يبدو كتاب «فكر تصبح غنيًا» ناصحًا إلى أبعد حد، حتى إنك قد تشعر بأن “نابليون هيل” أشبه ما يكون برجل متقدم في السن يقدم إليك نصائحه في العمل والحياة الشخصية وفي شتى المجالات الأخرى، ومن هنا تظهر فضيلة الكتاب أيضًا، فالرجل يضع هنا عصارة تجربته وخبراته. والفكرة الأساسية في هذا الكتاب هي أن أفكار المرء مصدر ثروته وربما شقائه، فتحصيل الثروة، حسب مؤلف كتاب «فكر تصبح غنيًا»، لا يتطلب تعليمًا عاليًا، وإنما «إنارة أعمق الحجرات في العقل» والاستفادة منها. ينصحك نابليون هيل، إذًا، بالاشتغال على أفكارك، وتعديلها لتكون مناسبة للنجاح. اقرأ أيضًا: كتاب «أدوات العظماء».. التعلم من تجارب الآخرينالمصدر السري للثروة أفكارك مصدر نجاحك وليس مصدر ثروتك فحسب، إذا كنت تريد أن تصبح ناجحًا فغيّر من أفكارك إذًا. ليس الأمر سهلًا كما تظن، إنه يتطلب إعادة هيكلة الدماغ من جديد إن جاز الوصف. فمن العسير أن يغير المرء أفكاره، أو يستبدل الطريقة التي ينظر بها إلى العالم، إن تغيير الأفكار ذاك أشبه ما يكون باقتلاع العين وتركيب عين أخرى جديدة مكانها؛ حتى نتمكن من رؤية العالم من زاوية مختلفة. لا يتعلق الأمر بحالة خداع للنفس، وإنما بالثقة في القدرة على النجاح. حين تسمح لفكرة ما بالسيطرة عليك فالمؤكد أن حياتك كلها ستكون انعكاسًا لهذه الفكرة، ومن هنا تأتي أهمية إعادة النظر في الأفكار المسيطرة على عقولنا: يقول مؤلف كتاب «فكر تصبح غنيًا»: «كل إنسان هو ما هو عليه بسبب الأفكار المهيمنة التي يسمح لها باحتلال عقله» اقرأ أيضًا: كتاب «ارسم مستقبلك بنفسك».. مبادئ للنجاحقوة الرغبة يشدد المؤلف على أهمية الرغبات والآمال، لكنه يقول، في الوقت ذاته، إن هذه الرغبة ليست سوى نقطة البداية، هي الشرارة الأولى التي من دونها لا يمكن أن يحدث شيء، لكن هي وحدها لا يمكنها أن تفعل شيئًا. المسألة إذًا عند نابليون هيل ذات شقين هما: الشغف والانضباط، فإذا أردت أن تكون ثريًا على سبيل المثال، فإن هذه الإرادة وحدها لن تفيدك في شيء، ولكن ينبغي أن ينتج عن هذه الرغبة انضباط صارم بتحقيقها. الهدف بدون التزام لا جدوى منه، ولن يمكن تحقيقه أبدًا. يقول نابليون هيل: «أنا أؤمن بقوة الرغبة التي يدعمها الإيمان؛ لأنني رأيت هذه القوة تنقل الرجال من الأماكن المتواضعة إلى مواضع القوة والثروة». تغلب الحالمون على عقبات كبيرة. فقام بيتهوفن، مثلًا، بتأليف مقطوعات خالدة رغم إصابته بالصمم، وكان الكاتب ميلتون أعمى، وكانت الكاتبة هيلين كيلر عمياء وصماء. لكنهم أضاءوا بنار الرغبة، وعملوا على أهدافهم وحققوا نجاحًا ملحميًا. اقرأ أيضًا: كتاب «Better, Stronger, Faster».. دليل رواد الأعمال للنجاحبداية تراكم الثروة ماذا تجدي الرغبة إذا لم تكن مؤمنًا بأنك قادر على تحقيقها؟! حين تكون راغبًا في تحقيق الثروة، على سبيل المثال، فأنت بحاجة إلى إيمان جازم بقدرتك على تحقيق أهدافك، هذا الإيمان وحده هو من يستطيع إعانتك على تخطي شتى الصعاب التي ستعترض طريقك. «الإيمان هو نقطة البداية لكل تراكم للثروات». وهو سلاح ذاتي سيظل معك على الدوام، طالما أن الفشل محتمل على الدوام، وطالما أن طريق النجاح لا يخلو من العقبات. أول ما تحتاجه لتحقيق الثروة وتحصيل النجاح أن تؤمن بأنك قادر على فعل ذلك. في هذا السياق ينصح «نابليون هيل» بـ «الإيحاء الذاتي»، أي أن توحي لعقلك _خاصة أنه يصدق كل شيء_ بأنك قادر على النجاح، وأن لديك من المهارات والقدرات ما يمكّنك من فعل ذلك. اقرأ أيضًا: كتاب «Clockwork».. كيف يجب أن يعمل رواد الأعمال؟النجاح في الظل دائمًا لا تنخدع بالفشل المؤقت، فكل فشل هو مؤقت إذا كنت أنت نفسك تؤمن بذلك. بل إن هذا الفشل ذاته قد يكون حافزًا للنجاح، لكن بشرط أن تهيئ عقلك للتعلم من الفشل، وأن تدرك أنه محطة مؤقتة سرعان ما تتجاوزها. النجاح مرهون بالفشل، وما من أحد من هؤلاء العظماء الناجحين إلا وفشل مرارًا وتكرارًا _اعتبر مثلًا بـ توماس إديسون_، ومن ثم فإن المهم هو عدم الاغترار بهذا الفشل المؤقت، وألا نظن أنه خاتمة المطاف. بذلك سيكون في الإمكان تحقيق الثروة والنجاح بشكل عام. اقرأ أيضًا: كتاب «Hooked».. صنع عادات المستهلكين كتاب «The Art Of The Start».. في معنى ريادة الأعمال كتاب «الجميع قادرون».. مواجهة الخوف من ريادة الأعمال
مشاركة :