومية ومعهداً بحثياً. وتحمل الدراسة عنوان «تغيير المسار» وقد نشرتها الخميس مجلة «نيتشر»، وهي تضع نماذج لسلسلة سيناريوهات تحركات محتملة للحفاظ على الطبيعة أو الأجناس، لكن أيضاً لتقليص البصمة المتأتية من الإنتاج الزراعي أو الاستهلاك البشري، خصوصاً من المنتجات المتأتية من تربية الحيوانات. تغيير المسار وأوضح الباحث في المعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية دافيد لوكلير، أن السيناريو «الأكثر طموحاً والذي يجمع بين كل هذه التحركات، يتيح لنا أن نقلب التراجع في التنوع الحيوي بحلول 2050». ولفت إلى أن هذه الاستراتيجية «المدمجة» التي تعمل على مستويات عدة، تتيح بحسب الباحثين تفادي آثار سلبية بينها زيادة سعر المواد الغذائية، كتلك التي أثارت أعمال «شغب ضد الجوع» في بعض مناطق العالم خلال العقد الأخير. ومن شأن سيناريوهات تعمل على جبهة واحدة أو اثنتين فقط أن تسمح بتغيير المسار لكن في وقت متأخر أكثر، أو في الحد من الخسائر. لكن الوضع طارئ وفق دافيد لوكلير، الذي أكد أن «كل تأخر في التحرك سيؤدي إلى خسائر جديدة على صعيد التنوّع الحيوي». وحذّر من أن الأنظمة البيئية لها «نقاط لا عودة» لا يمكن من بعدها العودة إلى الوضع الطبيعي. كما أن فقدان أي جنس يحصل «إلى الأبد». المدير العالمي لحماية الطبيعة: «نشهد على تدمير البشرية للطبيعة.. هذه مجزرة بيئية فعلية». 84 % حجم الخسائر في المياه العذبة مثل الأسماك والطيور والبرمائيات والثدييات. التغير المناخي يهدّد «ما يصل إلى 20% من الأجناس البرية بخطر الانقراض بحلول نهاية القرن». تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :