أجرى الفريق الطبي في قسم الأورام وأمراض الدم في مدينة الشيخ خليفة الطبية بإدارة كليفلاند كلينيك في أبوظبي، أكثر من 500 جلسة علاجية لفصل مكونات الدم الفِصَادة لبالغين وأطفال مصابين بنطاق عريض من الأمراض، منهم 150 طفلاً. والفِصَادة هي عملية خاصة يُسحب خلالها الدم من جسم المريض، ثم يُفصل إلى مكوناته الأساسية، بما في ذلك البلازما وخلايا الدم الحمراء، ومن ثم يُعاد نقله إلى جسم المريض بعد إزالة واستبدال مكونات الدم التي تتسبب بحالة مَرَضية معينة. وتمثل خدمة الفِصادة، أو فصل مكونات الدم، بارقة أمل حقيقية للمصابين بأمراض الدم بالدولة، إذ تُعَدُّ هذه الخدمة العلاجية فائقة التقنية، البديل الأمثل للمنهجية السابقة المنطوية على احتمال تفاقم الحالة المرضية أو ربما وفاة المريض. وقال الدكتور عزام الزعبي، رئيس قسم الأورام وأمراض الدم عند الأطفال في مدينة الشيخ خليفة الطبية والحاصل على البورد الأمريكي في طب الأطفال، والبورد الأمريكي في أورام وأمراض دم الأطفال، والبورد الأمريكي في الجودة الطبية: المصابون بنطاق عريض من الأمراض يستفيدون من هذه الخدمة العلاجية المتقدمة منها، على سبيل المثال لا الحصر، أمراض الدم والكُلى والأعصاب، وتحديداً الأمراض الناجمة عن أجسام مضادة تهاجم وتتلف خلايا الأعضاء الطبيعية، مضيفاً: وتساعد الفِصادة أيضاً في التغلب على رفض الجسم للأعضاء المزروعة في أعقاب عملية زرع الأعضاء الصلبة. وأضاف تعتبر عملية فصل مكونات الدم فعالة للغاية، ومحدودة الآثار الجانبية، وأجريناها حتى الآن لقرابة 150 طفلاً دون تفاقُم الحالة المَرَضية أو التسبب بوفاة، وفي بعض الأحيان وبعد ثلاث إلى خمس جلسات علاجية قد يتوقف تقدم المرض ويبدأ المريض مرحلة الاستشفاء منه، علماً بأن جلسات الفِصادة ليست مدى الحياة مثل غسل الُكلى على سبيل المثال. وأشار إلى أن العملية تساعد الأطفال المصابين بأنواع معينة من اللوكيميا ممن يعانون زيادة مفرطة في أعداد كريات الدم البيضاء، وكذلك المصابون بالأنيميا المنجلية ومضاعفات معينة بسببها. وأضاف يمكن أن تساعد إزالة الأعداد المفرطة من كريات الدم البيضاء في حماية المريض من العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تهدّد حياته في المراحل المبكرة من العلاج. وبالمثل فإن خفض تركيز الهيموغلوبين المنجلي والاستعاضة عنه بدم سليم في مرحلة مبكرة قد يَقي المريض من الإصابة بسكتة دماغية أو يساعد في شفائه منها.