أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن عبدالله بن حميد، أن الكرامة هي كرامة التقوى، والعزّ عز الطاعة، والذل ذل المعصية، مشيرا إلى أنه مع انقضاء عام وبدء آخر، والغبطة لمن حفظ الأيام والأوقات واشتغل بالباقيات الصالحات.وبين في خطبة الجمعة التي ألقاها، أمس، بالمسجد الحرام، أن رضا الناس غاية لا تدرك، ورضا الله غاية لا تترك، فلا تشتغل بما لا يدرك وتنصرف عما لا يترك، مشيرا إلى أن الإسلام كامل محفوظ رضيه سبحانه لعباده وأتم به نعمته، ولكن تمر على أهل الإسلام فترات وابتلاءات يتميز فيها الصادقون بالصبر والثبات، ويقع فيها مرضى القلوب في دوائر اليأس وأحوال الانتكاسات.وتابع أن الدين عظيم بشعائره، ثابت بسننه وفرائضه، قد يحل بساحته أيام عجاف، أو يَحْزُنُ أهلَه واقع، وهذا الحزن مشاعر عظيمة في أهل الإيمان، ودليل حياة لأهل القلوب، فلا تضعفها برياح اليأس أو مسالك التراجع.وقال: «الرزق مقسوم فلا تتعب، والقدر حق فلا تجزع، وطهارة القلب تأتي من ترك الكره، والحقد، والرياء، وزينته بثلاث: الصدق، والإخلاص، والورع، وحفظ النفس في ثلاث: التسليم للمولى، واتباع الحبيب المصطفى، والشكر في السراء والضراء، وشيئان لا يدومان: الشباب، والقوة. وشيئان ينفعان: سماحة النفس، وحسن الخلق، وشيئان يرفعان: التواضع، وقضاء حوائج الناس، وشيئان للبلاء يدفعان: الصدقة، وصلة الرحم، ومما يذهب الأحقاد ويصلح القلوب، ويصفِّي النفوس، اللطف بالكلام، والدعاء بظهر الغيب، والمواساة بالمال، والمعاونة بالبدن».وأوضح أن من عافه الله تعالى من متابعة الفارغين في وسائل التواصل فليحمد الله، فقلَّ من ابتلي بذلك إلا شغل قلبه، وزاد همه، وضاعت أوقاته، واعلم أن الاستئناس بالحديث في أعراض الناس من علامات الإفلاس. ومن اشتغل بتتبع الزلات تفرق عليه أمره، وضاعت مصالحه، ولو تأملت في ذلك لرأيت أن عيوب الجسم يسترها القماش، وعيوب الفكر يكشفها النقاش. فلا تضيع الوقت في الرد على منتقديك، وإذا تم العقل نقص الكلام، واحذر أن تكون ثناءً منشوراً، وعيباً مستوراً، وليس عيبا أن تخطئ بل العيب ألا تتعلم من أخطائك، مشيرا إلى أنك لن تعذر بتقصير الآخرين، ولا بانحراف المنحرفين، ولا بخذلان المخذلين.
مشاركة :