ما حكم أجرة القارئ في العزاء.. هل القرآن يقدر بمال؟ سؤال ورد للشيخ علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.وأوضح الشيخ فخر، خلال فيديو عبر الصفحة الرسمية للدار، أن السرادقات هي مكان لاستقبال المعزيين من الأهل والأصدقاء لتأدية واجب العزاء، وهي فكرة نتجت لما أصبحت البيوت ضيقة، وأحيانا يستأجر مكان كدور المناسبات لاستقبال العزاء.وأضاف: السرادقات هي مما تعارف عليه الناس ولا يخالف الشرع، وهذا الأجر ليس لأنه قاريء وإنما حبس نفسه في وقت ما لفعل شيء معين ، وله أجر على ماحبس نفسه من أجله ، فأخذه هنا للمال هو مقابل جهده، ولا يجوز أن نقول أن الأجر مقابل القرآن لأن القران لا يقدر بثمن.وقالت دار الإفتاء المصرية، إن إقامة المآتم ونصب السرادقات لتلقي العزاء من الأمور المستحدثة التي تعارف عليها بعض الناس، ودعت إليها مقتضيات أحوالهم لأجل المواساة، ولكن تكاليف ذلك لا تخصم من تَرِكة المتوفَّى.وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما حكم إقامة السرادقات في المآتم؟»، أن تكاليف سرادق العزاء لا تخصم من التركة، لأن الذي يخصم منها هو ما يحتاجه حتى دخول القبر، أما بعد ذلك فالمتبرع به هو الذي يتكفل بنفقاته، وإن لم يوجد من يتبرع فلا يلزم إقامة السرادق لاستقبال العزاء، وإنما يكون استقباله عند الدفن، وبعد ذلك عندما يلقى المعزون أهل الميت في البيوت أو الأسواق أو المساجد يقومون بتعزيتهم.وأضاف أن الناس قد اعتادوا أمورًا كثيرة في المآتم وغيرها، ولم يعتمدوا في أكثرها إلا على مجرد الاستحسان الشخصي أو الطائفي، وأخذت هذه العادات تنتقل من جيل إلى جيل، حتى عمَّت وصارت تقاليد يأخذها حاضر الناس عن ماضيهم، ناظرين إليها على أنها سنَّة الآباء والأجداد، ولم يجدوا من ينكر المنكَر منها عليهم، ولعلها وجدت من يبيحها أو يستحسنها ويقويها، ففعلها واعتادها غيرُ المتفقهين، وسايرهم فيها المتفقهون، واحتملوا إثمها وإثم مَن ابتكرها وفعلها إلى يوم الدين.وتابع: وجاء الإسلام وللناس عادات: بعضها حسنٌ طيبٌ مفيدٌ فأقرها، وبعضها سيئٌ خبيثٌ ضارٌّ فأنكرها وحاربها وألغاها، وهذا شأن الإسلام في كل ما جدَّ ويجدُّ في ظله مِن عادات: الحسن يُقِرُّه ويسميه سنَّةً حسنة، ويجعل لمن سنَّها أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، والسيِّئ يدفعه وينكره ويسميه سنَّةً سيئة، ويجعل على من سنَّها وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة.
مشاركة :